تفاصيل إجراءات المصارف العربية للحد من تداعيات كورونا
كشفت دراسة صادرة عن اتحاد المصارف العربية، أنه بعد تفشي فيروس كورونا المستجد (Covid – 19) في العالم، فقد انصبت اهتمامات المصارف المركزية العربية على اتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية لتخفيف أثر انتشار الفيروس على المصارف من جهة وعلى عملائه من جهة أخرى.
واتخذت المصارف العديد من الإجراءات الاحترازية والاستعدادات الطارئة في المجالات المالية والمصرفية والنقدية لتخفيف آثار انتشار الفيروس على مختلف القطاعات الاقتصادية والأسواق المالية.. وفي ما يلي إضاءة على تلك الإجراءات والتدابير في كل دولة عربية.
في السعودية، اعتمدت مؤسسة النقد العربي السعودي جملة من الإجراءات المتعلقة بالقطاع. فقد دعت المؤسسة المصارف إلى الموافقة على إعادة هيكلة التمويل المقدم إلى العملاء دون رسوم إضافية، وكذلك تقديم التمويل الضروري لعملاء القطاع الخاص الذين فقدوا وظائفهم. وبالتوازي، أقرت مؤسسة النقد السعودي برنامجًا تحفيزيًا تصل قيمته في المرحلة الحالية نحو 50 مليار ريال (13.3 مليار دولار)، يستهدف دعم القطاع الخاص وتمكينه من القيام بدوره في تعزيز النمو الاقتصادي من خلال حزمة من الإجراءات، تهدف إلى تمكين القطاع الماليمن دعم نمو القطاع الخاص.
أما في الإمارات العربية المتحدة، اعتمد مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي عددًا من التدابير. فقد أطلق خطة دعم مالي شاملة بتكلفة 100 مليار درهم موجهة للعملاء الأفراد والشركات الذين تأثرت أعمالهم بفيروس كورونا المستجد. كما سيتوجب على البنوك المشاركة في هذه الخطة استخدام التمويل لمنح إعفاء مؤقت لعملائها من شركات القطاع الخاص والأفراد، لمدة 6 أشهر. كما سيقوم البنك المركزي بتخفيض رأس المال التي يتعين على المصارف الاحتفاظ بها مقابل قروضها الممنوحة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بحوالي 15-25%. وأعلن البنك المركزي أنه اعتبارًا من 15 مارس 2020 ولمدة 6 أشهر، سيُرجئ جميع الرسوم التي يفرضها على خدمات الدفع المقدمة للبنوك العاملة في الإمارات العربية المتحدة.
إضافة الى ذلك، أعلن البنك المركزي عن مبادرة جديدة ابتداءً من أول أبريل وحتى 30 يونيو 2020، سيؤجل بموجبها لعدد من المصارف العاملة في دبي أقساط القروض لمدة ثلاثة أشهر للأفراد الذين اضطروا للحصول على إجازة بدون أجر، وللشركات الصغيرة المتضررة من الوضع الحالي.
وفي الكويت، أعلن بنك الكويت المركزي عن إنشاء صندوق مالي بقيمة 10 ملايين دينار كويتي تموله المصارف الكويتية لدعم مساعي الحكومية لمواجهة أوضاع الطوارئ المتعلقة بتداعيات انتشار فيروس كورونا المُستجد. كما أعلن البنك المركزي أنه تماشيًا مع تخفيض الفائدة على الدولار الأمريكي بـ 1% من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي بتاريخ 15 مارس 2020، قرر مجلس إدارة بنك الكويت المركزي بتاريخ 16 مارس 2020 تخفيض سعر الخصم 1% (من 2.5% إلى 1.5%).
وفي عُمان، أصدر البنك المركزي العماني عددًا من التوجيهات للمصارف وشركات الصرافة وشركات التمويل تتضمن حزمة من التدابير التحفيزية والاحترازية، وذلك بهدف تخفيف تداعيات الأوضاع الراهنة على الاقتصاد الوطني. وقد شملت هذه الإجراءات التحفيزية تخفيض متطلبات رأس المال الوقائي بنسبة 50% (من 2.5 % إلى 1.25%)، وطلب تسهيل الإقراض للقطاعات التي قد تتأثر بالأوضاع الراهنة.
وفي البحرين، أصدر بنك البحرين المركزي مجموعة من الإجراءات التنظيمية لاحتواء التداعيات المالية الناجمة عن انتشار فيروس الكورونا لجميع المصارف والشركات المالية. وتضمنت خطة البنك المركزي البحريني العديد من الإجراءات منها منح أي مقترض متأثر بالازمة الراهنة تأجيل للأقساط لمدة 6 شهور دون أي رسوم أو فوائد إضافية، وكذلك دون زيادة بمعدل الفائدة.
أما في مصر، أصدر البنك المركزي المصري عدة تعاميم في إطار الإجرائات الإحترازية للحد من مخاطر إنتشار الفيروس وتأثيراته، تجلت بوضع حدّ يومي مؤقت لعمليات السحب والإيداع النقدي بفروع البنوك وأجهزة الصراف الآلي وذلك بهدف الحد من مخاطر انتشار الفيروس، وتأجيل الاستحقاقات الائتمانية للشركات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر لمدة 6 أشهر، وعدم تطبيق أية غرامات على التأخر فى السداد.
وفي لبنان، أصدر مصرف لبنان تعميمًا يسمح للمصارف التجارية الاقتراض منه مبالغًا بالدولار الأمريكي وبفائدة صفر بالمئة، مقابل استعمالها لهذه المبالغ في تأجيل قروض الزبائن، وتمكين المؤسسات من تسديد الأكلاف التشغيلية، ودفع أجور العاملين لديها، بقروض فائدتها صفر بالمئة لمدّة خمس سنوات، مهما كان سقف القرض. وعليه، عمدت المصارف اللبنانية الى تأجيل سداد الدفعات الشهرية على كافة القروض الممنوحة للأفراد والمهنيين عن أشهر مارس وأبريل ومايو، وذلك من دون أي غرامات تأخير وبفائدة صفر بالمئة.
وفي الأردن، أعلن البنك المركزي الأردني ضخ سيولة إضافية للاقتصاد بقيمة 550 مليون دينار أردني وذلك عبر تخفيض الاحتياطي الالزامي،والسماح للمصارف بإعادة هيكلة قروض الأفراد والشركات، خاصة المتوسطة والصغيرة منها والتي تأثرت بتداعيات فيروس كورونا، إضافة إلى تخفيض تكلفة التمويل وزيادة آجال استحقاق التسهيلات القائمة والمستقبلية. هذا بالاضافة الى طلبه بتأجيل أقساط التسهيلات الائتمانية الممنوحة لعملاء القطاعات الاقتصادية المتأثرة من آثار انتشار فيروس كورونا من الشركات والأفراد.
وعلى الصعيد المغرب العربي، أعلن البنك المركزي المغربي عن إطلاق حزمة من التدابير التسهيلية بهدف رفع الإمكانات المتاحة لإعادة تمويل المصارف بنحو ثلاثة أضعاف على ما كانت عليه، ولتمكينها من دعم الاقتصاد المغربي في مواجهة الأزمة الناجمة عن فيروس كورونا. وأعلن البنك المركزي أنه سيتيح للمصارف إمكانية اللجوء إلى كافة الوسائل المتاحةلإعادة التمويل، سواء بالدرهم المغربي أو بالعملات. كما قرر بنك المغرب تمديد آجال عمليات إعادة التمويل الممنوحة للمصارف، وتعزيز برنامجه الخاص بإعادة تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وذلك عبر إدماج القروض التشغيلية.وفي تونس، أصدر البنك المركزي عدة إجراءات إستثنائية لمساندة المؤسسات وقطاعات العمال، من أبرزها تأجيل أقساط القروض الممنوحة للمؤسسات والمهنيين والتي يكون استحقاقها ما بين مارس وسبتمبر 2020، وخدمة السحب بين المصارف بشكل مجاني للأوراق النقدية من أجهزة الصراف الآلي، بالاضافة الى تعليق أي عمولة تُطبق على الدفع الإلكتروني عن أي معاملة بقيمة 100 دينار أو أقل.
أما على صعيد المصارف العاملة في الدول العربية، فقد التزمت بالإجراءات والتعاميم الصادرة عن المصارف المركزية.
ففي السعودية، قدمت المصارف السعودية مساهمات مادية لصندوق الوقف الصحي لمواجهة فيروس كورونا بلغت حوالي 160 مليون ريال، بحيث بلغت مساهمة كل مصرف كما يلي: البنك الاهلي التجاري 33 مليون ريال سعودي، مصرف الراجحي 25 مليون، بنك الرياض 17 مليون، البنك السعودي البريطاني 17 مليون، مجموعة سامبا المالية 16.5 مليون، البنك العربي الوطني 12 مليون، البنك السعودي الفرنسي 12 مليون، مصرف الانماء 8.5 مليون، البنك السعودي للاستثمار 6.5 مليون، بنك الجزيرة 5.6 مليون، وبنك البلاد 5.6 مليون.
وفي الإمارات، أعلن بنك الإمارات دبي الوطني، بنك دبي الإسلامي، بنك الإمارات الإسلامي، بنك المشرق، وبنك دبي التجاري عن التزامهم بتوجيهات البنك المركزي الإماراتيوتطبيق الإجراءات المتخذة، للتخفبف تخفيف من حدة الأعباء المالية التي يواجهها الأفراد والشركات من جراء استمرار تفشي وباء فيروس كورونا المستجد
وفي البحرين، تطبيقًا لخطة وإجراءات البنك المركزي البحريني منها منح أي مقترض متأثر بالازمة الراهنة تأجيل للأقساط لمدة 6 شهور دون أي رسوم أو فوائد إضافية، وكذلك دون زيادة بمعدل الفائدة، أعلن كل من بنك البحرين الوطني، وبنك البحرين الإسلامي عن التزامهم بهذه الإجراءات للتخفيف من حدة أثار انتشار الفيروس على العملاء.
وفي مصر، أعلن كل من المصرف المتحد، بنك مصر، بنك القاهرة، البنك المصري الخليجي، والبنك التجاري الدولي عن التزامهم بالإجراءات التي أعلنها المصرف المركزي المصري للحد من أثار تفشي فيروس كورونا عبر مبادرات عديدة.
أما في لبنان، وتماشيًا مع التعميم الصادر عن مصرف لبنان أعلن كل منبنك بيروت، وبنك سوسيته جنرال عن التزامهم التام باللإجراءات المتخذة للحد من أثار تفشي الفيروس.
وفي المغرب، أعلن كل من التجاري وفا بنك، البنك المغربي للتجارة والصناعة، القرض الفلاحي للمغرب، بنك القرض العقاري والسياحي، بنك أفريقيا، ومجموعة البنك الشعبي المركزيمبادرات وإجراءات للحد من الأثر الاقتصادي والاجتماعي الناجم عن الأزمة انتشار فيروس كورونا المستجد.
وأخيرًا في تونس، أعلنت الجمعية المهنية التونسية للبنوك والمؤسسات المالية عن مساهمة القطاع المصرفي في المجهود التضامني الوطني لفائدة صندوق مكافحة الكورونا، بحيث بلغت مساهمات كل مصرف كما يلي. بنك تونس العربي الدولي 15 مليون دينار تونسي، بنك الاسكان 10 ملايين، التجاري وفا بنك – تونس 10 ملايين، الشركة التونسية للبنك 10 ملايين دينار، الاتحاد الدولي للبنوك 10 ملايين، البنك الوطني الفلاحي 10 ملايين، البنك التونسي 10 ملايين، بنك الأمان 10 ملايين، والاتحاد البنكي للتجارة والصناعة 7 ملايين.