رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف قدمت فاتن حمامة عمر خيرت للجمهور؟

فاتن حمامة
فاتن حمامة

"رغم ثراء موسيقانا الشرقية العريضة، إلا أن اللحن المصري ظل لحنا محليا لا يعرف الطريق للعالمية، وتلك كانت مشكلة بدايتي عندما جاءني فؤاد عبد المجيد يحمل بعض الموشحات التي لحنها لعفاف راضي طالبا منى توزيعها، وكان علي أن أتبع حلمي فغامرت بوضع للموشح الشرقي في قالب عالمي، ونجحت التجربة نجاحا شجعني على أن أواصل المغامرة"، بهذه الكلمات اعترف الموسيقار عمر خيرت في حواره لجريدة "الأهالي" 1991، أنه كان يعاني من هاجس وحلم الوصول بالموسيقى الشرقية للعالمية.

وقال الموسيقار، إن الفنانة فاتن حمامة كانت بالنسبة له هي البداية وجواز المرور، عندما طلبت منها إذاعة الكويت إلقاء بعض الأشعار بصوتها، فكلفته بإعداد الخلفية الموسيقية لتلك الأشعار، وكان ذلك بمثابة جواز مروره للجمهور، عندما أعد الموسيقى التصويرية لفيلمها "ليلة القبض على فاطمة"، مشيرا إلى أن بدايته كانت صعبة، بعدما وضعته الفنانة فاتن حمامة على الطريق الذي يرغبه ويتمناه، لكن الشعوب العربية والمصرية تعودت على أن الموسيقى طرب فقط، لكن هدف "خيرت" كان تقديم موسيقى خالصة تحقق هذا الطرب الذي ينشده المستمع.

وأوضح: كانت أن خطوته التالية بعد ذلك كانت بمثابة مغامرة كبرى، وهي إعادة توزيع أعمال الموسيقار محمد عبدالوهاب، بهدف بيان قيمة التوزيع الموسيقي، لافتًا إلى أن "عبدالوهاب" اعتبر هذا التوزيع "أحلى هدية تلقاها في حياته".

وأكد "خيرت" على أن ما دفعه إلى التلحين هو أنه لم يفهم تقسيمة الملحن والموزع الموسيقي والتي لا توجد إلا في مصر، فالعالم لا يعرف إلا المؤلف الموسيقي الذي يلحن ويوزع موسيقاه، قائلا:"توزيع الموسيقى الشرقية مشكلة في حد ذاته فمقاماتها صعبة على الأوركسترا، وهي ذات ألحان يسير معظمها على خد واحد، مما يجعل توزيعها وكأنه لحن آخر موازيا للحن الأصلي".