«الإحصاء»: مصر بعيدة عن الكساد وتراجع الأسعار لأسباب موسمية
قال مينا نصحى، الباحث الإحصائي بالإدارة العامة للأرقام القياسية والأسعار بالجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إن التراجع الأخير فى أسعار السلع وتحديدًا الخضروات والفاكهة لا يعكس حدوث حالة من الكساد خلال المرحلة الحالية، وإنما يرتبط بشكل أساسى بأسباب موسمية يتعلق بعضها بوفرة إنتاج العديد من المحاصيل وانخفاض الطلب على البعض الآخر كالدواجن والأسماك خلال فترة عيد الأضحى.
وأضاف "نصحى"، فى تصريحات لـ"الدستور"، أن معدلات التضخم عالميًا تشهد حالة من الاستقرار ولم تسجل قفزات على مستوى عدد كبير من دول العالم وليس مصر فحسب، تزامنًا مع جائحة كورونا، وذلك وفقًا لدراسة حديثة أجراها جهاز الإحصاء.
وأشار مسئول الإحصاء إلى أن الجهاز يجرى حاليًا رصدًا لتداعيات تحريك الدعم عن السلع الإدارية المسعرة جبريًا من قبل الحكومة سواء الكهرباء وأسعار خدمة النقل الجماعى، وذلك ضمن أعمال بحث التضخم لشهر أغسطس، ومن المقرر إعلان مؤشرات التضخم ومدى تأثرها بالقرارات الأخيرة مطلع سبتمبر المقبل.
وأضاف أن هناك عددًا من التعديلات التى أدخلت على الاستمارة الخاصة بجمع البيانات حول أسعار السلع لتشمل عددا أكبر من السلع والخدمات، بما يساعد الباحثين الإحصائيين على رصد تداعيات جائحة كورونا على الأسعار، موضحًا أنه تمت إضافة ما بين 10- 12 سلعة جديدة لسلة السلع البالغ عددها حوالى ألف سلعة لتتبع مدى التغير فى متوسطات أسعارها بإجمالى الجمهورية.
وأشار إلى أن السلع الجديدة التى يتم رصد أسعارها لأول مرة ترتبط بشكل وثيق بتغير أنماط استهلاك الأسر المصرية مع ظهور فيروس كورونا، ما بين الإقبال على شراء المطهرات وأدوات التعقيم والوقاية من العدوى ومستلزمات العلاج من الفيروس، وغيرها من السلع التى لم تكن بين سلة السلع ذات أهمية نسبية للأسر المصرية.
وأوضح "نصحى"، أنه تتم متابعة أسعار ما يقارب ثلث السلع بشكل أسبوعى، وتحديدًا السلع التي تتغير أسعارها بشكل مستمر، مثل الخضر والفاكهة واللحوم والدواجن، وتمتد أعمال جمع الأسعار ميدانيًا على مستوى ريف وحضر الجمهورية من يوم 1 حتى 28 من نفس الشهر، بواسطة 300 باحث ومراجع يغطى جميع محافظات الجمهورية، كما تخضع البيانات للتدقيق إلكترونيًا فى خطوة وسيطة قبل مرورها من الباحث الميدانى إلى مسئولى الجهاز، لإتاحة بيانات أكثر دقة وتعبيرًا عن واقع الأسعار فى مصر، تمهيدًا لإجراء بحث التضخم إلكترونيًا بشكل تام خلال الفترة المقبلة.