تغريد فياض: 30 يونيو أنهت كابوسًا كان يمكن أن يستمر لسنين طوال
يحل يونيو من كل عام ومعه تحل ذكرى أعظم أيام تاريخ مصر، يوم الثلاثين من يونيو 2013، ذكرى ثورة شعب استعاد هويته ومصره المختطفة من أنياب جماعة الإخوان الإرهابية.. «الدستور»، حاورت المثقفين المصريين والعرب حول ثورة 30 يونيو، ذكرياتهم معها، أثرها عليهم وعلى إبداعاتهم، والأهم ماذا لو كان استمر حكم الإخوان لمصر حتى الآن؟.
وفي هذا الصدد قالت الشاعرة اللبنانية "تغريد فياض": 30 يونيو لم تكن مجرد ثورة، فهي قد أنهت كابوسًا مرعبًا كان من الممكن أن يستمر لسنين طوال، وأن يدمر مصر بكل معنى الكلمة، لتصبح حتى أدنى وأكثر خطورة، من مجاهل أفغانستان، ولست أقلّل من أفغانستان وأهلها المحترمين، والتي كانت دولة راقية محترمة فيما مضى، ودمرها الإخوان وأتباعهم وذيولهم المجرمين الخونة، لأن أغلبهم أيضا كان من أبنائها".
وأضافت "ما حصل في تلك السنة السوداء الحزينة التي قبض فيها الإخوان على مصر وخنقوها فيها، باسم ما يسمى زورا وبهتانا ثورة وحرية ومدنية، كان من الممكن أيضا أن ينهي كل مظاهر الحياة الثقافية والفنية في مصر وأي روح مصر الجميلة وكيانها، والتي جعلتها درّة العالم العربي دون منافس لعصور، إن مصر في قلوبنا وعقولنا نحن العرب هي النجم الذي نتطلع إليه بانبهار، آملين أن نقترب منه حتى لو من مسافة بعيدة".
وتابعت "والذي أقوله هنا هو حقائق عايشتها بنفسي أنا الأديبة والشاعرة اللبنانية المقيمة هنا في مصر منذ مدة طويلة، أي أنني شاهد عيان على الذي حصل في تلك السنة المشؤومة، سنة إخوان الشر والسوء والفتنة وكل الموبقات، كل شيء إلا أن يكونوا إخوان مسلمين، فالإسلام منهم ومن أفعالهم الشنيعة الإجرامية براء، ظهرت أنيابهم للشعب المصري الذي كان قبل ذلك يتعاطف معهم في معظمه لمظلوميتهم التي كانوا يدعونها، وذُهل الشعب المصري وصُدم وأحس بالضياع، فهو فلم يعتد مثل هذه الأمور في تاريخه الحديث ولم يعشها من قبل، كل ذلك عايشته بنفسي وكل أصدقائي هنا في القاهرة من المصريين".
وأوضحت الشاعرة اللبنانية "كان طبيعيا أن يبحث الشعب عن قائد ليلتف حوله، ويأخذ بيده، وظهر فجأة في خضّم ذلك الضياع، شخص شجاع جدا حمل على عاتقه أن ينقذ شعبه وبلده مهما كان الثمن، حتى لو كان حياته، فكان من الطبيعي أن يلتف حوله الشعب فهو منهم ويشبههم كثيرا، و"ابن بلد" أيضا بكل الصفات النبيلة التي يحملها أبناء البلد، فأصبح يمثل الأخ الكبير والأب بكل حنانه وقوته وأكثر من ذلك، كان أيضا ابن الجيش المصري العظيم القوي بعقيدته ومبادئه وحبه لبلده وتفانيه في الدفاع عنها، وكان هذا كافٍ ليزرع الثقة في قلوب المصريين على مصيرهم معه. فهو امتلك كل الصفات التي من الممكن أن يبحث عنها الشعب المصري في زعيم يحتاجونه ليخلصهم من براثن سفاحين عصابة الشر".
وأثبتت الأيام، أن اختيار الشعب لذلك الزعيم كان أكثر من صحيح، فهو أكثر بكثير حتى من كل ما توسّمه فيه. إن المشير عبدالفتاح السيسي٬ هو أكثر من كل ذلك أيضا، فلقد أنقذ اقتصاد البلد المتهاوي بكل فروعه ومجالاته، بمعجزات حقيقية لم تخطر على بال أحد، وبصبر وتفانٍ، وفي وقت قياسي قليل جدا، لأن مصر لم تكن لتحتمل أن تنهار اقتصاديا أكثر مما كانت فيه.
واستطردت " الرئيس السيسي أعاد الهيبة لمصر أمام كل دول العالم، حتى وقف له جميع قادة دول العالم احتراما وصفقوا له ولبلده مصر بحرارة، وحتى أنه أعاد الثقة بالنفس للمصريين الطيبين، الشعب الرائع الذي أعتبره أنا، أهم ركن في مصر، أهم حتى من كل جمال طبيعة مصر وكنوزها وآثارها، وتابع الرئيس السيسي أدق التفاصيل التي يمر بها شعبه، حتى وقف مع البسطاء والمساكين وجبر خاطرهم بحنان أبوي نادر، وحلّ مشاكلهم ودعمهم، وخلصهم أيضًا من العشوائيات المتراكمة لسنين طوال، والتي كانت تنهش آدميتهم وتخرّج أبناءهم مجرمين وقتلة وأعاد للقانون هيبته، فلم يعد هناك أحد فوق القانون، مهما كان منصبه، وأصبح المصريون لأول مرة منذ عهد الزعيم جمال عبدالناصر، حبيب الملايين في مصر وفي العالم العربي، أصبحوا يقولون "ارفع راسك فوق انت مصري"، بل ويعيشونها أيضا".
وأكدت أن ثورة 30 يونيو أنهت ما يُسمى بالإسلام السياسي ودمرته تماما في مصر وفي بعض دول العالم العربي، وكسرت شوكتهم، فلن تقوم لهم قائمة بعد ذلك، وإن كان هناك بعض المندسين منهم والذين يتبعون التقية في أحيان، ويظهرون وجههم القبيح في أحيان أخرى، ما زالوا للأسف متسللين ومتواجدين كموظفين في مختلف وزارات الدولة، وقد رأيتهم بعيني في عدد وزارات وجهات.
واختتمت "كأديبة وشاعرة تأثرت كثيرا بثورة 30 يونيو، وبكيت كثيرا يومها، بكيت لأن مصر عادت لشعبها الجميل، عادت لنا نحن العرب أيضا، الذين يعتبرونها أمهم في الإبداع والثقافة والفن والجمال، بكل معنى الكلمة، لم أكن أصدق أننا سوف نتنفس من جديد، وأن الشمس سوف تدفئ أرواحنا مرة أخرى، فإن المبدع لا يستطيع الكتابة أو الابداع إذا لم يشعر بالحرية وبالأمان النفسي قبل الجسدي، وكنا قد فقدنا كل ذلك الإحساس في السنة السوداء قبل 30 يونيو، ولقد كتبت قصيدة للرئيس السيسي من وحي فرحتي بانقاذه لمصر ولنا حتى في العالم العربي، وأسميتها أمير الفرح"، مضيفة لو بقي الاخوان المجرمين، لا قدّر الله، فإن مصر كانت ستختفي، وسيظهر مكانها بلد غير معروف ما نوعه أو لونه، لكن الله حافظ لمصر كل الوقت ومنذ قديم الزمان، وقد ذكرها في القرآن عدة مرات لذلك لم يكن ليخذلها أبدا، أو ليتركها تقع فريسة في يد إخوان الشر وأتباعهم وذيولهم.