الطريق إلى مصراتة.. تفاصيل الساعات الأخيرة في الأراضي الليبية
نجحت قوات الجيش الوطني الليبي خلال الساعات القليلة الماضية، في السيطرة على مساحة واسعة من منطقة الهيرة، جنوب العاصمة طربلس القريبة من مدينة غريان، بالتزامن مع سحقها للإرهاربيين في مدينة ترهونة، وسط أنباء بأن الجيش يستعد لعملية عسكرية كبيرة ضد ميليشيات حكومة الوفاق غير الشرعية وجماعة الإخوان الإرهابية في مدينة مصراته معقل الغزو التركي واستقبال المرتزقة السوريين.
يأتي ذلك في الوقت الذي جددت فيه القيادة العامة للجيش الليبي تأكيدها بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيندم على دعمه للوفاق بإرساله للإرهابيين إلى ليبيا، مشددة في الوقت ذاته على أن الأمر يهدد الأمن القومي لدول المنطقة وليس لليبيا فقط.
وذكرت فضائيتي العربية والحدث، نقلا عن مصادرهما، أن الجيش الوطني الليبي سيطر مساء الاثنين، على مساحة واسعة من منطقة الهيرة جنوب العاصمة طربلس، بعدما شن هجومًا موسعًا على مواقع لميليشيات الوفاق بالمنطقة أسقط خلاله طرابلس طائرة مسيّرة تركية، بالتوازي مع تنفيذه ضربات جوية موجعة على مواقع للميليشيات الإرهابية في مديرية أمن غريان، بشمال غربي البلاد.
ونقلت تقارير روسية عن مصدر عسكري بالجيش الليبي، أن الجيش يستعد خلال اليومين القادمين، لشن هجوم واسع على مدينة مصراته للقضاء على المليشيات المسلحة وقيادات من جماعات الإخوان الإرهابية تأخذ من المدينة مقرًا لها لاستقبال الدعم التركي من خلال المطار والموانئ الموجودة بالمدينة، مؤكدًا أن العملية سيشارك فيها الجيش الوطني بكامل وحداته وقواته العسكرية.
في السياق، أعلن المتحدث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، أن قيام تركيا بإرسال إرهابيين إلى ليبيا يهدد الأمن القومي لدول المنطقة، مؤكدًا في مقابلة خاصة مع فضائية سكاي نيوز، مساء الإثنين، أن أنقرة تواصل الدعم العسكري وإرسال المرتزقة إلى ميليشيات الوفاق.
وأشار المسماري، إلى أن قوات الجيش رصدت الأحد والإثنين الماضيين، هبوط 6 طائرات مدنية تابعة للخطوط الليبية والأجنحة الأفريقية والعسكرية التركية بمطار مصراته، محملة بكميات كبيرة من العتاد وأعداد كبيرة من المرتزقة، منوهًا إلى أن هناك أخبارًا تتحدث عن تحرك بارجة تركية شرق مدينة مصراتة قبالة سواحل الهيشة.
وقال متحدث الجيش الليبي: "هذا التواجد سينكسر في الأيام القادمة بفضل تحول القوات المسلحة إلى مرحلة أخرى، سيندم أدروغان على إرسال قواته إلى ليبيا"، معتبرًا في الوقت ذاته أن عملية إيريني الأوروبية التي بدأت لتنفيذ قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة بشأن منع تصدير الأسلحة إلى بلاده، لم تنجح في مراقبة تدفق الأسلحة من أنقرة إلى غرب ليبيا.
وعن سير العمليات العسكرية، جدد المسماري قوله بأن الانسحاب التكتيكي في بعض المحاور كان بهدف استدراج الميليشيات، مستشهدًا بنجاح القوات المسلحة الساعات الماضية في تحقيق تقدمًا كبير في أحد المحاور المهمة في جنوب طرابلس، في إشار إلى محور الهيرة.
وأشار إلى أنه لا يوجد أي تقدم لميليشيات الوفاق في ترهونة وأنها لا تستطيع الصمود أمام قوات الجيش، مفندًا مزاعم الجماعات الإرهابية بشأن التقدم في ترهونة؛ قائلًا: "حاولوا الهجوم على ترهونة حوالي 4 مرات متتالية، كان آخرها الجمعة الماضي، لكن تم سحقهم على تخوم ترهونة الشمالية والشمالية الشرقية ولا يوجد أي تقدم للميليشيات هناك".
واخترق الجيش الليبي مكالمة هاتفية لقيادي بحكومة الوفاق مع قائد فصيل سوري موالي لتركيا، يطالبه فيها بإرسال خدمات جنسية.
ووفقًا لقناة الحدث الإخبارية، فقد طالب أبو خطاب الأدلبي قائد فصيل من المرتزقة السوريين الموالين للأتراك العديد من الفتيات لمسلحيه، مقابل إرسال مسلحين له من سوريا.
في غضون ذلك، طل تنظيم داعش الإرهابي بشكل مفاجيء مجددًا على مجرى الإحداث الليبية، حيث أعلن مساء الإثنين مسؤوليته، عن تفجير وقع في بلدة تراغن جنوب البلاد، أسفر عن تدمير آلية عسكرية للجيش، ليكون أول هجوم للتنظيم المتشدد في البلاد منذ عام على الأقل.
وأكد الإعلام الحربي أن الانفجار لم يسفر عن سقوط ضحايا فقد خلف أضرارا فقط بالمركبة، ووفقًا لـ "رويترز"، فقد أوضح أحد السكان، أن التفجير استهدف نقطة أمنية في مدخل تراغن التي تبعد 780 كيلومترا جنوبي طرابلس، لكن لم يتسبب في سقوط أي ضحايا"، فيما قال عبد السلام شنقله، وهو قائد عسكري محلي، إن المتفجرات خُبئت في مركبة تابعة لقوات القيادة العامة، بينما قال مصدر عسكري آخر، إن نشاط داعش يتزايد في جنوب ليبيا، بعد إلقاء القبض على أحد قادته.
كانت القيادة العامة، أعلنت مساء الأحد، أن قوات الجيش الليبي ألقت القبض على أحد أخطر عناصر داعش الذين انتقلوا من سوريا إلى ليبيا، وهو محمد الرويضاني المكنى أبو بكر الرويضاني، موضحة أنه كان يقاتل مع تشكيلات الوفاق عند القبض عليه، مبينة أن "الاستخبارات التركية نقلته إلى ليبيا كمسؤول عن فيلق الشام"