«زواج عرفي».. أتراك يفضحون متاجرة أردوغان بالقدس وعلاقته بإسرائيل
كعادته فى استخدام أساليب المراوغة خلال خطاباته الحنجورية، استخدم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أساليب اللعب على المشاعر الدينية وخاصة تجاه القدس والقضية الفلسطينية خلال خطابه بمناسبة عيد الفطر المبارك، في اللحظة ذاتها التي سمح فيها بهبوط طائرة إسرائيلية على مطار إسطنبول لأول مرة منذ 10 سنوات.
-نشطاء يفضحون تلاعب أردوغان بالقدس والقضية الفلسطينية
وقال أردوغان خلال خطابه، إن القدس خط أحمر، وفى نفس اليوم وصلت أول طائرة شحن إسرائيلية لمطار اسطنبول لأول مرة عقب 10 سنوات، مما أكد أن تصريحات عن القدس مجرد شعارات لا تمت للواقع بصلة.
وأثارت تصريحات أردوغان عن القدس بالتزامن مع وصول طائرة إسرائيلي ة لتركيا موجة من الإنتقادات الغاضبة والحادة تجاه أسلوب أردوغان.
ومن بين تلك التعليقات، "ترفع علم القدس وعلم إسرائيل، تتاجر بالقضية، لماذا لم تعترض قبل سنوات حين قال شارون إن القدس عاصمة إسرائيل".
واعتبر رواد مواقع التواصل الاجتماعى أن أردوغان طالما تاجر بالقضية الفلسطينية على الملأ وفي خطاباته، لكنه يقيم أطيب العلاقات التجارية مع إسرائيل، وكان الدليل الكلمة التى ألقاها خلال خطابه بأن "القدس خط أحمر" بالنسبة للمسلمين حول العالم.
وقال أردوغان "لن نقبل بمنح الأراضي الفلسطينية لأحد، مضيفا خلال الأسبوع الماضي فقط، شهدنا قيام إسرائيل بتفعيل خطة احتلال وضم جديدة تتجاهل السيادة الفلسطينية والقانون الدولي".
جاء خطاب أردوغان بالتزامن مع ما كشفته السفارة الإسرائيلية في تركيا عن وصول طائرة شحن تابعة لخطوط العال الإسرائيلية إلى مطار إسطنبول.
وقالت السفارة على حسابها الرسمي على تويتر مساء الأحد "لأول مرة منذ التوقف الذي دام 10 سنوات، طائرة شحن تابعة لخطوط العال حطت في إسطنبول هذا الصباح، ستساعد في التبادل التجاري بين البلدين للوصول إلى مستويات غير مسبوقة عبر تسيير رحلات بينهما".
وهبطت طائرة العال الإسرائيلية في إسطنبول، وحملت 24 طنا من المعدات الإنسانية لمكافحة فيروس كورونا المستجد، كما تم السماح لتلك الشركة الإسرائيلية بتشغيل رحلتين إضافيتين هذا الأسبوع، بعد أن تقدمت بطلب للحصول على إذن لتشغيل الرحلات الجوية بشكل منتظم.
-تركيا ترسل شحنة معدات طبية لإسرائيل
وفى إبريل الماضى، قررت تركيا إرسال شحنة مساعدات طبية إلى تل ابيب لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19.
وأعادت تلك الشحنة الدافئة بين البلدين، والتي رسمها أردوغان، وحرص على تنميتها رغم متاجرته الطويلة بالقضية الفلسطينية، وحديثه بين الحين والاخر عن العدوان الإسرائيلي.
وأفادت صحيفة سوزجو التركية انذاك، بوجود تطورات غير متوقعة في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، بعدما قررت تركيا إرسال معدات وكمامات طبية إلى إسرائيل، رغبة من الاستفادة من الجائحة العالمية لإحداث التقارب بين البلدين.
وأكدت وكالة بلومبيرج الأمريكية أن الحكومة التركية قررت إرسال معدات طبية لإسرائيل، تشمل الكمامات والقفازات المعقمة، وقال مسؤول تركي إنه بالفعل جاءت ثلاث طائرات وأخذت الشحنات.
-السياحة الإسرائيلية لتركيا تسجل رقما قياسيا
وفى السياق، ذكرت صحيفة زمان التابعة للمعارضة التركية أن حركة السياحة الإسرائيلية إلى تركيا سجلت رقما قياسيا خلال عام 2019، حيث بلغ عدد السياح الإسرائيليين الذين زاروا تركيا نحو 560 ألفا، مما يشكل ارتفاعا بنسبة أكثر من 25 % مقارنة بعام 2018.
وأضافت الصحيفة التركية أن الدراما التركية تحظى باهتمام كبير في إسرائيل، ففي السابق أذيعت مسلسلات مثل القرن العظيم، وحريم السلطان، وإيزل والقبضاي في إسرائيل وتابعها الكثير من المشاهدين.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الإسرائيليين يقصدون مدينة بورصة لزيارة المنزل الذي يشهد أعمال تصوير المسلسل، ويقوم الإسرائيليون بالتقاط صور تذكارية في كل أرجاء المنزل ومعالم مدينة بورصة، ونشرها على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي.
-غاز المتوسط خطوة جديدة لتوطيد العلاقات مع إسرائيل
فى ديسمبر الماضى تلقت إسرائيل طلبا من أنقرة للتفاوض حول مد خطوط أنابيب الغاز الإسرائيلي عبر المياه الإقليمية التركية إلى أوروبا، بعد رفضها السابق.
وأبلغ مسؤول حكومي تركي تل أبيب أن أنقرة في انتظار تعيين وزير طاقة جديد لبحث الموضوع، في حين أن تركيا كانت أعلنت أنها لن تسمح بمد أنابيب غاز إسرائيلية إلى أوروبا عبر المياه البحرية الإقليمية والأراضي التركية.
وخلال مايو الجارى، ذكرت صحيفة "أحوال" التركية، أن الحكومة التركية ربما تسعى إلى دعم علاقاتها بإسرائيل من أجل المطالبة بحصة في غاز شرق البحر المتوسط.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مقال للكاتب التركي بوراك بيكديل، أن أنقرة ظلت معزولة عن تلك المنطقة إلى أن قامت بتوقيع اتفاقية مشبوهة في نوفمبر الماضي لترسيم الحدود البحرية مع حكومة الوفاق الليبية، برئاسة فايز السراج، كما أنها دخلت في حلف ضد قبرص واليونان ومصر، وهي الدول التي وقعت اتفاقات لترسيم الحدود في شرق المتوسط حيث يوجد توقعات باحتياطات هائلة من المواد الهيدروكربونية.
وأشار بيكديل إلى تصريح رئيس أركان البحرية التركية، أدميرال جهاد يايجي، العقل المدبر للصفقة الليبية، بأن تركيا يمكن أن تسعى إلى عقد صفقة مماثلة مع إسرائيل.
و كان يايجي قد طرح فكرة إمكانية ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية مع ليبيا، زاعما أن موقع تركيا المائل جغرافيا يسمح لها بترسيم مناطقها البحرية باستخدام خطوط قطرية "مائلة" للتواصل، مما يحقق لها التواصل مع ليبيا عبر ممر بحري يمر جنوب جزيرة رودس، ورتب على ذلك إمكانية توقيع اتفاقيات ترسيم حدود، ليس مع ليبيا فقط، وإنما أيضًا مع لبنان وإسرائيل.
ولفت بيكديل إلى أن النظام التركي يسعى لإفساد خطط اليونان وقبرص وإسرائيل لبناء خط أنابيب يمكن أن ينقل الغاز الطبيعي تحت البحر المتوسط إلى أوروبا.
ويتوقع بيكديل أن الصفقة التركية التي قد يعرضها أردوغان، ربما تتضمن إغراءات بنقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا بسعر أرخص بكثير، مستشهدا بتصريح سابق لأردوغان قال فيه إنه مستعد للعمل مع أي دولة إقليمية باستثناء قبرص، وفقا لما نقلته العربية.
وأوضح الصحفى التركى أن تصريح أردوغان ربما قصد به ترك الباب مفتوحا للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل حول غاز المتوسط.