«كورونا» يعرقل سير برنامج إنتاج وتسليم المقاتلة «إف 35»
قالت مؤسسة لوكهيد مارتن الأمريكية إن تعاقدات تسليم المقاتلة إف 35 التى تنتجها قد تتأخر عن توقيتاتها المحددة سلفا بسبب وباء كورونا، وأرجعت السبب فى ذلك الى مشكلات فى توريد مكونات المقاتلة.
وذكرت لوكهيد مارتن فى بيان نشرته دورية ديفنس نيوز الأمريكية المعنية بالدفاع والصناعات الدفاعية ان معدل انتاجها من المقاتلات المتطورة طراز اف – 35 سيتراجع بسبب تداعيات كورونا اعتبارا من اليوم السبت، عن مستوى الانتاج المخطط له بنهاية العام 2020 وهو 141 طائرة بسبب ارتباك عمليات توريد مكونات انتاج تلك المقاتلة نتيجه تفشى وباء كورونا، مشيرة إلى ان مستوى التراجع سيكون ما بين 18 الى 24 مقاتلة عن المستهدف انتاجه بنهاية العام الجارى وهو ما سيؤثر على توقيتات تعاقدات التسليم.
وكشفت المؤسسة الامريكية ان مشكلات فى توريد المكونات التى ادت الى اضطراب انتاج المقاتلة اف 35 بدت ملامحها منذ الحادى والعشرين من شهر ابريل الماضى، إلا أن مخزونات المكونات الانتاجية الاحتياطية لم تتسبب فى حينه فى ارتباك توقيتات انتاج وسير برنامج المقاتلة الى ان بدأت بعض المكونات فى النفاد.
وكشفت "لوكهيد مارتن" عن تأثر سلاسل التوريد الخاصة بمكونات تلك المقاتلة المتطورة باجراءات موجهة وباء كورونا سواء التى قررتها الادارة الامريكية أو حتى الموردين من خارج الولايات المتحدة من المشاركين فى برنامج انتاج المقاتلة اف – 35.
واعترف كينيث باسنديرى المدير المالى لبرنامج انتاج المقاتلات اف 35 فى لوكهيد مارتن بوجود صعوبات ومشاكل على مستوى حركة شحن مكونات الانتاج الخاصة بتلك المقاتلة المتطورة من الدول المشاركة فى برنامج انتاجها مع الولايات المتحدة وذلك بسبب ارتباكات حركة الشحن الجوى والبحري فى العالم نتيجة كورونا المستجد.
وكشف مسؤول لوكهيد مارتن في مقابلة مع دورية "انتلجنس نيوز" الأمريكية المعنية بشئون الدفاع والاستخبارات عن أبعاد المشكلة.موضحا أنها أكبر بالنسبه لموردى الصف الثانى المعنيين بتوريد المكونات الصغري الى موردى الصف الاول المسئولين بدورهم عن انتاج المكونات المتكاملة الاكبر فى البرنامج..واستطرد أن موردى الصف الثاني باتت انشطتهم أكثر بطئا عن ذى قبل بسبب كورونا.
وبشكل عام تشير التقاير الصادرة عن لوكهيد مارتن الى ان برنامج انتاج المقاتلة "اف 35" يشارك فيه نحو 1900 مورد للمكونات من كافة انحاء العالم، وتعد دول الاتحاد الاوروبى وفى مقدمتها فرنسا وايطاليا وبريطانيا فى صدارة شركاء انتاج وتطوير برنامج انتاج المقاتلات "اف 35" وهى الدول التى فتك بها وباء كورونا على مدى الشهرين الماضيين ولم تتعاف الا قليلا من تداعياته.
ففى مدينه كاميرى الايطالية يوجد خط تجميع فرعى ضخم لجانب من مكونات المقاتلة "اف 35" يتبع مؤسسة ليوناردو الايطالية للصناعات الدفاعية وهو الخط الذى اضطرت الحكومة الايطالية لاغلاقه عدة مرات خلال مارس الماضى فى خضم ذروة وباء كوروبا فى ايطاليا، وقبل ان يبدأ هذا الخط الانتاجى المعتد على القوة البشرية بنسبة 90 فى المائة استئناف عمله قبل أسبوعين بصورة شبه طبيعية.
وقال جورج اولمر رئيس مؤسسة لوكهيد مارتن ان وباء كورونا قد دفع اقسام الانتاج فى المؤسسة الى مراجعة وتعديل خطط وجداول الانتاج الخاصة بالمقاتلة إف 35 على ضوء التأخيرات الخاصة بتوريد مكوناتها، وهو الأمر الذى يضع فى دائرة الشك مدى قدرة لوكهيد مارتن على الوفاء بمواعيد تسليم تلك المقاتلات لدول العالم التى طلبت شراءها.
وتوقع ان تتسارع معدلات انتاج المؤسسة من مقاتلات اف 35 اذا استقرت اوضاع الوباء وانحسرت تداعياته فى المستقبل القريب ربما بنهاية الصيف الجارى او بدء فصل الخريف القادم، مؤكدا أن الحديث عن توقيتات محددة " امر سابق لأوانه ولا يمكن التنبؤ به بشكل قاطع ".
وبحسب مصادر لوكهيد مارتن، فقد تقرر اعتبارا من اليوم – السبت - تقسيم قوة العاملين فى برنامج انتاج المقاتلة اف 35 والبالغ عددهم 2500 فرد ما بين مهندس وفني ومعاون الى ثلاث مجموعات تعمل بنظام مناوبات مدة المناوبة الواحدة اسبوعين تليها فترة اسبوعين راحة منزلية وذلك حتى الرابع من سبتمبر القادم، وذلك بهدف تخفيف التقارب البشرى فى خطوط انتاج المقاتلة التى تقع فى منطقة فورت وورث بولاية تكساس الامريكية.
وسيتم بناء على تطبيق هذا النظام اجراء تقييم له وتقرير ما اذا كان سيمدد العمل به او الغاؤه والعودة الى حالة العمل الطبيعيه فى برنامج انتاج المقاتلات اف 35.
ويأتى ارتباك معدلات انتاج المقاتلة اف 35 بعد أيام قليلة من قرار الرئيس الامريكى دونالد ترامب بزياده حجم شراء وتسلح القوات الجوية الامريكية من هذه المقاتلات فى صفقات شراء اضافيه بقيمة 34 مليار دولار، وهو ما ادى الى زيادة مستوى الطلب الكلى على تلك المقاتلة المتطورة وما يعنيه ذلك من تنافس اكبر من جانب الموردين والمستثمرين للمشاركة فى انتاجها فضلا عما يؤديه زيادة مستوى انتاج هذا النوع من المقاتلات الى خفض الكلفة الحديه للمقاتلة الواحدة بفضل الانتاج الكبير ومن ثم رخص سعرها بما يشجع على شرائها خاصة وأنها تعد أغلى مقاتلة فى العالم.
تجدر الاشارة الى ان المقاتلة "اف 35" يتم ادخال عدد من التعديلات عليها لضمان بلوغها حد الأمان التشغيلى الأقصى بعد ان بينت الاختبارات الاولية ضرورة ذلك، وكان اخر حادث تحطم لهذا النوع من المقاتلات المتطورة فى العشرين من مايو الجارى عندما أعلنت القوات الجوية الأمريكيةعن تحطم مقاتلة الجيل الخامس "إف-35"، في ولاية فلوريدا، ونجاة الطيار بعد قفزه بالمظلة قبل سقوط المقاتلة، وقالت قيادة قاعدة "إيجلين" في فلوريدا أن المقاتلة "إف-35" لم تكن مزودة بالأسلحة، وإن الطيار تمكن من القفز بمظلته.