عمال المقابر يشكون «كورونا»: لم نتحصل على 0.1% من زيارات العيد
على مدار 30 عامًا بين رفات الموتى عايش عبد النبي حسين الكثير من المواقف الصعبة واللحظات العصيبة داخل مقابر الفسطاط، بجوار مسجد عمرو بن العاص، لكنه لم يشهد أصعب من هذه الأجواء التي فرضتها تداعيات فيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19).
"كانت الناس تتزاحم بالآلاف للدخول إلى المقابر بمجرد تسليم الإمام معلنا انتهاء صلاة العيد قبل أن يبدأ في الخطبة، بينما الآن أصبح من النادر رؤية اثنين يزوران المقابر معًا بسبب الخوف من كورونا"، هكذا يصف الرجل الستيني انقطاع المصريين عن زيارة المقابر في عيد الفطر.
تحت آشعة الشمس الحارقة ينتظر عامل المقابر بالساعات يوميا بين الأضرحة، أملا في زائر طال انتظاره، ينعش جيبه الفارغ ببضعة جنيهات دون أن يعترض لقلتها، بعد أن كان الجميع يتهافت عليه طلبًا لري تربة ذويه وفق تسعيرة محددة يضعها بالتنسيق بينه وأقرانه في العمل.
"لم تعد أعداد الزائرين تتعدى أصابع اليد الواحدة بعد أن كانت تقدر بالآلاف" هكذا يقول خالد البهنساوي، مسئول عن مقابر منطقة الفسطاط، مؤكدا أن هذا العيد لا تمثل 0.1% من نسبة زيارات الأعياد السابقة.
وأرجع البهنساوي قلة أعداد زوار المقابر إلى الخوف من انتشار فيروس كورونا، على الرغم من اتخاذهم التدابير الاحترازية والتزامهم بارشادات وزارة الصحة في تعقيم أنفسهم بالكحول باستمرار وارتداء الكمامات.
وأوضح أنه يشرف على 7 عمال انتهوا من تطهير مداخل المقابر وإزالة القمامة ووضع المياه على المدافن، استعدادًا لاستقبال الزوار مثل كل عام، إلا أنهم فوجئوا بإحجام الجميع عن الزيارة، موضحا أن يومية العامل في الأعياد السابقة تترواح ما بين 150 إلى 200 جنيه، بينما لم يتمكن أحد منهم في جمع أكثر من 20 جنيها هذا العيد.