«ثلاثون حربًا وحب».. نصوص تخاطب العشق والصراع عبر معنى الحياة
تسرد الكاتبة اليمنية "صفاء الهبل" في كتابها "ثلاثون حربًا.. وحب"، تفصيلات ومظاهر الحرب المستعرة في بلدها منذ سنوات على نحو حكائي مجرد، فتأخذ القارئ معها في تمثلات متعددة لضدية ومتناقضة الحرب والحب عبر نصوص مفتوحة، تزاوج فيها بين النفس السردي والنفس الشعري.
يحوي الكتاب الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن، 70 نصًا نثريًا أثارت الكاتبة من خلالها كثيرًا من الاستفهامات، وحاولت زحزحة مفهوم الحرب إلى أبعد مما هو منظور زمنيًا وبنيويًا؛ إذ تتجاوز الحرب، وفق رؤيتها، معنى الصراع باستخدام الآلة القاتلة، إلى صراع الإنسان مع عالمه الداخلي، وصراعه مع كل ما هو محيط به.
وقد زُين الغلاف بلوحة للفنانة التشكيلية اليمنية آمنة نصيري فيها من الحياة ما أرادت الكاتبة أن تعبر عنه من المعنى الحقيقي للوطن؛ فالحياة هي الوطن، والحرب تمحو الحياة وتحطم الوطن، تقول في أحد نصوص العمل:
"منذ بداية الحرب وأنا أتشبث بفكرة الحياة لا الوطن، فالحياة التي تحفّنا من كل جانب بحد ذاتها وطن، تشبه إلى حد بعيد وشاحًا تحوكه الجدات بدفء قلوبهن وأيديهن.. يصنعن الماضي والحاضر بحكايات ونحن نعيش الحكاية.
(كل ذرات رمالك..) رددتُها سنوات طويلة بلا يقين، والآن لا أرددها إلا أنها حروف تملؤني يقينًا، ليست ملكًا للأمنيات، بل سطورًا أرصُّها أرصفة للمجانين أمثالي.
ليست سوى غمامة تطمس أحلامنا بالتراب، فتعود مجددًا لتنمو، جميعها ملكنا، والـ (نا) ضمير المتكلمين للجماعة، كانوا في الماضي جماعة، لا تفرقهم سوى الأفضلية في الحب لا سواه.
وترى الكاتبة أنها تخاطب سنوات عمرها الثلاثين، التي استُمدَّ عنوان العمل منها، عبر هذه النصوص. فتقول:
"ما الذي سأقول لتلك السنوات التي مضت دون أن أدرك مرورها من بين يدي (...) أودع هذه الحقبة بالنعناع، وأستقبل ما سيأتي بالحب وأنتهي منه بفنجان".
ومن الجدير ذكره أن "صفاء الهبل" ناشطة في الأعمال التطوعية ومبادرات الأعمال الخيرية، وتنشر مقالاتها ونصوصها الإبداعية في صحف ومجلات يمنية وعربية، وقد صدرت لها قبل هذا العمل رواية "قدري فراشة" في العام 2013.