«المونيتور»: أردوغان يزيد القمع بـ«حرس الليل» ليقضي على معارضيه

قال موقع "المونيتور" الأمريكي إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يهدف لتحويل مشروع حراس الليل أو ميليشيا حرس الليل لقوة نظامية موالية له، ويدرس المشرعون الأتراك مشروع قانون لتمكين قوات حرس الليل من مراقبة الأتراك فضلا عن إعطاء هذه القوة الأمنية العديد من الصلاحيات المختلفة، في خطوة اعتبرها الكثيرون أنها ستزيد من سيطرة أردوغان.

وتابع "الموقع" - خلال تقرير نشره اليوم الثلاثاء - من المقرر أن يستأنف البرلمان التركي مناقشة مشروع قانون حرس الليل، وهو المشروع الذي يعزز المراقبة على الأحياء، حيث يتهم النقاد المشروع بأنه سيزيد من قدرة وقوة أردوغان على القضاء على كل المعارضة وتثبيت حكم الرجل الواحد.

وإذا تم تبني التشريع ووافق عليه البرلمان التركية سيكون للقوة الحالية المكونة من حوالي 28500 مراقب، الحق في طرد المواطنين، وطلب تحديد الهوية، وتفتيش سياراتهم واستخدام أسلحتهم وقوتهم إذا لزم الأمر، وفي إطار القانون الجديد فان قوة حرس الليل لها الحق أيضا في منع الجرائم ومنع التجمعات العامة التي يُعتقد أنها تخل بالنظام العام، بالإضافة إلى تحديد الأفراد المطلوبين من قبل الشرطة.

يأتي هذا فيما سعى المشرعون المعارضون إلى منع تمريره ولكن دون جدوى حتى الآن، خاصة وأن حزب العدالة والتنمية في أوحلفاؤه من اليمين المتطرف من حزب العمل القومي لهم 340 مقعدًا في المجلس التشريعي المكون من 600 عضو، وهو ما يكفي لتمرير القانون دون عوائق وقد تم بالفعل اعتماد حوالي سبعة من مواده الثماني عشرة.

نائب مستقل: المشروع يبقى الأتراك تحت سيطرة أردوغان
قال النائب المستقل جيهانغير إسلام، في البرلمان التركي، إن حراس الليل سيكونون قوة مسلحة ثالثة مسؤولة عن الأمن الداخلي إلى جانب الشرطة والدرك، كما هو الحال في الأنظمة المغلقة والقاسية وتابع إسلام في مقابلة مع موقع ديكن الإخباري التركي: "إن القلق السائد حول المشروع هو أن هدف المشروع ليس توفير الأمن للمواطنين بقدر ما هو إبقائهم تحت السيطرة".

ونقل الموقع الأمريكي عن وزير الداخلية التركي المتشدد سليمان صويلو في خطاب في 4 يونيو القول بإن الخطوات الرامية إلى تمكين قوات حرس الليل بأمر من الرئيس، وتابع صويلو، إن أردوغان أخبره أنه يريد "سماع صافرة الحارس عندما أكون في السرير، وأريد أن يطمئن المواطنون عند الاستلقاء في المنزل على أسرتهم مع العلم أن أحدهم يحرسهم في الشارع".

في الرأي المخالف أشار حزب الشعب الديمقراطي المعارض إلى أن تعليقات صويلو أثبتت أننا "نعيش في ظل نظام تصبح فيه كلمات رجل واحد قانونًا".

فيما قام "حزب الشعوب" بتصنيف الانتهاكات التي يرتكبها الحراس ضد المواطنين، منها اختطاف فتاة تبلغ من العمر 19 عامًا في بلدة ديريك ذات الأغلبية الكردية في 28 مارس 2018 وتعذيب رجل في منطقة باغلار في ديار بكر في 11 سبتمبر 2019 في وسط الشارع"، فيما حذر حزب الشعوب الديمقراطية من أن توسيع صلاحيات حراس الليل لن تشجع سوى على المزيد من القوة والقمع وارتكاب المزيد من الانتهاكات.

حراس الليل مستوحاه من الحرس الثوري الإيراني
ذكر مراد سومر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كوك بإسطنبول، إن قوة حرس الليل التركية ما هي إلا امتداد لجماعة الباسيج الإيرانية وهي الميليشيات المتطرفة الوحشية شبه العسكرية التي شكلها آية الله روح الله الخميني لتهدئة الاضطرابات الاجتماعية والعمل كعيون وآذان النظام.

اختتم "سومر" حديثه لـ"المونيتور" قائلا: "من المعروف أن الأنظمة الاستبدادية تنشئ قوات أمن خارج القوات العسكرية والشرطية، وتعتبر هذه القوات أقل سيطرة من قبل قوات الدولة النظامية وأكثر ولاءً للشخص أو الطرف في السلطة وليس من المعقول أن الهدف الحقيقي للقانون هو مكافحة الجريمة، كما تدعي الحكومة؛ إذا كان ذلك صحيحًا، سيكون من المنطقي تجنيد المزيد من الشرطة وتطلب تدريبًا أطول للحراس الموجودين".