«زيادة الوزن في رمضان».. مشكلة ضاعفها تغيير نمط الحياة بسبب كورونا
تعتبر زيادة وزن الجسم مشكلة ومعاناة صعبة تواجه العديد من الأشخاص في شهر رمضان، وقد تضاعفت تلك المشكلة نتيجة لتغير نمط الحياة هذا العام، بسبب تفشي فيروس (كورونا) المستجد، وكثرت الأسباب التي تدفع بالمرء للوقوع في براثن السمنة، خاصة مع قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة، بالإضافة إلى نوعية الطعام وترتيب تناوله في وجبة الإفطار، والمشروبات الرمضانية وقلة شرب الماء وقلة تناول الفاكهة وتناول الأكلات الدسمة والسكريات في السحور.
ويتم تشخيص زيادة الوزن عن طريق حساب مؤشر كتلة الجسم، وهو ناتج قسمة وزن الجسم بالكيلو جرامات على مربع الطول بالمتر، وتصميم حمية خاصة بخسارة الوزن لابد أن يكون قرارا إراديا، ويمكن تطبيقه عن طريق اختيار الأغذية الأقل بالسعرات الحرارية من كل مجموعة غذائية، والحرص على تناول ما لا يقل عن ثلاث وجبات يوميا (وجبة الإفطار، ووجبة السحور بالإضافة إلى وجبة أخرى رئيسية بينهما).
الاستغراق في متابعة برامج التليفزيون - الذي يتعاظم خلال شهر رمضان - مع سيل البرامج الجديدة والدراما التليفزيونية يزيد من الخمول البدني ويعزز الوزن الزائد ويدفع الجسم نحو الإصابة بالسمنة، نتيجة الاستغراق في الجلوس أمام الشاشات، مما يعني قلة الحركة ونمط حياة ساكن، ولا يشجع على ممارسة التمارين الرياضية، ويتضامن مع ذلك تناول الوجبات الغنية بالسعرات الحرارية والدهون والسكريات العالية كالمقليات والحلويات بأصنافها، وعدم الاعتماد على المأكولات التي تزيد الإحساس بالشبع وتحتوي على سعرات حرارية أقل.
وينصح الأطباء الصائمين بالبدء بوجبات خفيفة ذات سعرات حرارية منخفضة في بداية الإفطار كالحساء والسلطة، والتي تساعد على سرعة الشعور بالامتلاء، وعدم تناول كميات كبيرة من الأطعمة الدسمة وذات السعرات الحرارية العالية، والاعتماد على الماء في إطفاء الظمأ.. ويعد تناول الأكلات الدسمة والسكريات في السحور من أسوأ العادات التي تساعد على زيادة الوزن فى رمضان.
والسمنة بشكل عام باتت من أخطر أمراض العصر، كونها ظاهرة مرضية راجعة لتغيير نمط الحياة ونوعية الوجبات وتوفير الأطعمة غير الصحية مصحوبة بقلة النشاط البدني، وتمثل السمنة مشكلة تخص الكبار والصغار، وتعد من أخطر مشكلات الأطفال سريعة الانتشار، وقد أثبتت الأبحاث الطبية ارتباط حدوث السمنة في الصغر بحدوثها في الكبر، أي أن الطفل السمين غالبا ما يصاب بالسمنة في مستقبل حياته، وقد أثبتت الإحصاءات أن 20 % من أطفال مصر يعانون من السمنة.
والسمنة مرض العصر يصاحبها ما يقرب من 47 مرضا مزمنا متسببا في الكثير من المشاكل لضحاياها ابتداء من المشاكل الاجتماعية والنفسية، وانتهاء بمسلسل الأمراض الذي لا ينقطع مثل أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم والجلطات والمفاصل والدوالي والسكرى النوع الثانى وامراض الكلى ومتلازمة تكيس المبايض ومشاكل التنفس والشخير وغيرها والتخفيف من عبء هذه الأمراض ليس بالمهمة المستحيلة.. لذا يتحتم على الصائمين متابعة وزن أجسامهم للسيطرة على الزيادة في الوزن قبل خروجها عن السيطرة.
وأكدت دراسة علمية إنه ليس من الضروري أن تشخص حالة مريض بالسمنة المفرطة حتى يكون عرضة للإصابة بالأمراض التي تسببها زيادة الوزن، موضحة أن هناك 2 مليار شخص ما بين طفل وبالغ على مستوى العالم يعانون من مشكلات صحية ناتجة عن زيادة الوزن.
وأشارت ورقة بحثية نشرت في مجلة (نيو إنجلاند الطبية) إلى إن نتائج هذه الدراسة ألقت الضوء على أزمة عالمية يزداد خطرها على الصحة العامة بمرور الوقت".. وقال كريستوفر موراي مدير معهد مقاييس وتقييم الصحة التابع لجامعة واشنطن، والذى أجرى الدراسة: إن "من يتجاهلون زيادة الوزن يخاطرون بأنفسهم، إذ يجعلون أنفسهم عرضة لأمراض القلب، وداء السكري، والسرطان، وغيرها من المشكلات الصحية التي تشكل خطرا على الحياة".. مشيرا إلى أنه على الذين يتعاملون مع زيادة الوزن بشيء من الجدية لبعض الوقت على مدار العام أن يستمروا في إيجاد حلول لفقد الوزن وتفادي زيادته في المستقبل.
وكشفت الدراسة، التي أُجريت في 195 دولة حول العالم في فترة زمنية امتدت لـ 35 عاما من 1980 إلى 2015، عن أن معدل السمنة مستمر في الارتفاع حول العالم منذ عام 1980 مع تضاعف معدل انتشار السمنة في 70 دولة، وتقع الولايات المتحدة على رأس القائمة بين الدول التي يرتفع فيها معدل السمنة بين الأطفال والبالغين، إذ يعاني منها 13% من الأمريكيين.. وتحتل مصر المركز الأول في انتشار السمنة بين البالغين، إذ تصل نسبة من يعانون منها من السكان إلى 35 % وأن 30% من سكان العالم (أي حوالي 2.2 مليار) من الأطفال والبالغين يعانون من آثار زيادة الوزن، ويعاني 108 ملايين طفل و600 مليون بالغ تم تصنيفهم كمتأثرين بانخفاض مؤشر كتلة الجسم إلى مستويات أقل من 30 درجة.