الإفتاء: هؤلاء يحق لهم الإفطار (فيديو)
قال الدكتور خالد عمران أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الصيام فرضه الله سبحانه وتعالى على عباده، وجعل له أسبابًا وشروطًا.
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تقديم برنامج «فتاوى» المُذاع عبر فضائية «extra news» مساء الخميس، أن الصيام فريضة لمن يستطيع، موضحًا أن القرآن علمنا أن هناك بعض الأحوال شرع الفقه في ايجاد بديل الصيام، مستشهدًا بقوله تعالى: «مَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ» (184).
وأوضح أن المريض يفطر بناء على استشارة الطبيب الذي يحدد إذا كان الصيام يلحق أذى بالمريض أم لا، متابعًا: «إذا كان الصيام يلحق أذى بالمريض فلا يخاطر بالصيام».
وأشار إلى أنه إذا كان المرض حالة مؤقتة، فالمريض الذي يفطر عليه أن يقضي الأيام التي فطرها بعد رمضان، وإذا كانت الحالة المرضية مستمرة، فعلى المريض الذي يفطر أن يُخرج الفدية من أول يوم في رمضان ويجوز التعجيل بها.
ونشرت الصفحة الرسمية لمجمع البحوث الإسلامية على فيس بوك، جوابًا عن سؤال ورد إليها عن حكم الأخذ برخصة الفطر في نهار رمضان للمريض بفيروس كورونا، وقالت إن من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية دفع المفاسد عن النفس البشرية، وجلب المصالح لها، لذا كان من أهم أسس التشريع الإسلامي التيسير ورفع الحرج عن العباد دفعا للمشقة، وحفظا للمهج والنفوس، ومن أبرز الدلائل على ذلك تخفيف التكليف عن أصحاب الأعذار ـ وفي مقدمتهم كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، حيث أكد الأطباء أن فيروس كورونا أشد فتكًا بهم حال إصابتهم به، نظرًا لضعف مناعتهم ـ فرخّص لهم الشارع الحكيم بالإفطار في نهار رمضان، مع القضاء أو الفدية وفقا لحالته، قال تعالى "فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ.
وبين الفقهاء حقيقة المرض المبيح للفطر في نهار رمضان وحكم الترخص به، في أن المرض بالنسبة إلى الصيام على ثلاثة أنواع: النوع الأول: المرض اليسير الذي لا يشق معه الصيام، وذلك مثل الصداع، الحمى الخفيفة، وجع الإصبع، وغير ذلك مما يستطيع الانسان تحمله، فجمهور العلماء على أنه لا يجوز للإنسان أن يفطر بسبب هذا المرض اليسير.
أما النوع الثاني: وهو المرض الذي يرخص للمريض بالفطر معه، وهذا المرض يستطيع صاحبه أن يصوم مع ضرر ومشقة، ولكن لا تؤدي بالمريض الى الهلاك، وهذا الضرر مثل زيادة المرض عليه أو تأخر الشفاء، وهذا النوع يستحب لصاحبه أن يفطر، وقد ذكر الإمام أبو بكر ابن العربي في كتابه "أحكام القرآن" في تفسير قول الله تعالى: " فمن كان منكم مريضا أو على سفر..." أن للمريض ثلاثة أحوال، من هذه الأحوال أن المريض يقدر على الصوم بضرر ومشقة، فقال "يستحب له الفطر ولا يصوم الا جاهل".
وأوضحت الصفحة الرسمية أن النوع الثالث: هو المرض الشديد الذي يؤدي الى الضعف ويُخاف معه الهلاك، وهذا المرض موجب للفطر لأن فيه إلقاء النفس إلى التهلكة، فيكون الصوم بالنسبة لهذا المريض حرامًا، لقوله تعالى: "ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة"، وقوله تعالى: "ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيمًا".
ووفقا لما سبق فإن المريض الذي يصاب بفيروس كرونا، والذي عُرف عنه شدة الفتك بالمريض، يخضع لرأي الطبيب القائم على علاجه، فإذا طالبه الطبيب بالفطر فلا يسع المريض إلا تنفيذ أمره، والفطر في رمضان، لأن مرضه من المرض الشديد الذي يؤدي إلى الضعف ويخاف معه الهلاك، وهو يحتاج إلى تناول العلاج الدائم وغير ذلك مما يقرره الأطباء، ولا يجوز لهذا المريض أن يرفض الأخذ بهذه الرخصة الواجبة التي شرعها الله تعالى له، بناء على أن النفوس حق الله وهي أمانة عند المكلفين، فيجب حفظها ليستوفي الله حقه منها بالتكليف.
كما أنه على الإنسان أن يُدرك أن فضل الله كبير ورحمته واسعة، فالإﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻤﻼً ﺻﺎﻟﺤًﺎ، ﺛﻢ ﻣﺮﺽ أو تقدم به السن ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺪﺭ على الصيام فأخذ بالرخصة، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ أجر ما كان يفعل حال صحته ﻛﺎﻣﻼً، وهو ما أكده النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله: " إِذَا مَرِضَ العَبْدُ، أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا".