قبل بدء الماراثون.. نرصد مشاعر طلاب الثانوية العامة
لا تزال الثانوية العامة هي المرحلة الفاصلة في حياة كل طالب مصري، وتحمل هذه المرحلة توليفة من المشاعر المختلفة على الأسرة المصرية التي لديها طالب بالمرحلة الثانوية، وذلك من ناحية الضغوط المادية والنفسية أيضًا، وزادت هذه الوطأة بعدما تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" في مصر، وأصبح الجميع غير متقبل فكرة انعقاد امتحانات الثانوية العامة في هذه الظروف.
واتساقًا مع ذلك وجه الرئيس باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة، بالتنسيق بين وزارة التربية والتعليم ومختلف الجهات الحكومية المعنية، لتوفير أقصى درجات التأمين للطلاب والقائمين على المنظومة خلال إجراء الامتحانات النهائية للثانوية العامة للعام الدراسي الحالي.
فيما استعرض طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، الإجراءات الاحترازية الدقيقة والمتكاملة المتخذة من قبل الوزارة، بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية مثل وزارات الصحة والدفاع والداخلية، لعقد امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي الجاري 2020.
سيتم إجراء امتحانات الثانوية من خلال حوالي 55 ألف لجنة على مستوى الجمهورية، بما فيها تطبيق الإجراءات المتعلقة بتوفير المستلزمات الوقائية للطلاب والمراقبين، وتنظيم عملية دخول وخروج الطلاب من اللجان، وتطبيق التباعد الاجتماعي داخلها، والتعقيم اليومي للجان قبل وبعد الامتحانات، في إطار خطة شاملة تم تجهيزها لكل تفاصيل امتحانات الثانوية العامة.
سارة حسين، طالبة بالمرحلة الثانوية، تقول أنها منذ بداية سنة الثانوية وهي كانت تنوي على دخول إحدى كليات القمة، مضيفة أنها التزمت منذ بدء العام الدراسي على المواظبة على المذاكرة بالقدر الذي يمكنها من دخول الكلية التي تتمناها.
وأضافت: "لكن مع انتشار فيروس كورونا المستجد خاصةً أنه بدأ يتفشى قبل الامتحانات، وكذا ظهور بعض الحالات المصابة به في دائرة قريبة من عائلتنا، أصبح التركيز في المذاكرة والثانوية العامة أمر في غاية الصعوبة، ولا نعلم كيف سنقضي فترة الامتحانات في هذه الظروف".
أما أحمد قدري، طالب بالشعبة العلمية، أكد أنه إجراء الامتحانات في هذه الظروف يشكل ضغط على نفسيته بالإضافة إلى الضغط الطبيعي التي تحمله فترة الثانوية منذ بدء العام الدراسي.
وتابع قدري، أنه فقد شغفه بدخول كلية الهندسة بعد المرور بتلك الأحداث خلال هذا العام، موضحًا: "أنا مبقتش خايف من امتحانات الثانوية العامة، بس خايف من فيروس كورونا وخايف أكثر على أفراد أسرتي من احتمالية إصابتهم لو أنا اتعديت من أي شخص في اللجنة أو الشارع".
فيما قالت منى علي، ولي أمر طالبة بالثانوية العامة: "دايمًا البيت اللي فيه ثانوية عامة بيكون الجو متكهرب والأعصاب كلها مشدودة، وبنحاول نهيئ الجو المناسب لبنتي عشان تقدر تركز وتحصل في المذاكرة بشكل جيد".
وتابعت: خرج الأمر عن السيطرة؛ مرجعة أسبابها أن الظروف ليست عائلية أو منزلية حتى نقدر نتغلب عليها ونوفر الهدوء لبنتي، ولكن أصبح الوضع العالمي كله غير مستقر.
وأضافت: "يعني مين هيقدر يركز في مذاكرة أو امتحانات واحنا كل يوم بنفقد قريب وحبيب علينا؛ بسبب فيروس كورونا، الموضوع بقى أكبر من امتحانات ومستقبل دا أرواح ولادنا واحنا مش مستعدين نفقدهم".
في هذا الصدد أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، أن جميع القرارات في تلك الفترة هي قرارات سيادية تؤخذ بعد دراستها من قبل الحكومة المصرية، وليس قرار فردي من قبل وزير التربية والتعليم بمفرده، موضحًا أن فكرة إلغاء الامتحانات ستحمل نتائج عكسية على جميع من في المنظومة التعليمية.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن الحكومة لآخر لحظة متفهمة الوضع الحالي التي تمر به البلد والعالم كله؛ لذا تم تأجيل انعقاد امتحانات الثانوية العامة إلى يوم 21 يونيو؛ من أجل إعطاء وقت كافي لإعداد اللجان وتعقيمها وتجهيزها لإجراء امتحانات آمنة على حياة الطلبة.
بحسب وزارة التربية والتعليم، فإن تكلفة امتحانات الثانوية العامة تبلغ 1.3 مليار جنيه فى الميزانية، وهذه تكلفة التأمين ونقل ورق الأسئلة بالطائرات الحربية وذلك لمنع تسربها.
فيما بلغ إجمالى عدد الطلاب 652 ألفا و289 طالبا وطالبة فى الثانوية العامة، وبلغت عدد اللجان الفرعية 56 ألفا و591 لجنة فرعية، وقال وزير التعليم إنه سيتم استخدام عدد 16 ألفا و575 جهازا لقياس درجة حرارة الطلاب، وتوزيع 24 مليونا و37 ألفا و829 كمامة على الطلاب.