«أبوالغيط» يدعو إلى تحويل موجة التعاطف مع لبنان إلى خطط ملموسة
أكد أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم الثلاثاء، أنه من المهم أن تتحول الموجة العارمة من التعاطف مع لبنان إلى خطط ملموسة، سواء للمُساعدة العاجلة أو التعافي طويل الأجل، بما يسمح بانتشال هذا البلد من أزمته الحالية.
وقال أبوالغيط في كلمته خلال الاجتماع الوزاري لمجموعة دعم لبنان، الذي تم عبر الفيديو كونفرانس بعد ظهر اليوم، بمشاركة أنطونيو جوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة، وإيف لودريان وزير خارجية فرنسا: "لقد رأينا أن بعض الاحتياجات العاجلة تم تلبيتها على نحو مناسب بفضل مساعدات كريمة من الدول المانحة ومن عدد من المنظمات الدولية، على رأسها الأمم المتحدة".
وأضاف أن الأزمة المركبة التي يعيشها لبنان، والتي يظل انفجار المرفأ أحد أوجهها، تتطلب التزامًا طويل الأجل بالمساعدة في مجالات لها علاقة وثيقة باستقرار هذا البلد وتعافيه.
وتابع: "أشير هنا على نحو خاص إلى الإصلاحات المطلوبة في المنازل التي تعرضت لدمار جزئي أو كلي، وكذا في المباني العامة والمرافق، وخاصة المدارس والمستشفيات، مشيرًا إلى أنها كلها مجالات تحتاج إلى مساعدات من نوعيات مختلفة، لكي تستعيد العاصمة اللبنانية في وقت قصير الحياة الطبيعية والبهاء المعهود عنها.
وأردف: "لقد وظفت الجامعة العربية، منذ اليوم الأول، كافة إمكانياتها ومنظماتها المتخصصة ومؤسسات التمويل العاملة في الإطار العربي، من أجل تقييم الخسائر وتقديم المساعدات في القطاعات التي يحتاجها اللبنانيون".
وأوضح، أنه في الاجتماع الوزاري الأخير للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة تم تبني بند مُفصّل حول سبل تقديم الدعم للجمهورية اللبنانية اقتصاديًا واجتماعيًا؛ لتمكينها من التغلب على تداعيات كارثة انفجار المرفأ.
وأكد أبوالغيط، أن اللبنانيين يُقدرون حالة التعاطف والإسناد الدولي، إذ طالما شكلت العلاقات مع العالم الخارجي ركنًا اساسيًا في شخصية الوطن والمواطن اللبناني، أن لبنان يعرف أيضًا أن عليه أن يُساعد نفسه أولًا، لكي يخرج من هذه الأزمة المركبة والعميقة.
وأكمل الأمين العام للجامعة العربية: لقد عبر اللبنانيون بصوتٍ واضح عن مطالبهم، قبل انفجار المرفأ وبعده إنهم يريدون إصلاحات حقيقية تمس أوضاعهم المعيشية التي تدهورت بصورة غير مسبوقة، خاصة ما يتعلق بتقديم الخدمات كالكهرباء وغيرها، مشددًا على أن ما يطالبون به هو الشفافية في الاقتصاد والسياسة.
وراى أبوالغيط أن الكرة الآن في ملعب النخبة السياسية، لافتًا إلى أن هذه النخبة مطالبة بالتوصل سريعًا إلى التوافق المطلوب من أجل أن تخرج إلى النور حكومة تلبي طموحات اللبنانيين، وتكون على مستوى توقعاتهم وآمالهم.
واستطرد: "إننا جميعًا نعرف الإصلاحات المطلوبة والمأمولة.. ولكن الأمر يتطلب إرادة سياسة حقيقية وعزمًا راسخًا على تحقيق إصلاحات شاملة وليست جزئية أو تجميلية".
وذكر: "إن حياد لبنان يظل – من وجهة نظر الجامعة العربية- مبدأً مهمًا وجوهريًا لاستقرار هذا البلد وازدهاره.. ونتطلع إلى أن تتبناه الحكومة الجديدة.. كتوجه وسياسة تصون لبنان من النيران المشتعلة حوله".
واعتبر أبوالغيط، إن شرارةً بسيطة قد يكون من شأنها إشعال حريق كبير في بلدٍ يعيش على توازنات نُدرك جميعًا مدى دقتها وتعقيدها، منوهًا بأنه لا يرغب أحدٌ في رؤية المزيد من الحرائق في لبنان.
وقال: إن "النأي بالنفس" عن التجاذبات الإقليمية فيه حماية للبنان.. فلا ينبغي أن يكون هذا البلد الصغير مسرحًا لصراعات إقليمية.. أو ساحة لتصفية حسابات لا تأخذ الشعب اللبناني في الاعتبار، وإنما تهدف إلى تحقيقِ أجنداتٍ تتجاوز لبنان وتُعرضه للخطر وتُوتِّر علاقاتِه مع أصدقائه.
وأردف: "لقد استطاع لبنان، البلدُ المؤسس في الجامعة العربية منذ نشأتها، أن يتجاوز محنًا وعثرات.. محافظًا على شخصيته الفريدة، وانفتاحه الفذ على الآخرين".
ودعا أبوالغيط في الختام، المشاركين أن يظلوا إلى جوار لبنان وألا يتخلوا عنه، كما دعا قادة لبنان وسياسييه أن يكونوا عند مستوى تطلعات شعبهم العظيم.