مصر تبدأ في تأسيس أكبر مصنع لكابلات «الفايبر» بإفريقيا والشرق الأوسط
أعلنت شركة "بنية كابيتال"- فايبر مصر للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات سابقًًا- الرائدة في مجال حلول وخدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبنية التحتية التكنولوجية في مصر والمنطقة، عن شراكة مع الهيئة العربية للتصنيع، لإنشاء أكبر مصنع لكابلات الألياف الضوئية "الفايبر" في مصر والمنطقة الأفريقية والعربية، بحجم استثمارات يتعدى المليار جنيه، وذلك بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، في إطار إستراتيجية الهيئة العربية للتصنيع لتنفيذ خطة الدولة لتعميق التصنيع المحلي وتوطين التكنولوجيا وخفض الواردات، بالشراكة مع الخبرات العالمية.
شهد مراسم توقيع التعاون الدكتورة نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، والمهندس يحيى زكي، رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، والفريق عبدالمنعم التراس، ورئيس الهيئة العربية للتصنيع، وعبر "الفيديو كونفرنس" جوناثان كوهين، سفير الولايات المتحدة بالقاهرة، وممثلو شركة "كورنينج" الأمريكية.
وقال الفريق عبد المنعم التراس، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، إن تلك الخطوات ضمن خطة تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعميق التصنيع المحلي ونقل وتوطين التكنولوجيا الحديثة والعمل على خفض الواردات، بما يسهم في زيادة القيمة المضافة للمنتجات المصرية وتحقيق الرقمنة لكافة مشروعات التنمية العملاقة.
وأضاف التراس، أن مصر حققت خطوات ملموسة لتحقيق أهداف خطة التحول الرقمي، مؤكدًا اهتمام العربية للتصنيع بدعم استراتيجية الدولة لتحقيق الرقمنة الذكية وتطوير وتعزيز حلول الاتصالات في مصر وإفريقيا وفقا لمعايير الجودة العالمية والمشاركة في إنشاء خطوط اتصالات المشروعات الرقمية العملاقة التي تتميز بالسرعة وأمان تداول المعلومات والاتصالات.
وأوضح، أن هذا الصرح الصناعي سوف يوفر العديد من فرص العمل للشباب من المهندسين والفنيين والتدريب على أحدث تكنولوجيا بمعايير الثورة الصناعية الرابعة، لافتا أن الهيئة العربية للتصنيع تستهدف بهذه الشراكة تأسيس صناعة وطنية تلبي احتياجات السوق المحلي من بُنى تحتية تكنولوجيا متطورة للشبكات والاتصالات لخدمة المشروعات التنموية والمدن الذكية داخل مصر، بالإضافة إلى فتح منافذ للتصدير للمنطقة العربية وإفريقيا.
وفي سياق متصل، شدد التراس على أن العربية للتصنيع حريصة على استمرار العملية الإنتاجية وإدارة عجلة الإنتاج من خلال إنتاج وحدات التعقيم ومستلزمات الوقاية ومساندة الدولة في اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد.
من جهته، أوضح المهندس أحمد مكي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "بنية كابيتال"، أن هذا التعاون يعد الأول من نوعه في مصر لتحقيق الرقمنة الذكية للمشروعات الرقمية العملاقة، مشيرًا إلى أننا نستهدف تطوير البنية التحتية التكنولوجية بكافة المشروعات التنموية وما يتصل بها من حلول وخدمات صناعة تكنولوجيا المعلومات.
وأشار مكي إلى أن صناعة الألياف الضوئية هي حجر الزاوية لانطلاق مشاريع التحول الرقمي بصورة اقتصادية وخصوصًا في ظل المشروعات القومية الكبرى التي تقوم بها الدولة في مجال المدن الجديدة والبنية التحتية التكنولوجية والتطبيقات الذكية.
وأضاف، أنه من المخطط أن يبدأ الإنتاج التجريبي للمصنع خلال الربع الثالث من العام القادم 2021 بطاقة إنتاجية سنويًا تزيد عن أربعة ملايين كيلومترات من الألياف الضوئية تزداد تباعًا طبقًا لخطة توسعات طموحة وعملية للشركة، مؤكدًا أن مصر ستصبح أحد أهم المراكز العالمية لتخزين ونقل البيانات.
هذا ومن خلال اختيار شركة "Corning Incorporated" الرائدة عالميًا في مجال الألياف الضوئية والكابلات وحلول الاتصالات، كمورد استراتيجي للألياف الضوئية للمصنع، ستقوم الشركة بتقديم سبل الدعم المختلفة للمشروع وتوفير مجموعة من الحلول الإبداعية الرائدة عالميًا إلى جانب توريدات موثوق بها تعتمد على القدرات التصنيعية العالمية للشركة، والتي تعد أول من اخترع الألياف الضوئية المتميزة بانخفاض تدهور الإشارة وهو ما أدى إلى تغير الطريقة التي يقوم بها العالم بتصنيع ومشاركة واستهلاك البيانات.
في ذات السياق، أعرب ريتشارد نيفينز، نائب رئيس قسم العمليات التجارية للألياف الضوئية بشركة كورنينج الأمريكية Corning" Incorporated"، عن سعادته باختيار الشركة كمورد استراتيجي لهذا المشروع الواعد من خلال شركة "بنية كابيتال"، بما يؤكد أن يكون المصنع الجديد قادرًا على تقديم كابلات فائقة الجودة من خلال استخدام أحدث المبتكرات العالمية وأكثرها تقدمًا في مجال صناعة الألياف الضوئية، بالإضافة إلى توفير إمداد آمن لتلبية معدلات الطلب المتزايدة في مصر والمنطقة من خلال القدرات التكنولوجية العالمية التي تتمتع بها شركة "كورنينج".
من ناحيتها، أكدت نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، حرص الحكومة علي الاستفادة من الإمكانيات التصنيعية الهائلة للهيئة العربية للتصنيع في توسيع القاعدة الصناعية المصرية وتعميق التصنيع المحلي وزيادة القيمة المضافة للمنتجات المصرية بالسوقين المحلي والعالمي، الأمر الذي يسهم في تحقيق رؤية الوزارة لزيادة الاعتماد على الصناعة الوطنية في تلبية احتياجات السوق المحلي لإحلال الواردات وخفض العجز في الميزان التجاري.
وأشارت جامع إلى أن توقيع هذا الاتفاق يأتي ليؤكد على الدور الرئيسي والمحوري الذي تلعبه الهيئة العربية للتصنيع في إدخال أحدث تكنولوجيات الإنتاج وأعلى معايير الجودة للصناعة المصرية، مؤكدة أن الهيئة شريك رئيسي لوزارة التجارة والصناعة في تنفيذ الخطة القومية لتعميق التصنيع المحلي وتوفير منتجات وطنية مطابقة للمواصفات المصرية والعالمية تحظى بقبول محلي ورواج عالمي.
وفي هذا السياق، أكد المهندس يحيى زكي، رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، أن المشروع يعد أكبر مصنع لإنتاج كابلات الألياف الضوئية بالمنطقة الاقتصادية في قطاعها الجنوبي بالعين السخنة، وذلك في إطار التعاون بين الهيئة العربية للتصنيع والمنطقة الاقتصادية لإحداث تنمية حقيقية وجذب استثمارات محلية مفيدة والمضي قدمًا في تحقيق رؤية الدولة للمنطقة الاقتصادية لتكون مركزًا لوجستيًا عالميًا وذلك ضمن الاتفاقية الإطارية التي وقعتها الهيئتان لإنشاء مجمعات صناعية بالمنطقة الاقتصادية الشهر الماضي.
وأشاد رئيس الهيئة الاقتصادية بالجهود التي تقوم بها العربية للتصنيع لتعميق التصنيع المحلي ونقل وتوطين التكنولوجيا في كثير من القطاعات الصناعية بما يخدم الاستثمار المحلي ويدعم خطط الدولة لتطوير الصناعة الوطنية.