وسط صمت الأمراء.. العمال الأجانب بقطر يهربون من كورونا بالانتحار
طالبت شبكة "تحالف" الحقوقية الدولية المكونة من المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا والرابطة الخليجية للحقوق والحريات والمنظمة الإفريقية للتراث وحقوق الإنسان، من منظمة العمل الدولية والمفوضية السامية لحقوق الإنسان بالتدخل العاجل لحماية العمال الأجانب بقطر وإرسال لجنة تقصي الحقائق إلى الدوحة.
وقال التحالف، في بيان، إن جائحة كوفيد 19 أدت إلى تأثيرات خطيرة على الصحة العقلية للعمال الأجانب العاملين في دولة قطر، خاصة أن حكومتها لا تحمي حقوق هؤلاء العمال من استغلال أصحاب العمل والشركات القطرية، بسبب أن أصحابها هم من الشيوخ والعائلة الحاكمة "آل ثان".
وأضاف، أنه يتواجد أكثر من مليوني عامل أجنبي في قطر، وهو رقم لافت نظرًا لأن إجمالي عدد سكان قطر ككل لا يزيد عن 2.6 مليون نسمة فحسب، مشيرا إلى أنه في السنوات الأخيرة، تضخم عدد العمال الأجانب في قطر بسبب طفرة الإنشاء والتشييد استعدادا لاستضافتها بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، فقد تركت أوضاع الإغلاق، وتأثيرات فقدان الوظائف الكثيرين منهم في حالٍ من اليأس والمعاناة.
وأشار إلى أن "الشيخة موزة المسند" والدة أمير قطر الشيخ تميم، التي تعتبر من أكبر الشخصيات الغنية والمالكة للأعمال بقطر وهي متحكمة بالسوق، وقال سائقو شركة مواصلات "كروة" المملوكة لها: "لقد توقف عملي منذ شهر، وأصبح وضعي يسوء يومًا بعد يوم، ولم يعد لدي ما يكفي من المال لإطعام نفسي"، متابعا أنه يعاني الكثير من أصحابه الوضع نفسه، ولقد توقفت الحياة تمامًا بالنسبة للعمال الأجانب في المناطق التي تم إغلاقها.
وتدفع الصدمة الناجمة عن العزل الاجتماعي، والافتقار للدعم المعنوي هؤلاء إلى حافة الانتحار.
ووفق تقارير إعلامية، فإنه سجّل في قطر أكثر من تسع حالات انتحار وخمس محاولات خلال الشهر الماضي، وشهد رابع أيام رمضان وحده 5 حالات انتحار لأجانب من النيبال، باكستان والفلبين.
وتابع: "كذلك، لا ننسى أن الضغوط المالية التي قد يعاني منها الشخص، خصوصًا الوافد، قد تكون سببًا كبيرًا في اتخاذ قرار الانتحار، فمعظمهم أصبحوا لا يتقاضون رواتب، وإن كانوا يمتلكون مدخرات، فهي شارفت على الانتهاء، وفوق ذلك كله ضغوط من ملاك العقار القطريين يطالبونهم بدفع إيجار المسكن إلى جانب اتصالات من أهلهم في بلدانهم يطلبون منهم المال أيضًا من دون معرفة تاريخ محدد لانتهاء هذا الحجر للعودة إلى أعمالهم وكسب لقمة العيش، وبالتالي تتزايد كل هذه الضغوط النفسية وتكون سببًا كبيرًا يؤدي إلى رغبة الشخص بالانتحار ظنًا منه بأنه الحل"، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الكم الهائل من الأخبار المزيفة حول كورونا والاحتياطات اللازمة لمكافحته يؤثر على الحالة النفسية ويؤدي إلى القلق والاكتئاب.
وأوضح التحالف، أنه لا يقتصر المأزق الذي وجد العمال فيه أنفسهم على خسارة وظائفهم أو القيود المالية، فقد وجدوا أنفسهم أيضًا محاصرين بسبب قيود السفر إلى أوطانهم، مشيرا إلى أن العزلة، والانفصال عن العائلة، والافتقار إلى وجود المجتمع يزيد من صعوبة التعامل مع الضغوطات في مثل هذه الأزمة، ويواجه وصول العمال إلى الرعاية الصحية في قطر صعوبات حتى في أفضل الأوقات، أما الصحة العقلية فهي ليس فقط غير مصنفة كأولوية وإنما أيضا غالبًا ما يتم وصمها.
وأكد أن الحاجة الآن كبيرة في قطر وفي دول الأصل لإيلاء هذا الأمر الأهمية اللازمة وتوفير المساعدة اللازمة لتخفيف ما يمر به المهاجرون في أزمتهم الحالية.