7 ساعات من التعذيب ثم الاغتيال.. «مذبحة كرداسة» شاهد على جرائم الإرهابية
جرائم الجماعة الإرهابية لا تنتهي، سعي دائم ودؤوب لتقويض أسس الدولة المصرية وزعزعة استقرارها، وتشهد مصر مؤخرًا محاولات يائسة من طرف أبواق الجماعة وأذرعها لبث الفتن والشائعات.
وفي هذا السياق تستعيد "الدستور" ذكرى إحدى الجرائم الإخوانية البشعة التي نفذتها الجماعة ضد الوطن وأبنائه المخلصين.
وقعت في 14 أغسطس 2013 في أعقاب فض اعتصام ميدان النهضة.. قبل الواقعة شهدت القرية عملية تخزين للأسلحة بمدرسة الوحدة بالقرية تم استخراجها فور بدء قوات الأمن في فض اعتصام النهضة ورابعة العدوية وحاول الإخوان الخروج في مسيرات ضخمة لمناصرة إخوانهم في الاعتصامين إلا أن أهالي بولاق الدكرور تمكنوا من صدهم فعاد بعضهم إلى القرية بعد الاتفاق فيما بينهم على الأخذ بالثأر من أي رجل ينتمي للحكومة أو الشرطة بالقرية وقرروا الزحف على نقطة شرطة ناهيا ومركز كرداسة لقتل من بداخله وأعدوا العدة وبدأت الأحداث بنداء مسجد "العريان" على الإخوان والمنتمين للتيار الإسلامي بالقرية "حي علي الجهاد" فخرجت الأعداد الغفيرة منهم وتجمهرت أمام نقطة الشرطة والتي تمكنت من حرقها ثم توجهت الى مركز كرداسة وكانت الجريمة الكبرى.
مساء يوم 13 أغسطس 2013 قرب منتصف الليل هدد أحد قادة الجماعة الإرهابية مأمور مركز كرداسة وطالبه بإخلاء القسم قائلا له "إخلي القسم احنا عايزينه" وعندما رفض المأمور اتفق فيما بينه وبين أعوانه على تنفيذ الإخلاء بمعرفتهم.
في صباح يوم الأربعاء 14 أغسطس 2013 الساعة السابعة صباحا وأثناء فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة قام الشيخ "م.س.ش" إمام مسجد العريان بناهيا بحشد الشباب عبر ميكروفون المسجد مناديا "الجهاد ياشباب إخوانكم يموتون في رابعة والنهضة" وعلى إثر ذلك تجمع العديد من أعضاء التيارات الإسلامية أمام مسجد العريان وخرجوا في مسيرة حاشدة متوجهين إلى كوبري ناهيا الجديد حوالي الساعة التاسعة صباحا وعندما علموا أن القوات انتهت من فض اعتصام النهضة وأوشكت على فض اعتصام رابعة قرروا العودة والانتقام بطريقتهم لأن الوقت لن يتيح لهم الوصول إلى الميدانين في الوقت المناسب لصد القوات فتوجه جزء منهم إلى نقطة شرطة ناهيا وتوجهت الأعداد الغفيرة الأخرى المسلح أغلبها إلى مركز شرطة كرداسة وهنا صدرت الأوامر من القيادات بإخراج الأسلحة المخزنة بالمدرسة وبدأوا الهجوم على المركز الذي استمر حوالي 3 ساعات قاموا خلاله بإطلاق وابل من النيران على القسم وسط اتصالات بالعميد محمد جبر مأمور المركز ومطالبات بإخلاء القسم واستمر رد المأمور في كل مرة بجملة واحدة: "علي جثتي أخرج من القسم وأسلمه لحد" وكانت هذه نفس الكلمات التي رددها العميد عامر عبد المقصود نائب مأمور المركز عندما علم أن الإخوان يريدون إحكام السيطرة على قسم الشرطة والاستيلاء عليه فقال "والله ما يحصل إلا على جثتي" كما اتصل الرائد الشهيد هشام شتا معاون المباحث بوالده للاطمئنان عليه فقال الشهيد "ده بيهتفوا حي على الجهاد يا بابا" فطلب منه والده الخروج والعودة إلى المنزل فأجابه الشهيد "مش هسيب خدمتي واتخلى عن واجبي حتى لو موتوني".
لاحظ الإخوان بعد وقت من إطلاق النيران أن الضباط والأفراد صامدون ويرفضون تسليم القسم بسهولة فكانت مرحلة جديدة من الخطة بإطلاق قذيفة آر بي جي على مبنى القسم والتي تسببت في انهيار المبنى وتشتيت القوات لعدم توقعهم استخدام هذه النوعية من الأسلحة الثقيلة وخرج العميد محمد جبر ونائبه العميد عامر عبد المقصود برفقة عدد من الضباط والأفراد للاحتماء بمسجد بجوار القسم لحين وصول الإمدادات وطمأنهم بعض الأهالي أن أحدا لن يستطيع الوصول إليهم لاحتمائهم ببيت الله إلا أن الإخوان خالفوا كل الشرائع السماوية وحرمة بيوت الله واقتحموا المسجد واعتدوا على المأمور ونائبه وأبرحوهما ضربا داخل المسجد ثم سحلوهما خارجا وبدأت حفلة التعذيب.
بعد ساعات قاربت على 7 من التعذيب والسحل قام المهاجمون من الإرهابيين ب "صف" الضباط والأفراد المصابين أمام حائط المسجد وأطلقوا الرصاص عليهم جميعا لينهوا حياتهم في حرمة "الجامع".
- نتائج تحقيقات النيابة
ترجع أحداث تلك المجزرة طبقا لما انتهت إليه تحقيقات نيابة شمال الجيزة الكلية برئاسة المستشار محمد أباظة رئيس النيابة الكلية آنذاك إلى 14 أغسطس من عام 2013 عندما قام المتهم عبد السلام بشندى، عضو مجلس الشعب السابق عن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية بعقد اجتماع بمسكنه قبيل فض اعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة بالجيزة ضم العديد من العناصر المتطرفة للإعداد لخطة مواجهة الدولة حال فض الاعتصامين، اتفقوا خلاله على الإجراءات الهجومية والتصعيدية ضد قوات الشرطة والمنشآت العامة وعقب اتخاذ الدولة إجراءات فض الاعتصامين احتشد المتهمون ببلدتى كرداسة وناهيا واستخدموا مكبرات الصوت الخاصة بالمساجد في تحريض الأهالى على التجمهر أمام مركز شرطة كرداسة لتخريبه وأعدوا السيارات والوسائل اللازمة لنقل المشاركين فى التجمهر ومن انضم اليهم من العناصر الاجرامية المسجلة ثم أغلقوا مداخل البلدة تحسبا لمواجهة قوات الأمن حتى الانتهاء من تخريب مركز الشرطة وقتل من فيه من الضباط والأفراد.
وتوصلت تحقيقات النيابة العامة إلى أن الجناة تمكنوا من تدبير الأسلحة النارية من البنادق الآلية والخرطوش والذخائر وقذائف صاروخية (آر بى جى) وعبوات السوائل الحارقة "المولوتوف" والأسلحة البيضاء والعصي وقطع حادة من الحجارة ولودر يستخدم فى أعمال الهدم، وتوجهوا صوب المركز وأطلقوا القذائف الصاروخية تجاه السيارة المدرعة الخاصة بتأمين المركز والسور الخارجى فقتلوا اثنين من أفراد الحراسة، وتمكنوا من اقتحام المركز وتهديد من فيه من رجال الشرطة بالأسلحة النارية والقذائف الصاروخية، والاستيلاء على الأسلحة الموجودة داخله ثم قاموا بالتعدى على القوات بطريقة وحشية، ثم أجبروهم بها على الخروج من مركز الشرطة واحتجزوهم داخل ورشة لإصلاح الدراجات بجوار المركز وتناوبوا الاعتداء عليهم وتصويرهم على هذه الحالة لإذلالهم، ثم قام الإرهابى "محمد نصر الغزلانى" زعيم المتهمين باطلاق النيران بكثافة صوب هؤلاء الرهائن الذين حاول بعضهم الفكاك عبر الشارع السياحى فاعترضهم الجناة لمنعهم من الهرب وعاودوا الاعتداء عليهم بقسوة حتى قتلوا ثلاثة عشر ضابطا وفرد شرطة واستمر بعضهم فى إطلاق النار على جثامين الشهداء بعد وفاتهم، ثم استكمل المتهمون تنفيذ مخططهم الإرهابى بالتعدى على العقيد عامر عبد المقصود نائب مأمور المركز بالضرب المبرح وقطعوا شرايين يده اليسرى وعذبوه حتى قتلوه ثم ربطوا جثمانه على ظهر سيارة أحدهم وجابوا بها شوارع البلدة مبتهجين بفعلتهم حتى ألقوها وسط الشارع.
كما توصلت تحقيقات النيابة العامة برئاسة المستشار محمد أباظة رئيس نيابة شمال الجيزة الكلية حينها إلى أدلة قاطعة على تلك الجرائم تمثلت فى سبعة عشر مقطع مصور ظهر به العديد من المتهمين حال ارتكابهم الاعتداء على مركز الشرطة ومحاولة هدمه والتعدى على المجنى عليهم وحمل المهمات الشرطية التي تم نهبها من داخل المركز وأثبت تقرير اللجنة الفنية التى شكلتها النيابة العامة صحة تلك المشاهد وعدم تعرضها لأى تدخل أو تلاعب، وقد أكد الشهود من أهالى البلدة صحة تلك المشاهد المصورة وتعرفوا على العديد من الجناة الذين ظهرت صورهم حال ارتكابهم تلك المجزرة.