«أراب نيوز»: مصر ستتصدى لتعديات أردوغان في شرق المتوسط
قالت صحيفة "أراب نيوز" البريطانية إنه من المتوقع أن تزداد التوترات بين مصر وتركيا في أعقاب تصريحات وزير الطاقة والموارد الطبيعية في تركيا فاتح دونمز أن تركيا ستبدأ في التنقيب عن الغاز في الساحل الليبي في غضون ثلاثة أشهر، لا سيما وقد استمر الخلاف لعدة سنوات بين تركيا واليونان وقبرص ومصر بشأن ملكية الموارد الطبيعية في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وأوضحت الصحيفة - خلال تقرير نشرته اليوم الثلاثاء - إن شركة البترول التركية قدمت طلبًا لحكومة الوفاق الوطني الليبية للحصول على إذن للتنقيب في شرق البحر الأبيض المتوسط، لافتة إلى أن هذه الخطوة سوف تؤدي إلى تصعيد التوتر بين أنقرة والقاهرة، خاصة وأن الرئيس التركي أردوغان قدم دعما كبيرا للإخوان المسلمين في في مصر خلال فترة الرئيس الإخواني محمد مرسي.
وأضافت الصحيفة: "إن إعلان تركيا أنها ستبدأ الاستكشاف في هذا الوقت أمر مفهوم، حيث تستهلك تركيا الآن كميات هائلة من الطاقة سنويًا، ولا تمتلك موارد كافية، وتستورد ما يعادل 50 مليار دولار على أساس سنوي وعلى الرغم من الحفريات التي قامت بها أنقرة، فإن المناطق البحرية في المنطقة ليس بها حقول غاز أو نفط مما دفعها إلى إرسال سفن للتنقيب عن الغاز قبالة ساحل قبرص، الأمر الذي اعتبرته نيقوسيا استفزازًا وغير قانوني".
وأردف الخبير السياسي طارق عبود، أن تركيا تعاني من أزمة اقتصادية حادة وتعتمد على مشاريع إعادة الإعمار والاستثمارات المستقبلية في البلاد لحل المشكلة، لافتا إلى أن شرق البحر الأبيض المتوسط منطقة مرغوبة لأنها تحتوي على كمية كبيرة من الغاز الطبيعي تقدر بأكثر من 100 تريليون متر مكعب، وأنقرة أرادت حصة من ذلك، كما تريد أنقرة أيضًا الاستفادة من قيمة تعويضات المشاريع المعلقة في ليبيا، والتي تقدر بمئات الملايين من الدولارات.
وتابع عبود: "هذا بالإضافة إلى استفادة تركيا من إمداد ليبيا بالأسلحة، على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي 1970 الصادر في مارس 2011 والذي يدعو جميع الدول الأعضاء في المنظمة العالمية إلى منع بيع أو توريد الأسلحة والأشياء ذات الصلة إلى ليبيا".
وذكر خبير الطاقة محمد الورداني أن تركيا غاضبة من اتفاق شرق البحر المتوسط "ايستميد" الذي تم التوصل إليه بين اليونان وقبرص وإسرائيل، حيث تهدف الصفقة إلى تأمين إمدادات الطاقة في أوروبا عبر خط أنابيب بطول 2000 كيلومتر، موضحا أن تركيا تعتبر الاتفاق عقبة أمام محاولاتها الخاصة لتوسيع السيطرة على شرق البحر الأبيض المتوسط، وربما يكون التحالف التركي الليبي جاء استجابة لتلك الاتفاقية".