نائب ليبي لـ"الدستور": هناك دعم غربي لقصف البوارج التركية لليبيا
أكد النائب في البرلمان الليبي سعيد امغيب، أن المجتمع الدولي يتغاضى عن قصف البوارج الحربية التركية من البحر المتوسط لليبيا، مشيرا إلى أن الدول الكبرى تحكمها المصالح، فالولايات المتحدة ترى في تركيا حليفا في هذه المرحلة ويمكن لها وقف المد الروسي في المنطقة.
وأوضح امغيب في تصريحات لـ"الدستور"، أن بعض الدول الأوروبية ترى أيضا أن تركيا ستحافظ على مصالحها، مثل إيطاليا لها استثمارات في تركيا تصل إلى أكثر من 200 مليار يورو، لذا يرونها كحليف تخدم مصالحهم.
وكشف النائب الليبي، أن التحرك التركي الأخير نحو ليبيا حرك المياه الراكدة بشأن النفط والغاز قبالة ليبيا، وهذا ما اتضح في الاتفاقيات التي وقعها فائز السراج رئيس حكومة الوفاق مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نوفمبر الماضي.
وأكد النائب الليبي أن قاعدة الوطية التي دخلتها ميليشيات الوفاق لم تعد لها الأهمية العسكرية كما كانت في السابق فطريق الإمداد لها أصبح طويلا وصعب جدا بعد سيطرة الميلشيات على مدينتي صبراتة وصرمان، حيث أصبحت مهددة بالقصف المدفعي والقصف من قبل البوارج التركية المتمركزة قبالة مدينة زوارة في البحر المتوسط، وبخلاف ذلك أصبح وجود قوات الجيش بالوطية مهدد من قبل الطيران التركي.
وأشار امغيب، إلى أن الجيش قصف أمس الاثنين قاعدة الوطية بعد انسحابه منها استهدف فيها الدشم التي تحتوي على قنابل الطائرات كما قتل العديد من أفراد الميلشيات.
وأكد عضو البرلمان الليبي أن انسحاب الجيش من الوطية خطوة شجاعة وسليمة للحفاظ على أرواح القوات الموجودة بها، وحينما دخلت الميلشيات والمرتزقة والأتراك لم يجدوا شيئا في القاعدة سواء جنود أو أسلحة مهمة، بالتالي الانسحاب كان أمرا استراتيجيا تكتيكيا.
وأوضح امغيب أن البرلمان سبق أن طالب مرارا المجتمع الدولي سواء الاتحاد الأفريقي أو الجامعة العربية وغيرها بشأن تهديد التواجد التركي في ليبيا على أهلها وعلى المجتمع الدولي برمته، لذا الوضع حاليا يتطلب من الجامعة العربية التدخل وتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك من أجل الدفاع عن ليبيا وصد الغزو التركي الذي يهدد المنطقة العربية برمتها.
وقال امغيب إن راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي استطاع جر تونس إلى الحرب ضد ليبيا والوقوف إلى جوار العدوان التركي، كما أن الإمدادات التي وصلت من قبل إلى مطار جربة التونسي قادمة من تركيا ادعت الحكومة التونسية أنها مساعدات طبية لحكومة الوفاق، لكن تونسيين أكدوا أنها معدات عسكرية.
وأضاف "استماتة تركيا في السيطرة على الوطية التي تبعد عن تونس 60 كم جاء بهدف خلق خط إمداد من تونس إلى قواتها في ليبيا وميلشيات الوفاق والمرتزقة السوريين وغيرهم المنضوين تحتها، فتونس تحولت إلى داعم لوجستي لتركيا في ليبيا".
وأشار امغيب إلى أن تونس يتحكم فيها الآن الإخوان وتسيطر عليها تركيا بشكل ناعم رغم وجود رفض شعبي تونسي لهذا الأمر، فهناك مطالب قوية منها طلب 6 أحزاب تونسية توقف تركيا عن استخدام الأراضي التونسي ضد ليبيا وإقحام تونس في حرب ضد الشعب الليبي.
وأكد النائب الليبي أن اتصال الغنوشي بفائز السراج اليوم وتهنئته بدخول الوطية تأكيد على دعمه لتركيا وللميلشيات في ليبيا، مشددا على أن وجود هذه الميلشيات خطر على تونس ذاتها وتهديد لأمنها القومي، لكن تونس أصبحت الآن مرتهنة لإرادة الإخوان وهؤلاء تحت طوع وأوامر تركيا ضد شعوبهم.