«الكاثوليكية» تحتفل بعيد القديس جيروم معلم الكنيسة
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بمصر، اليوم، بعيد القديس جيروم معلم الكنيسة، ووروي الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني سيرته، قائلًا من أعظم آباء الكنيسة جمعاء ومن معلميها والعاشق الحقيقي لكلمة الله في ترجمته وجمعه وتفسيره للكتاب المقدس، له تراث عظيم في هذا المجال مع مقالات نسكية وجدلية ضد الهراطقة.
وأضاف " الفرنسيسكاني": ولد فى بلاد دلماتيا التي تعرف الآن باسم يوغسلافيا، نحو عام 340 من اسرة رومانية غنية وتقية، ولما بلغ الثانية عشرة من عمره أرسله والده الى روما، وقد شغف بكبار شعراء اليونان والرومان، واهتم أيضًا بنسخ الكثير من الكتب كنواة لإنشاء مكتبة خاصة به، في هذا التيار انجرف القديس جيروم عن الحياة التقوية، لكنه عاد فتاب ثم نال سرّ العماد وإن كان قد بقي زمانًا يصارع ضد الشهوات فكريًا.
وتابع: وبعد ثلاثة سنوات رحل الى تريفا للتفرغ للحياة النسكية وهناك بدأ يدرس اللاهوت والكتاب المقدس، ثم عاد إلى وطنه وأقام فى أكيلية سبع سنوات إذ كان يحث أخته على حياة البتولية والنسك، فهاج أقرباؤه عليه فاضطر إلى الرحيل إلى الشرق مارًا على اليونان فآسيا، ليستقر في إنطاكية عام 374، وتفرغ لدراسة الكتاب المقدس مع ممارسة الحياة النسكية، فانفرد في برية خليكس جنوب شرقي إنطاكية لحوالي أربع سنوات تعلم فيها العبرية. قد تعرض في هذه البرية لمتاعب جسدية كثير. عاد من البرية إلى إنطاكية عام 377 م.
واستكمل:" ضغط عليه البطريرك بولينوس ليقبل الكهنوت، وإن كان قد اشترط القديس جيروم عليه ألا يرتبط بكنيسة معينة، ليتفرغ لكلمة الله أينما شاء الله أن يدعوه، وسمع القديس جيروم عن القديس غريغوريوس النزينزي، وفي مجمع القسطنطينية المسكوني عام 381 لمع نجمه، وفي سنة 382ـ رافق بولينس بطريرك إنطاكية وأبيفانيوس أسقف سلاميس بقبرص إلى روما، وكان أمين سر البابا داماسيوس وطلب منه البابا إعادة النظر فى الترجمة اللاتينية للكتاب المقدس، وترجم القديس جيروم العهد القديم عن العبرية مباشرة والعهد الجديد عن اليونانية مباشرة، والتي عرفت فيما بعد بالترجمة الدارجة للكتاب المقدس أو باللاتينية اﻠﭬـولجاتا، لتكون أول ترجمة شاملة للكتاب المقدس بمنهجية واضحة كما عمل على تشجيع الحياة الرهبانية.
وتابع استقر أخيرًا فى بيت لحم مدة خمسة وثلاثين عامًا، حيث شارك فى حياة الكنيسة والصعوبات التى تعرضت لها؛ له مؤلفات كثيرة ولا سيما فى تفسير الكتاب المقدس، واشتهر بصلابة شخصيته وحدة أقواله، ورحل في يوم 30 سبتمبر عام 420 فى بيت لحم، في الدير الذي قد أنشأه بالقرب من كنيسة المهد، وقد نقل جسده إلى روما ودفن جثمانه تحت مذبح كنيسة القديس مريم الكبرى.