«من يستحق نوبل؟».. نجيب محفوظ يجيب
"كل ما نطق به مطران يمثل غاية الصدق والفن ولا شك أن حصول الأديب على الجائزة يسعده وأمته، لكن لا يمكن أن تكون غايته، فالأديب الذي غايته الجائزة أو المكسب المادي ليس بالأديب الصادق، وإنصافًا للحق أخذ اليوم الأديب حقه في أن يكون له رأي يحترم في قضايا مجتمعه، ومكانته تتألق يوما بعد يوم فلا شك أن عظمة الأمم تقاس بثقافة وعلم شعوبها".
هكذا بدأ الأديب نجيب محفوظ الحديث عن الأدباء الذين يستحقون جائزة نوبل، وذلك في حوار له لجريدة "الأهرام" 1990، وأوضح أديب نوبل، أن السبب في عدم فوز كاتب أو شاعر بنوبل هو المدارس والجامعة وكساد سوق الأدب، وعدم وجود الناشر وجهل الجمهور ثم عدم ترجمة الأدب مع افتقادنا الأندية الأدبية.
وعن طرح اسم الكاتب أنطون جميل ضمن قائمة المطروحين لجائزة نوبل، قال "محفوظ"، أنه ليس استحالة وجود هذا الأديب أو الشاعر الذي يحرز نوبل، لكن أغلب الظن إن الشرط الأساسي لإحراز نوبل أن يكون الكاتب أو الشاعر فذًا عن الأقدمين والمحدثين إنسانيا في نزعته، وأرجع السبب الأساسي في عدم حصوله- أي أنطون- على نوبل إلى الظروف والبيئة وحداثة العهد بالخلق والابتكار واعتبر أن يحصل مصري على نوبل مدخرا في الغيب المجهول.
أما عن طرح اسم الكاتب عبد القادر المازني، قال، أديب نوبل، إن كلام المازني عن المعاصرين صحيح، فمن الممكن أن يكتشف أديب بعد وفاته، فيأخذ هو التقدير وورثته الجائزة، وهذا غير مرغوب فإذا كان للأدب التقدير فلا بد أن نتخلص من العداوات والخصومات وتكون الحيدة هي الحكم لتقييم أدب حقيقي، يدخل الأديب كما قال المازني في زمرة الخالدين بصدقه وتفاعله مع القضايا الإنسانية بأكملها، و"المازني" نفسه لو كان تفرغ للفن بجدية لكان أعظم فنان في عصره واستحق نوبل.