فورين بوليسي: أردوغان أخفى المشاكل الاقتصادية وتوقعات بإفلاس بنوك تركيا
قال كريس ميللر، مدير برنامج أوراسيا بمعهد أبحاث السياسة الخارجية في مجلة فورين بوليسي الأمريكية، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أخفى كارثة تركيا الاقتصادية في النظام المصرفي، وأنه نجح في إخفاء عجز ميزانيتها مما ولد شعورًا زائفًا بالاستقرار، مؤكدا أن هذه الطريقة ستؤدي إلى كارثة كبيرة.
وأضاف في تقرير له بالمجلة الأمريكية، أنه منذ الأزمة المالية لعام 2008 في الولايات المتحدة، أبقى الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة منخفضة، وبدأت البنوك التركية في إقراضها للشركات التركية في مختلف الصناعات التي تعمل بالليرة التركية، ولكن الليرة المنزلقة منذ ذلك الحين تسببت في مشاكل للشركات التي يتعين عليها سداد ديونها بالدولار، وسيكون من الصعب على الشركات التركية سداد قروضها الدولارية وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى أزمة مصرفية.
وتابع "لقد حصل الأفراد على قروض للإنفاق بالليرة وليس بالدولار في تركيا، لذلك استبدلت البنوك الدولارات بالليرة، وأضاف: خلق هذا مخاطرة ثانية عميقة في النظام المصرفي في البلاد، وإذا ارتفعت أسعار الفائدة فإن تكلفة اقتراض البنوك بالليرة سترتفع، مما يقلل من أرباح البنوك".
يأتي هذا فيما فقدت الليرة التركية 10% من قيمتها مقابل العملات الأجنبية في مارس وأبريل وحدهما، ولمنع الليرة من المزيد من الانخفاض، باعت الحكومة الدولارات لشراء الليرة لتعزيز قيمة العملة التركية، وقال ميللر: "نجحت هذه الحيلة معظم فترات الصيف"، مشيرًا إلى استقرار الليرة عند حوالي 6.85 في يونيو ويوليو.
لكن في الأسبوع الماضي، سجلت الليرة التركية أدنى مستوياتها القياسية في التاريخ، على الرغم من جهود البنك المركزي لوقف الفساد، كما شهدت تركيا انخفاض الليرة بنسبة 2.7%، وهو أكبر انخفاض يومي في أكثر من عام وتم محو 17.8% من قيمتها.
يأتي هذا فيما أنفقت تركيا بالفعل حوالي 65 مليار دولار هذا العام، وفقًا لأرقام جولدمان ساكس، بالإضافة إلى 40 مليار دولار إضافية في عام 2019، ووفقًا للأرقام الحكومية التركية، ويواجه البنك المركزي عجزًا بنحو 25 مليار دولار، وكتب ميلر: "قد يؤدي التراجع الحاد في الليرة إلى إفلاس البنوك التركية".