تحية وعبدالناصر.. هكذا عاش «حب حياة» الزعيم 26 عامًا: «كانا أصدقاء ثم تزوجا»
لم تكن علاقة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بزوجته السيدة تحية كاظم، تزيد أو تتجاوز علاقة أي أسرة مصرية بسيطة، منذ بداية تعارفهما وزواجهما وحتي وفاة الزعيم في سبتمبر من العام 1970، بل وحاول الزعيم الراحل طوال فترة تولية رئاسة الجمهورية إبعاد زوجته عن الأضواء، وهي أيضًا ساهمت بذلك بشكل كبير فلم تكن تهتم بالظهور السياسي أو الاجتماعي والإعلامي.
ولدت السيدة تحية كاظم، في مارس عام 1920، بمصر، لأسرة من أصول إيرانية، وتحديدًا من أصفهان، ورغم أن والدها من أصول إيرانية إلا أنه انتقل إلى مصر، وتزوج من سيدة من مدينة طنطا، وعمل لسنوات طويلة في تجارة الشاي والسجاد
كانت هناك علاقة صداقة قوية تربط بين شقيق «تحية» واليوزباشي "عبدالناصر" وقتها، حيث كان يتردد الأخير على منزلهم كثيرًا بصحبة عمه وزوجته، الذين أيضًا كانا أصدقاء للعائلة، وأعجب الزعيم بـ"تحية"، وتقدم لخطبتها، وتم الزواج في 29 يونيو عام 1944، وأنجبت منه خمسة أبناء وبنات، وهم: خالد، ومنى، وهدى، وعبد الحكيم، وعبد الحميد.
لم يكن جمال عبدالناصر بالرجل السهل ولم تكن فترة حكمه سهلة بل بالعكس كانت من بعد يوليو 1952 أو تحديدا بعد إقالة محمد نجيب، مليئة بالإنجازات والانتكاسات، وهو ما أدركته "تحية" وكانت داعمة له طيلة الوقت دون أن يظهر هذا الدعم عبر وسائل الإعلام.
روت "تحية" في مذكراتها التي حملت عنوان "ذكريات معه"، والتي أصدرتها دار "الشروق"، للنشر والتوزيع خلال عام 2011، التفاصيل التي جمعت بينها وبين "عبدالناصر"، من بدء علاقتهم حتى وفاته، وأكدت تحية أن عبدالناصر لم يكن يحب الخروج إلى أي مكان دون هدف محدد، فكان يفضل الذهاب للسينما والمسرح، وبالأخص مسرح "الريحاني"، بسبب عشقها للمسرح، ثم يعودان إلى منزلها، ويتناولان العشاء برفقة أخيها، حتى 29 يونيو 1944.
ظلت تحية مختبأة بعيدًا عن الحياة السياسية، ولكن كانت بمثابة الداعم القوي في الخفاء، سخرت ذاتها لأفراد أسرتها المكونة من زوجها وأطفالها، وحافظ طوال سنوات رئاسته لمصر على أن تبقى حياتها الشخصية بعيدة عن العيون، فكان لا يحب اصطحابها معه خلال الزيارات والتنقلات لرفضه الترف والبذخ.
وجهت دعوة رسمية على العشاء لـ"عبدالناصر" من ملك اليونان عام 1960، وقام بتلبية الدعوى، لتظهر عاطفته تجاه زوجته حينما وقفت الملكة زوجة ملك اليونان حينها، بجوار الرئيس عبدالناصر لتتأبط ذراعه وتمشي بجواره، فقال لها سأمشي بجوار الملك وأنت تمشين بجوار زوجتي، فسألته الملكة وماذا لو تأبطت ذراعك؟ فقال لها: "إنني أخجل"، فرجعت الملكة ووقفت بجوار "تحية" وقالت لها عبارة باللغة الإنجليزية: "أعطني يدك أو آخذ يد زوجك"، بحسب ماروته "تحية" في مذكراتها.