الإيكونوميست: أردوغان يكرر تاريخ أسلافه باحتلال الدول العربية
أكدت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، أن تركيا تحتل، اليوم، مدن شمال سوريا، ولم يختلف الوضع كثيرا عما كانت عليه الأوضاع في ظل سيطرة تنظيم داعش، متابعة أن الاختلاف الوحيد هو أن تركيا بدأت في قائمة مشروعات لإنشاء المدارس، والمتاجر المحلية، والجامعات، والمستشفيات، والطرق، وبناء المساكن، ولكن ليس لأجل الشعب السوري وإنما لمحو الهوية العربية السورية وتثبيت أقدام الاحتلال التركي.
وأضافت أن تركيا توسع وجودها في جميع أنحاء العالم العربي، باستخدام القوة أكثر من الدبلوماسية.
ففي العام الماضي احتلت شمال شرق سوريا، وتوغلت في عمق العراق وتدخلت في الحرب الأهلية في ليبيا، وزادت من إنفاقها العسكري بنحو النصف منذ عام 2016.
وأكدت المجلة أنه مع ذلك، لا يبدو أن الرجل القوي في تركيا، رجب طيب أردوغان، لديه رؤية شاملة للمنطقة، بل إنه يتابع المصالح الاقتصادية لتركيا، ويتعامل مع التهديدات المتصورة أحيانًا من خلال انتهاك حدود الدول الأخرى، وهكذا فهو يفي بوعد قطعه قبل 4 سنوات بـ"الذهاب ومواجهة المشاكل أينما وجدت".
وأوضحت "الإيكونوميست" أن ما يفعله أردوغان ليس بالجديد حيث حكم أسلافه الإمبراطورية العثمانية لمدة 500 عام بنفس الطريقة قبل انهيارها بعد الحرب العالمية الأولى، لافتة إلى أن ثورات الربيع العربي عام 2011 أعادت الحركات الإسلامية إلى الصدارة، وروج أردوغان لتركيا كنموذج للحكم الإسلامي، ونفسه كزعيم للعالم الإسلامي، وعندما تم إبعاد الإسلاميين (أو سحقهم) وفقدت القوى الغربية اهتمامها بالمنطقة، نمت تركيا بشكل أكثر عدوانا.
وأشارت إلى أن بدأ في سوريا، حيث دعمت تركيا منذ فترة طويلة المتمردين الذين يحاولون الإطاحة بنظام بشار الأسد، ورغم تراجع الإسلاميين فإن تركيا تواصل حماية المناطق التي لا تزال تحت سيطرتها في الشمال الغربي، واستبدلت الليرة السورية بنظيرتها التركية، حيث يعتبر أردوغان شمال سوريا جزءا من تركيا.
