كيف استطاع عادل إمام أن يصنع نجوميته بعد الأدوار الثانية؟
"أنا الزعيم".. جملة ساخرة قالها النجم عادل إمام في عرضه المسرحي "الزعيم"، والتي عرضت عام 1993 على مسرحه الخاص بشارع الهرم الرئيسي، وحققت نجاحًا كبيرًا وغير مسبوق وقتها، ومنذ ذلك الحين لازمه لقب "الزعيم" الذي أطلقه عليه جمهوره بسبب شدة إعجابهم به.
وإذا استرجعنا ذكرياتنا مع "الزعيم"، وكيف كانت بدايته نجد أنه قدم أكثر من عمل سينمائي ومسرحي مع كبار نجوم زمن الماضي الجميل، وظهر خلاله بدور ثانٍ مثل مسرحية "أنا وهو وهي، ذات البيجاما الحمراء"، وفي السينما ظهر مع الفنان صلاح ذوالفقار والفنانة شادية في أكثر من فيلم، منها "مراتي مدير عام، وعفريت مراتي"، وشارك الفنان أحمد مظهر في فيلم "لصوص لكن ظرفاء".
وكان الفنان الراحل فؤاد المهندس من له الفضل في اكتشاف النجم الساطع في سماء الفن عادل إمام، حيث قدمه في أكثر من عمل، وكان واثقًا بأنه سيصل للنجومية في ذات الأيام، فعمل معه في مسرحية "أنا فين وانتي فين"، كما تعاون معه في فيلم "خمسة باب" مع الفنانة نادية الجندي، ودائمًا ما كان "المهندس" يتحدث عن عادل إمام في اللقاءات التليفزيونية بأنه "تلميذه البكري، الذي رأى فيه موهبة لم يراها من قبل، كما يراه كوميديان من العيار الثقيل".
ومن بعدها بدأ عادل إمام يشارك في أدوار بطولة أكثر حجمًا، مثل مسرحيات "مدرسة المشاغبين، الواد سيد الشغال، شاهد مشافش حاجة"، وفيلمي "حب في الزنزانة، عصابة حمادة وتوتو"، ولمع صيته وعلا نجمه في السماء، كما أنه ظل من نجوم الصف الأول بلا منافس.
واشتهر وقتها بخفة ظله حتى إنه كان معروفًا عنه أنه فنان كوميديان فقط، إلا أن صورة فوتوغرافية تسببت في اكتشاف الوجه الآخر من عادل إمام، والذي يستطيع أن يقدم الأدوار الجادة والتراجيدي باحترافية، وقدم بعدها عدة أفلام لا تنسى في تاريخ الزعيم، ومنها "حنفي الأبهة، الإنس والجن، حتى لا يطير الدخان، صاحب صاحبه"، وغيرها من الأعمال الفنية التي ظلت راسخة في عقول جمهوره حتى وقتنا هذا.
وتربع عادل إمام على عرش النجومية بسبب أعماله الفنية المؤثرة، والتي حققت نجاحات لم يحققها نجم قبله، بالإضافة إلى أنه يعتبر من رواد الفن وأحد أعمدة الوسط الفني، والذي يستحق لقب "الزعيم" عن جدارة.