قالت صحيفة "آراب ويكلي" البريطانية إن مصر والجزائر تراجع حساباتهما وخياراتهما لمواجهة التدخل التركي في ليبيا وفرض أنقرة نفوذ جديدا في ليبيا وشمال أفريقيا، مما يشكل تهديدًا لأمن دول الجوار الليبي والقارة الأفريقية ككل...
آراب ويكلي: مصر والجزائر ترفضان التدخل العسكري التركي في ليبيا
قالت صحيفة "آراب ويكلي" البريطانية، إن مصر والجزائر تراجعان حساباتهما وخياراتهما لمواجهة التدخل التركي في ليبيا وفرض أنقرة نفوذ جديدا في ليبيا وشمال أفريقيا، مما يشكل تهديدًا لأمن دول الجوار الليبي والقارة الأفريقية ككل.
ويشير المحللون إلى أن خطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السيطرة على النفط الليبي تؤثر على مصالح وأمن دول المنطقة وأمن الملاحة الدولية في البحر المتوسط، مما يهدد أمن دول مثل الجزائر، وتونس، ومصر، والسودان، وهذا قد يدفع تلك البلدان إلى إعادة حساباتهم وردود فعلهم للتصدى للنفوذ التركي، خصوصا بعد إرسال تركيا دفعات جديدة من المرتزقة السوريين صوب ليبيا في الأيام القليلة الماضية، بحسب الصحيفة.
- معركة تركيا ليست مع مصر بل مع القوى الأوروبية
ولفتت الصحيفة إلى الاجتماع الذي عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي، الاثنين، مع وزير الدفاع الفريق أول محمد زكي، والذي شدد فيه على ضرورة إبقاء القوات المسلحة المصرية في حالة تأهب قصوى، وهو ما اعتبره البعض رسالة رمزية تظهر أن القاهرة ترفض الواقع جديد على الأرض، مؤكدا أن استقرار دولة ليبيا وأمنها يعد من أهم محددات الأمن القومي المصري ويمثل أولوية قصوى لمصر.
وأضافت الصحيفة إنه نقلا عن مصادر مصرية، فإن احتمال التدخل العسكري المصري في ليبيا لم يرد حتى الآن على الطاولة، لافتة إن مصر تشدد على موقفها المتمثل في ضرورة التوصل لحل سياسي وليس عسكري للأزمة، بشكل يحافظ على سيادة ليبيا وأمنها ويرفض أي تدخلات خارجية في شأنها الداخلي، مؤكدا إن القاهرة لن تقع في فخ الانجرار إلى حرب في الدولة المجاورة.
وتشير المصادر المصرية إلى أن معركة تركيا ليست مع مصر، ولكن مع القوى الدولية التي دعمت الإطاحة بنظام معمر القذافي لخدمة مصالحها الخاصة في ليبيا والمنطقة، مثل إيطاليا، وفرنسا، والولايات المتحدة، وبالتأكيد، لن تقبل هذه البلدان وجودًا تركيًا قويًا واستراتيجيًا في ليبيا من شأنه أن يخاطر بمنح أنقرة السيطرة على مياه البحر الأبيض المتوسط ويفتح الباب لمزيد من الضغط والابتزاز.
- الجزائر مستعدة للدخول في اشتباك مع تركيا لحماية أمنها
وترى الصحيفة أيضا أن الوجود العسكري في ليبيا يهدد الأمن القومي لدول شمال إفريقيا المطلة على الغرب الليبي، مثل الجزائر، موضحة انه من المؤكد انها لن تتجاهل وجود تركيا في منطقة تعتقد أنها تمثل امتدادًا استراتيجيًا لأمنها.
وأضافت أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أكد أنه لا يمكن الحديث عن حل في ليبيا لا يأخذ مصالح الجزائر بعين الاعتبار، وهذا يعني أن الجزائر سوف تنجذب عاجلًا أم آجلًا إلى الاشتباك مع تركيا من أجل حماية أمنها القومي.
كما أشار مراقبون في الجزائر إلى أن التعديلات الدستورية المقترحة التي تهدف إلى تحرير الجيش الجزائري من القيود القديمة، التي منعته من لعب أدوار خارجية قد تصبح فرصة ذهبية للبلاد للتحرك بحرية لحماية أمنها القومي، بما في ذلك داخل الأراضي الليبية حيث تتمركز القوات الموالية لتركيا والميليشيات المتحالفة.
واستطردت الصحيفة إنه على الرغم من أن ردود فعل الجزائر على التطورات الأخيرة للتدخل التركي في ليبيا كانت حتى الآن خطابية فقط، إلا أن البلاد قد تضطر في نهاية المطاف إلى التخلي عن موقفها الحيادي في ضوء تزايد علامات انعدام الأمن بسبب الوجود العسكري التركي في ليبيا، وعلى أساسه قد تلجأ تركيا للضغط على السلطات الجزائرية لقبول الوجود العسكري التركي في ليبيا كأمر واقع، وهو الأمر الذي لن تقبله الجزائر.