خطاب جونسون وكورونا.. بدأ بالسخرية وانتهى بالاعتراف بالتقصير
غيّر بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني، من خطابه وكذلك أفعاله وسياسته تجاه فيروس كورونا "كوفيد 19"، بعد أن أصيب بالوباء وكاد يفتك به بعد أيام من سخريته منه وممن طالبوا بوضع إجراءات احترازية لمواجهة تفشي الوباء بالمملكة.
-الاعتراف مؤخرا بالتقصير والفشل
واعترفت حكومة جونسون منذ أيام بتقصيرها وفشلها في التعامل مع كورونا منذ البداية، حيث أصبحت بريطانيا أعلى الدول الأوروبية من حيث عدد الوفيات بأكثر من 32 ألف وفاة وأكثر من 200 ألف إصابة حتى اليوم.
-الإنكار والسخرية في البداية
في مطلع مارس وقت ظهور كورونا في أوروبا وخاصة إيطاليا وسرعة تفشيه، رفض جونسون الانصياع للدعوات الحزبية والشعبية بضرورة وضع إجراءات احترازية مبكرة وفرض حالة إغلاق جزئي، مع غلق حركة السفر برا وبحرا وجوا لمنع تفشي الوباء.
ولم يكتف جونسون بهذا الأمر بل خرج في مارس الماضي عبر خطاب يسخر من كورونا، قائلا إنه كان في أحد المستشفيات وصافح الأطقم الطبية ومن بالمستشفى ولم يصاب بالمرض ولا يخشى من أي شيء، وذلك في إشارة إلى أن الأمر عادي ولا يوجد خوف منه ولن يفرض أي إجراءات احترازية تؤثر على الوضع الاقتصادي والمعيشي.
-إصابة جونسون تقلب لغة الخطاب
ولسخرية القدر منه، أعلن جونسون بنفسه يوم 27 مارس الماضي، بعد أيام من سخريته من كورونا إصابته بالوباء، داعيا البريطانيين إلى الحذر، لكن بعد فوات الأوان، وخرج سيل من السخرية عبر موقع التواصل الاجتماعي في بريطانيا من جونسون.
ويوم 2 أبريل الماضي وبعد أيام من إصابته خرج جونسون في كلمة له عبر حسابه على موقع تويتر معربا عن أسفه من الأرقام القياسية التي تشهدها البلاد جراء كورونا، داعيا إلى اتباع إجراءات الوقاية من أجل وقف زحف أرقام الإصابات والوفيات وتخفيضها.
وقال جونسون وقتها: "كان يوما حزينا جدا بتسجلينا 650 حالة وفاة وهو سجل قياسي.. إن أفكارنا وقلوبنا تتجه لأسر الضحايا وأصدقائهم، ولكن مما شك فيه أنه إذا ما استطعنا اتباع البرنامج الذي قد تم تحديده وإذا ما التزمنا بالإجراءات التي أقبلنا عليها سوية، فلا شك أننا سنبدأ بوقف زحف تلك الأرقام وتخفيضها"، ولم يكن هذا الرقم سيئا فقد تخطته بريطانيا بشكل كبير لاحقا وما زالت الأرقام مستمرة حتى اليوم رغم انخفاضها قليلا.
وبعد إصابة جونسون بالوباء خضع لعزل منزلي على أمل الشفاء إلا أن حالته ساءت ليتم نقله إلى المستشفى ووضعه بالعناية المركزة، لكنه تعافى من المرض وعاد لعمله منذ أيام في رئاسة الوزراء، وبدا معترفا بأخطائه، عن ذي قبل، ليكشف يوم 3 مايو الجاري عن أن الحكومة وضعت خطة طوارئ تحسبا لاحتمال وفاته، مؤكدا أن الأطباء الذين أشرفوا على علاجه خلال إصابته بكورونا كانوا يستعدون لإعلان وفاته بعدما نُقل إلى العناية الفائقة.
-مراجعة الأفكار والأخطاء
واستمر جونسون في سياسة مراجعة أفكاره وخططه بشأن كورونا، حيث خرج يوم الأحد الماضي في خطاب له، معلنا عن خطة من 5 مراحل لمواجهة كورونا، تشمل نظام جديد يتضمن 5 مراحل لتحديد مستوى انتشار الفيروس.
وأضاف جونسون: "ليس لدينا خيار سوى السيطرة على فيروس كورونا، وبدأنا تحقيق أهدافنا من خطة محاصرة فيروس كورونا"، داعيا البريطانيين إلى تجنب استخدام وسائل النقل العام قدر الإمكان، وذك في اعتراف منه أن الأمور لا زالت تحت السيطرة متبعا لهجة حذرة وغير تفاؤلية مع شعبه كما كان من قبل.
وفي اليوم التالي يوم الاثنين 11 مايو الجاري خرج في خطاب آخر يطالب فيه البريطانيين بالاستعداد لـ«الأسوأ» فى أزمة كورونا، مؤكدا أن الوصول إلى لقاح مضاد لكورونا سيستغرق وقتا طويلا، مجددا مطالبه بالحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي بين جميع الأفراد للحد من تفشي الوباء.
وطالب جونسون البريطانيين بضرورة التعامل مع كورونا كواقع جديد قائلا: "لا بد من إجراء تغيير كبير في حياتنا للتعامل مع الفيروس"، داعيا للاستعداد لأسوأ السيناريوهات الممكنة.