محمد الشريف يكتب: «تنسيقية الأحزاب» والعودة بالشباب للحياة السياسية
لم يكن إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي في 2016 بأنه عامًا للشباب مجرد هباءً منثورًا، أو ما يقال أحاديث مؤتمرات، بل تحولت الأفكار والرؤي إلى حقائق على أرض الواقع من خلال كيان شبابي تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، احتوى لعدد كبير من شباب مصر بمختلف الأفكار والأيديولوجيات المختلفة، واتفقوا جميعًا على حب وحماية الوطن.
في العصور الماضية لم يكن هناك اهتمام بالشباب وتطويره والأخذ برأيه ومناقشته سوى في عصر الرئيس عبدالفتاح السيسي والراحل جمال عبدالناصر الذى يوافق تلك الأيام ذكرى رحيله الـ 50 ففي العصور السابقة كان الاهتمام بالشباب مجرد شعارات وهمية يتم ترديدها في المحافل واللقاءات المختلفة، فكان "ناصر" يميل للاستعانة بالشّباب واحتوائهم في تنظيمات سياسية، منها منظمة الشباب الاشتراكي، كذلك لم يكن السادات ومبارك، يهتمان كثيرًا بدعم الشباب سياسيا وظل الوضع السياسي في تراجع مستمر.
كذلك خروج جمال مبارك في أواخر التسعينيات وتأسيس جمعية جيل المستقبل ومحاولة استيعاب الشباب كانت غير موفقة؛ لأنه اعتمد في تأسيسها على وزراء وشخصيات سياسية تسببت في عزوف الشباب عن الانضمام والمشاركة.
طوال تلك الفترة لم يجد الشباب الطريق الصحيح للتعبير عن آرائهم وأفكارهم، فلم يكن هناك كيان يحتضنهم يقدم ورقة عمل، يناقش أفكارا يتم السمع بمناقشته والآخذ به، تواجد ذلك فى كيان "تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين"، الذي مضى عامان على تأسيسه عقب دعـوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لتنمية الحياة السياسية، فتم تدشين التنسيقية لتكون منصة حوارية بين الشباب من مختلف التيارات السياسية وجعل صوتهم مسموعا ويشارك فى صنع القرار، وهو ما نراه من تمثيل مشرف لشباب التنسيقية بداية من اختيار 6 نواب للمحافظين، ثم 5 نواب فى مجلس الشيوخ، ثم اختيار مجموعة من الشباب فى اللجان المختلفة فى الهيئات الوطنية للإعلام، ثم الدفع بـ26 شابا فى انتخابات النواب ضمن القائمة الوطنية من أجل مصر، والمشاركة أيضا على نظام الفردي فى الدوائر المختلفة.
من خلال متابعتي لعمل تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين والتكوين الداخلي لها، نجد أنه تضم أحزابا وشخصيات سياسية مختلفة الرؤى والأفكار يتناقشون ويختلفون فى القضايا المختلفة ويتفقون على مبدأ واحد هو حماية وحب الوطن، يتفقون فى النهاية على ورقة عمل أو مقترحات ومشروعات قوانين تسهم بشكل قوى فى الحياة السياسية، بل ويتم الآخذ بها ضمن الاقتراحات التي تقدم.
كيان تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ساهم بشكل قوى فى عودة الثقة للشباب نحو المشاركة السياسية من جديد من خلال آليات مشروعة تعبر عن طموحاتهم وأفكارهم.