«أميرة فى الجنة».. غادرت الدنيا دفاعًا عن طفلتيها من جبروت الأب (فيديو)
قبل سنوات، نبض قلب الفتاة أميرة، لأجل «مُعاذ»، حينما وضعه القدر أمامها في منطقة عين شمس بالقاهرة، لتختاره حبيبًا يُكمل الدرب إلى جوارها.. نبع الحب الذي كان بداخلها لأجله، كان قادرًا على إقناع الأسرة الرافضة لهذا الشخص أن يصير لها زوجًا.. وتحققت أمنية الفتاة، وارتدت ثوبها الأبيض دون أن تعلم أن نبض قلبها الذي كان لأجله، سوف يتوقف على يديه، وأن الأبيض الذي ترتديه سيُصبح كفنًا بعد سنوات قليلة.
• استشعار الخطر
«كنت رافضة لهذا الارتباط.. استشعرت منذ البداية أن انفعالات معاذ ستكون سببًا في مشاكل كبيرة إذا ما كانت هناك حياة أسرية فيما بعد».. تقولها «أسماء» الشقيقة الكبرى لـ«أميرة» صاحبة الثلاثين عامًا، التي غادرت عالمنا قبل أسابيع، متأثرة باعتداءات زوجها المتكررة لها، والتي كانت أكثرها أثناء دفاعها عن صغيرتيها التوأم فيروز وفريدة، من ضرب الأب لصاحبتي العامين.
أحداثًا مؤلمة دارت في عش الزوجية، كانت ضحيتها «أميرة» من اعتداءات متكررة، أخفتها عن شقيقتها الكبرى التي صارت أمًا لها بعد أن توفت والدتها قبل ثلاث سنوات.. لكنها كانت تروي مشاهدها لصديقتها المقربة عبر تطبيق المحادثات عبر الإنترنت (واتس آب).
• حاولت إخفاء آلامها
«حينما شاهدت جُرح بيدها ذات مرة، ادعت أنها نتيجة احتكاكها بالباب».. تقولها أختها، موضحة أن هذا الوقت كان بداية شعورها للمتاعب التي حدثت لها نتيجة اعتداءات الزوج والتي وصلت إلى قيامه بخنقها بقسوة (حسب شهادة والدة صديقه أمام النيابة العامة).
لم يكتفِ الزوج بما فعله معها، بل أهمل في علاجها مما تسبب في تدهور حالتها الصحية، ونقلها فيما بعد للمستشفى تحت ضغوط شقيقتها، وحاول الادعاء هناك بأنها مُصابة من كورونا، لإخفاء تعرضها لاعتداء على يديه، وظلت تحت الرعاية الطبية حتى وفاتها.
• الوصية الأخيرة
«عيالي.. عيالي».. كانت الكلمات الأخيرة التي نطقتها أميرة موجهة حديثها لشقيقتها، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة تاركة صغيرتيها تُكملان الطريق بعد أن قدمت حياتها فداءً لهما.
إلى هنا، لم تكن الأسرة تعرف شيئًا عن علاقة آلام ابنتهم بوقوع اعتداءات عليها.. لم يكن لديهم علم من الأساس بما جرى لها، سوى بعض كلمات تناقلت عن طريق معالجيها بما وصفوه بتعرضها لـ«علقة موت».. لكن لم يُفسروا هذه الأقاويل في هذه الأثناء.
• بداية ظهور الحقيقة
بدأت الشكوك تراود الشقيقة أسماء عندما طلبت أسرة الزوج دفنها ليلًا، وكأنهم في عجلة من أمرهم، إضافة لمطالبتهم لها بعدم حضور عملية غُسلها، مُدعين أنه لا يجوز شرعًا.. «هُنا شعرت أن هناك شئ ما لا يُرغبون أن أراه.. فكلامهم لم يكن منطقيًا.. طلبت الكشف عليها عن طريق مفتش الصحة، وحضر بالفعل وبصحبته اثنين من معاوني مباحث قسم شرطة عين شمس.. أثبتوا جميعًا وجود شبهة جنائية، وجاء تقرير المباحث موضحًا وجود آثار اعتداءات قديمة وحديثة ف جسدها، وجرى القبض على الزوج في حينه».
• شهادات ضد الزوج
«هاتفتني صديقتها المقربة في تلك الأثناء.. أخبرتها بما جرى، وأنهم اكتشفوا آثار اعتداءات في جسد أميرة، فوجدتها تعرف بالأمر، موضحة أن هناك محادثات بينهما حول ذلك، وأنها كانت تتعرض للضرب كلما اعترضت على قيامه بصفح طفلتيهما على وجهيهما».. تقول أسماء، مؤكدة أن هذه المحادثات تم تسليمها للنيابة العامة، إضافة لشهادة والدة صديق المتهم، والتي تدخلت للصلح بينهما بعد اعتداء سابق، وأشارت إلى خنقه لها.
• أدلة إدانة
كل التقارير والشهادات مثّلت أدلة إدانة للزوج في قضية رحيل «أميرة»، وصلت معها النيابة العامة حبسه على ذمة القضية، بينما انتقلت الصغيرتان «فيروز» و«فريدا» لتعيشان صحبة خالتهما «أسماء» لتلقيان مع زوجها أحمد، ذلك الحنان الذي افتقدتاه مع أبيهما، لتعود ابتسامتهما من جديد.