الإخوان في ليبيا «ورم خبيث».. وخبراء: «الجماعة» رأس حربة عثمانية
«محاولات خبيثة لخلق فتنة لصالح الجماعة».. جملة في بيان لـ«قوة حماية طرابلس»، إحدى الفصائل التابعة لحكومة الوفاق الليبية، والتي وصفت في بيانها، الجمعة، جماعة الإخوان الإرهابية بـ«الورم الخبيث الذي ينخر في جسد ليبيا»، وفسادها يتغلغل في مفاصل الدولة، كما أنها تختلق الأزمات وتسعى لخنق الوطن والمواطن.
الجماعة الإرهابية استطاعت الانقضاض على الثورة الليبية، في 2011، واستثماراتها كونهم يتبعون التنظيم العالمي والذي يحظى بتنظيم سري داخلي يهدف لزعزعة استقرار الدولة للوصول للسلطة، عن طريق الدعم بالأموال والسلاح وإشغال الفوضى.
◄أيمن شبانة: الإخوان معول هدم ليبيا واعتماد فكرة «المغالبة» تقود لحرب أهلية
«هم لا يعرفون شيئا عن الوطن، ومشروعهم عابر للدولة والحدود»، بهذه الكلمات وصف الدكتور أيمن شبانة أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز البحوث الإفريقية بجامعة القاهرة، جماعة الإخوان الإرهابية، وقال إن الجماعة تنظر للحدود على أنها حواجز من صنع الاستعمار، فلا توجد دولة قائمة بذاتها بالنسبة للإخوان.
«الجماعة» معول هدم الدولة الليبية، فهم مدعومين من قطر وتركيا، وبالتالي لا ولاء لهم، ولولا استعانتهم بهم لمرت الفترة الانتقالية في ليبيا بردًا وسلامًا، لكن «الجماعة» استقوت بالخارج - كعادتها- حتى إن حكومة الوفاق المنتهية ولايتها، وتجاوزت صلاحيتها عندما وقعت اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع تركيا، كما استعانت الجماعة بالمرتزقة وأغرقت الدولة بالسلاح غير الشرعي.
وأضاف «شبانة» في تصريحات خاصة لـ «الدستور»، أن جماعة الإخوان الإرهابية «سوس ينخر في الجسد الليبي، وتدفع الدولة لحافة الهاوية»، مشيرًا إلى أن حكومة الوفاق تعاونت مع تركيا وخرقت اتفاق برلين، وكذلك رفضت إعلان القاهرة بشأن إعادة السلام في ليبيا.
وشرح «شبانة» الأوضاع على الأرض الليبية، قائلًا: «المغالبة» فكرة يعتمدها كل أطراف الصراع في ليبيا، وتقود إلى حرب أهلية، إلا أنه في نهاية الأمر يصبح الشعب هو الضحية، فالإخوان لا يعتمدون فكرة الوطن، ويسعون إلى إضعاف ليبيا أكثر فأكثر.
◄أحمد عليبة: الإخوان جماعة تحت الطلب لتنفيذ المخططات العثمانية
«تحصيل حاصل لتجربة إقليمية كاملة في الصراعات والتي اندلعت على اسم ثورات الربيع العربي قبل 10 سنوات»، رؤية الخبير في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أحمد عليبة، لبيان ما يسمى بـ «قوة حماية طرابلس» والذي وصف الجماعة الإرهابية بـ«الورم الخبيث»، وأضاف: «هذه محصلة رئيسية لتجربة، وليس موقفا في ليبيا وحدها».
وأضاف لـ «الدستور»: «الإخوان تحولوا لوكلاء لدول تعبث في الأراضي الليبية، وأصبحوا بمثابة رأس حربة لدول مثل تركيا تعتمد عليهم في تنفيذ مخططها العثماني».. مشيرًا إلى أن «الإرهابية» جماعة تحت الطلب لتنفيذ أي مخططات تدعم عقائدهم.
وشرح «عليبة» حقيقة أمر الجماعة في ليبيا، قائلًا: الجماعة تشكل تهديدًا أمنيًا وسياسيًا في الوقت الحالي أكثر من السابق، فدائمًا الإخوان يعتمدون مسار تفكيك الدول إلا أنهم لم يكونوا في الواجهة في الوقت السابق، إلا أنهم تصدروا الواجهة من خلال التحولات السياسية في الفترة الأخيرة، فهم دائمًا يتمددون في مرحلة الفوضى، فهم يفضلون العمل في بيئة فوضوية.
وحول الانشقاقات داخل حكومة الوفاق، قال إن تصدع التكتلات يصب في مصلحة المنتفعين، والاصطفافات الجديدة تعمل على تفكيك التشابكات بين الأطراف لمصلحتها، لافتًا إلى أن تركيا وقطر تسعيان لخلق فوضى وتكتلات فرعية، مشيرًا إلى أن التنظيم الدولي للإخوان في ليبيا ليس كبيرًا إلا أن فروعه كثيرة.
◄منير أديب: الإخوان ورم خبيث والخلافات بين الفصائل في ليبيا ستزداد
الباحث في شئون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، يرى أن الإخوان في حقيقة الأمر ورم خبيث في جسد الأمة العربية، مؤكدًا أن بيان «قوة حماية طرابلس» كشف المستور وأن مليشيات الوفاق والمتضامنين مع الإخوان في ليبيا رفضوا الوقوع في براثن التنظيم العالمي.
وتوقع «أديب» في تصريحات خاصة لـ«الدستور» أن الخلافات بين الفصائل في ليبيا ستزداد، وأن هذه التنظيمات ستقضي على بعضها بسبب الخلافات التي لم يتم حلها حتى اللحظة، وبالتالي ستنتهي كل الحركات المليشياوية، وتختفي تمامًا فكرة الوجود الفعلي للتنظيمات التي تقتات على الشعب.
ويرى الباحث في شئون الحركات المتطرفة، أن السلوك التركي في ليبيا عازم على دعم جماعات العنف والتطرف، ويعتبر أن هذه التنظيمات هدفا استراتيجيا، وفى هذا الوقت ستلجأ أنقرة للاتحاد بين الأهداف، وهذا الاتحاد سيدعم التنظيمات، مشيرًا إلى أن الدعم التركي لجماعات العنف والتطرف في ليبيا يهدف لإقامة دولة بديلة عن داعش التي سقطت في مارس 2019.