الالتزام بالإجراءات الصحية والوقائية طوق نجاة المواطنين من كورونا
على خطى دول كثيرة، جاء قرار إعادة الحياة تدريجيا فى مصر لطبيعتها اعتبارا من يوم السبت المقبل، وذلك بموجب إعلان رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي أمس فى مؤتمر صحفى عن عشرة قرارات للتعايش مع فيروس كورونا، حتى لا يتسبب تأخر عجلة الإقتصاد عن ضغوط أكبر على الدولة.
واشترطت القرارات العشرة، أن يواصل المواطنون التزامهم بكل الإجراءات الاحترازية، وسائر الإجراءات الصحية والوقائية الأخرى التى تضمن عدم الإصابة بالفيروس، وتضمن الحماية الصحية للأفراد ومن حولهم فى إطار التوصيات الطبية التى تقرها وزارة الصحة، مثل مراعاة قواعد التباعد الاجتماعى، وارتداء الكمامة خاصة فى الأماكن المزدحمة، وغسل الأيدى باستمرار، فكلما انخفضت معدلات الإصابة يكون التعافى الاقتصادى أسرع، وكذلك العودة إلى معدلات النمو السابقة، وحتى يعود الإقتصاد وعجلة الإنتاج دون أن تكون هناك زيادة فى معدلات الإصابة فوق طاقة المنظومة الطبية.
التخلى تدريجيا عن الحظر، وإعادة عجلة الحياة والعمل والإنتاج، فيه إنقاذ للاقتصاد وإستعادة العمالة المعطلة، واستكمال خطط البناء، خاصة أن الاقتصاد تحمل تداعيات الفترة الماضية، بفضل برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل الذى انتهجته مصر خلال السنوات الماضية.
وعودة الحياة ضرورية لتوفير احتياجات المواطنين من السلع والخدمات، والمشروعات القومية لابد أن يتواصل مسيرة العمل بها، والبنية التحتية لابد أن تكتمل، وأن تعمل المصانع بكامل طاقتها، خاصة وإنه لا يوجد حتى الآن مدى زمنى يمكن تقديره على مستوى العالم لانتهاء هذا الوباء.
وإلى أن يتوصل العلماء إلى عقار أو لقاح ضد مرض كوفيد ١، يبقى الحل الوحيد التعايش الآمن مع الفيروس، وهذا لا يعنى تخلى المواطنين عن الإجراءات الوقائية، مما يحتم فرض عقوبات رادعة للمخالفين، حتى لا تكون عودة الحياة إلى طبيعتها على حساب صحة المواطنين.
لقد تعاملت مصر مع ملف أزمة فيروس كورونا بتوازن كبير منذ البداية، الأمر الذى كان محل إشادة وتقدير من الجهات الدولية، حيث حرصت الدولة على الحفاظ على صحة المواطنين، وفى الوقت ذاته استمرار عجلة الإنتاج فى الدوران من خلال التشدد فى الإجراءات الاحترازية والاستباقية طوال فترة الأزمة التى دخلت شهرها الرابع، وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وحرصت الحكومة على العمل بالتوازى فى اتجاهين الحفاظ على صحة المواطن ودوران عجلة الإنتاج، وخلال اجتماعات رئاسية ووزارية متعددة تم مناقشة سيناريوهات الأزمة،ثم سيناريوهات إعادة الحياة إلى طبيعتها، مع التشديد على ضرورة التزام المواطنين بتطبيق الإجراءات الإحترازية،بحيث تكون أحد ملامح الحياة فى الفترة القادمة.
الشعوب الأكثر أملا فى النجاة من خطر الوباء هى التى دأبت على ثقافة صحية وحياتية منضبطة، وتخلت عن السلوكيات القاتلة والمدمرة للصحة والعادات السيئة، خاصة على ضوء ما انتهى إليه أغلب العلماء وخبراء الأوبئة من أن الإنتصار على الفيروس لن يكون قريبا، وأن الفيروس قد لا ينتهى سريعا، حيث يشير الواقع إلى زيادة مضطردة فى الإصابات تقفز بعشرات الآلاف يوميا، وتتمدد من دولة إلى أخرى.
والمسئولية الشخصية لكل مواطن لحماية نفسه هى طوق النجاة، فالكل مطالب بأن يتحمل مسئولية نفسه ومن حوله ووقايتهم من الخطر، وعدم التغاضي عن سلوكيات باتت سائدة فى روتين الحياة وفى مقدمتها الحفاظ على النظافة الشخصية، وغسل الأيدى، وعدم التقبيل، وعدم التزاحم وغيرها من أسباب تفشى المرض وانتشاره.