عضو بلجنة حقوق الإنسان فى «برلمان أنقرة» لـ«الدستور»: سقوط أردوغان مؤكد
بالتزامن مع أطماعه التوسعية خارج حدوده، يمارس الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، كأى ديكتاتور، قمعه ضد شعبه دون رحمة أو هوادة، وبينما يروج المغيبون الحالمون بعودة الخلافة الإسلامية الأساطير حول دولة نموذجية يسودها العدل، تبدو الصورة داخل تركيا مغايرة تمامًا لما يُروج له.
وحاول عضو حزب الشعوب الديمقراطى التركى المعارض عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان التركى، عمر فاروق جرجرلى أوغلو، فى حواره مع «الدستور»، تقديم تصور لتلك الأطماع الاستعمارية لـ«أردوغان»، كما تحدث عن الطريقة التى يدير بها الرئيس التركى البلاد، وكيف أن سلوكياته المعادية قائمة على أطماع شخصية من الأساس، فى ظل قمع شديد يمارسه ضد شعبه.
■ كيف تقيم الأعمال العدوانية لأردوغان فى سوريا وليبيا وشرق المتوسط؟
- أعمال أردوغان فى تلك المناطق هى أبرز الأمثلة الواضحة للقادة الذين لا ينظرون إلى وطنهم، بل يسعون للسيطرة على العالم، وشهدنا مثل هذه الأمثلة للقادة فى القرن الماضى، لكنهم خابوا جميعًا وأسقطتهم شعوبهم. كانوا قادة يحلمون بالهيمنة على العالم دون حل مشاكلهم الداخلية الخاصة، وها هو «أردوغان» مثال حى للأسف لتلك النماذج.
■ كيف ترى قضية تحويل متحف «آيا صوفيا» إلى مسجد؟ ولماذا يصر أردوغان على التلاعب بورقة الأديان لكسب التعاطف؟
- لطالما كانت قضية «آيا صوفيا» موضوعًا جذابًا للغاية للقادة المتشددين فى تركيا، وليس «أردوغان» وحده، إنهم يتصرفون كما لو أن المساجد فى تركيا مزدحمة للغاية ولا تحتوى على مساحة كافية، وتحتاج لفتح آيا صوفيا، مع أن الحقيقة تؤكد أنه لا شىء من هذا القبيل.
لا ينبغى أن ننسى أنه كان كنيسة فى وقتها، ثم تحول إلى مسجد، ثم إلى متحف، هذه مناقشات معروفة للغاية، لكن بالنسبة لأولئك الذين لا يعرفون جوهر الدين فهى طريقة تخريب جماعى، فالسياسيون المتشددون يستفيدون من هذا الوضع. وأعتقد أن «أردوغان» فى حالة تراجع، ويبحث عن مفر لأزمته، إنه يحاول هذا كل يوم، «آيا صوفيا» هى الأخيرة من هذه المحاولات، لكن عدم ثقته أمر واضح، وجهده لا معنى له.
■ فى مسيرة ١٥ يونيو التى أعلنت المعارضة عنها ضد «أردوغان».. هل تتوقع انضمام حراك شعبى كبير إليها؟
- للأسف، قررت الحكومة منع المسيرة الديمقراطية للحزب الديمقراطى الشعبى، لقد فضلوا منع حزب الشعوب الديمقراطى من السير من أدرنة إلى أنقرة، ومن هكارى إلى أنقرة، وهو ما أراد الحزب القيام به ضد السياسات القمعية للحكومة، وهو أمر غير مقبول، قد لا يتمكن الكثير من الناس من حضور هذه المسيرة، لأن هناك بيئة تهديد شديدة للغاية فى تركيا.
■ ماذا عن القمع الذى يستخدمه الرئيس التركى ضد شعبه؟
- فى كل صباح تقريبًا، تتم مداهمات الشرطة على منازل العائلات الممتلئة بالأطفال، حتى إنه يتم اعتقال الأطفال مع ذويهم، وتتم عمليات الاعتقال لأسباب غير قانونية وغير شرعية، فالتغريد عبر مواقع التواصل الاجتماعى بالنسبة لحكومة «أردوغان» سبب كافٍ لاعتقال شخص وحبسه فى السجن.
■ كيف تتعاملون مع القمع واستهداف حزبكم المعارض لسياسات أردوغان؟
- الضغط ضد حزبنا سيكون غير مثمر، لأن هذه الضغوط تحارب الواقع، وتحارب القضية الكردية فى تركيا التى لم ترغب جميع الحكومات فى حلها لعقود. هناك ضغط من الدولة على مطالب الشعب الكردى، وسيواصل حزب الشعوب الديمقراطى نضاله، فى يوم ما سيفوزون بالتأكيد، وسيفوز جميع القوى الديمقراطية، هذا صراع كبير من أجل الديمقراطية، سيزيد من قوة كل مظلوم.