أستاذ الموسيقى القبطية: لحن عيد الصعود يرجع لما بعد القرن الـ14
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غدًا الخميس، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بعيد الصعود المجيد، حيث تتذكر الكنيسة صعود السيد المسيح إلى السماء عقب 40 يوما متصلة من قيامته بحسب الإيمان المسيحي.
وقال المرتل بانوب سعيد، إن أشهر الألحان الخاصة بعيد الصعود هو لحن إفريك اتفى والذي يستخدم في نهاية القداس الإلهي ويقول باللغة العربية: "طأطأ السماء ونزل والضباب تحت رجليه.. ركب على الشاروبيم وطار.. طار على أجنحة الرياح.. لتفرح السموات وتتهلل الأرض.. لتفرح كل قبائل المؤمنين الارثوذكسيين".
من جانبه، أكد الدكتور ميشيل بديع عبدالملك رئيس قسم الموسيقى والألحان بمعهد الدراسات القبطية: "يُقال هذا اللحن من يوم عيد الصعود المجيد وحتى باكر عيد العنصرة المجيد (عيد حلول الروح القدس على التلاميذ الأطهار)، وذلك بعد قراءة الإبراكسيس (سفر أعمال الرسل)، كما يمكن أن يُقال أيضًا أثناء التوزيع. ونصّ اللحن القبطي باللفظ البحيري يتكوّن من أعداد لبعض المزامير التي تنبّأت عن صعود الرب يسوع المسيح إلى السماء جسديًا، وهي: (مزامير 18: 9-10؛ 24: 7-10؛ 47: 1،5،7؛ 110: 1)، بالإضافة إلى رسالة بطرس الرسول الأولى (22:3). واستخدام قطع من المزامير في التسبيح مأخوذ من طقس التسبيح في المجمع اليهودي الذي أخذت به الجماعات المسيحية الأولى في أورشليم ثم انتقل إلى باقى الجماعات المسيحية التي تأسّست في العصر المسيحى المبكر، وقد وُجِد هذا الطقس في تسابيح الكنيسة القبطية منذ نشأتها مثلما نجد في "الهوس الثاني" الذى يُقال في تسبحة نصف الليل".
وتابع في مقاله المنشور عام 2013 بمجلة الكرازة الناطق الرسمي باسم كاتدرائية الأقباط الارثوذكس الكبرى بالعباسية: "وفي لحن "آفريك إتفى" نجد أن القطعة الأولى عبارة عن (المزمور 18: 9-10): «طأطأ السماء ونزل والضباب تحت رجليه. ركب على الشاروبيم وطار، طار على أجنحة الرياح» تشير إلى تجسد "الوحيد الجنس" الذى أتم عمل الفداء وصعد إلى السماء، والتي تُقال حاليا للأسف دمجًا (لحن سريع) وهذا يعود إلى أن أصل اللحن قد فُقِد على مرّ العصور لندرة استخدامه، حيث كان له لحن طويل شجي مماثل للحن "كاتا ني خورس" الكبير الذي يُقال ليلة عيد القيامة المجيد قبل الدورة والمعروف بلحن "الحجاب". ثم يعقب القطعة الأولى من اللحن ما يُسمّى "البرلكس" أي قطع (ستيخونات) تُقال بلحن واحد يتخلّلها مردّ يتكرّر عقب كل قطعة: "لأن المسيح الإله الوحيد الجنس، صعد إلى السموات"، ويختلف في موسيقاه عن قطع "البرلكس". وربما يعود تاريخ هذا اللحن إلى ما بعد القرن الرابع عشر حينما أضافت الكنيسة بعض الألحان التي تُقال فى أسبوع الآلام وعيد القيامة وحتى عيد الخمسين".
واختتم: "بالنسبة لموسيقى قطع "البرلكس" المأخوذة من المزامير فهي عبارة عن قطعة موسيقية واحدة تتكرر ثلاث مرات حيث تصوّر فرح السموات والأرض بصعود المسيح الإله الوحيد الجنس، الذي بعمل التجسد والفداء أصلح السمائيين والأرضيين، ويعقبها المرد الذي يتكرّر عقب كل قطعة من "البرلكس". ونظام أداء هذا اللحن هو "إنتيفوني" أي نظام تبادلي في التسبيح حيث يبدأ المرتلون في الجهة البحرية بأداء الشطر الأول من "الإستيخون" يعقبهم المرتلون في الناحية القبلية بنفس اللحن على الشطر الثاني، ثم يردّدون معا الشطر الثالث لقطعة البرلكس والتي تُقال بلحن يختلف عن الشطرين السابقين".