«منير بالنعناع ومارلين مونرو بالنسكافيه».. فنانة تستخدم الأطعمة في الرسم
الرسم بالرمل، الملح، السكر، جميعها أشياء لجأ لها ذوي موهبة الرسم، بينما اختلفت عنهم سالي مجدي صاحبة الـ٢٥ عاما في استخدامها للأطعمة كأدوات للرسم، وذلك بعد أن نمت موهبتها التي بدأت منذ نعومة أظافرها بالرسم على جدران المنزل وبمختلف أنحائه.
بالرغم من تخرجها من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، إلا أنها أبدعت في إحياء نجوم الزمن القديم ببعض العسل، وأثناء حديثها لـ"الدستور" قالت سالي إن بدايتها مع استخدام الأطعمة كان من خلال النسكافيه الذي وجدته أمامها ثم استخدمته لتكوين رسمة من باب التجربة مع نفسها، واستطاعت وقتها أن ترسم مارلين مونرو، ولاقت عليها ردود أفعال إيجابية كثيرة أعطتها الدافع للاستمرار.
وعليه بدأت سالي في استغلال كل ماهو بالمطبخ للرسم به من ملح شاي ناشف، وكغيرها، لاقت دعم من أهلها الذين كانوا يدعمونها منذ طفولتها ويقدمون لها الطاقة الإيجابية، بجانب الأدوات اللازمة للرسم، كما هيئوا لها مناخ مناسب ورسخوا داخلها الثقة بالنفس وأنها فنانة مميزة، وهذا ما جعلها تبدأ في استخدام الأشياء الأصعب في الرسم كالعسل.
وصلت سالي بمرحلة مختلفة من التميز جعلتها تفكر في التغيير، وقالت: "بدأت ارسم بخامات مختلفة لحد ما فكرت ليه إحنا بنحصر الرسم في فرشاة وألوان بس؛ لما ممكن ابتكر حاجة جديدة وارسم بخامات المطبخ، كنت حابه أغير فكرة الناس عن الفن إنه مش بيقتصر على لوحات مش مفهومة مثلًا أو إمكانيات ضخمة عشان ترسم، أنت ممكن بحاجات بسيطة تخرج منها لوحات جميلة وتضيف لمستك".
كان إبداع سالي من داخل المطبخ، فعندما كانت تذهب لتحضير العشاء، وتستغرق وقتا طويلا تخرج لأسرتها بطبق به "محمد منير بالنعناع"، وركزت على فكرة الرسم بالعسل لأنه لم يستخدمها أحد من قبل، وكان تحدي بالنسبة لها لاستطاعتها التحكم في شيء سائل.
"العين بتاكل قبل الفم"، بهذه الكلمات أوضحت سالي سبب اختيارها للعسل الأسود، وهو إصرار والدتها عليها لتناوله كونه مفيد، لكنها كانت ترفضه لعدم حبها له، ومن هنا جائتها فكرة الرسم في الطبق بالعسل "عشان يفتح نفسي على الأكل فكل طبق برسمه بقيت باكله فعلا".
واختتمت حديثها موضحة أنها ترى أن موهبتها هذه تسعى أن تفيد غيرها بها، وأن تدخل الفرحة في نفوس أشخاص أخرى من خلال تقديم أكلة برسمة لفنان يفضله، كما أنها تحلم بعمل مؤسسة خيرية لتنمية مهارات الرسم لأي طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، بتوضيح فكرة أن الرسم لم يقتصر على الأطفال الأصحاء فقط.