على باباجان: إجراءات أردوغان لحماية الاقتصاد غير كافية
قال علي باباجان، وزير الاقتصاد الأسبق رئيس حزب "الديمقراطية والتقدم"، إن طريقة استجابة الرئيس رجب طيب أردوغان لأزمة فيروس كورونا والإجراءات التي اتخذتها حكومته لمواجهة الوباء غير كافية لحماية الاقتصاد من الأضرار الدائمة، لافتا إلى أن البلاد بحاجة إلى برامج تعمل بشكل أكبر على تحفيز الإنفاق المالى بدلا من تأجيل دفع المستحقات.
وأضاف باباجان، في حوار أجرته معه وكالة "بلومبرج" الأمريكية: "يمكن أن يكون هناك نوعان من الأخطاء فى الإجراءات المالية والنقدية: وهما إما أن يتم اتخاذ الإجراءات بدرجة قليلة للغاية أو بصورة أكثر من اللازم، ولكننا فى مثل هذه الفترة يكون فيها الخطًا الثانى أفضل بكثير، بحيث أنه إذا تم عمل الشىء بدرجة أكبر من اللازم، وتقرر الوقوف عنه فجأة والرجوع للصواب، فلن يكون الأمر صعبا، ولكن إذا لم تكن الاستجابة كبيرة وفى الوقت المناسب، فمن المرجح أن تكون التكلفة أيضًا كبيرة ".
وأشار مهندس الاقتصاد التركي الذي كان مقربا من أردوغان وأنشق عنه بعد استقالته من حزب "العدالة والتنمية" في يوليو الماضي وأعلن حزبه الجديد "الديمقراطية والتقدم"- ويعرف اختصارا باسم "ديفا" أي العلاج أو الدواء- رسميا في 11 مارس الماضي، عن أن "اللوائح الداخلية للأحزاب السياسية التركية لا تسمح للمعارضين بالتحدث علانية، حيث انها اختارت الدفاع عن السياسات الصحيحة خلف الأبواب المغلقة بدلًا من السعى لتحقيق مكاسب سياسية من خلال طرح السياسات بشكل علني وصريح للجمهور".
وأجاب في حواره، ردا على تساؤل "بلومبرج" عن عدم حديثه عن تراجع معايير الديمقراطية التي فشل في مواجهتها علانية عندما كان ضمن فريق أردوغان الرئيسي داخل حزب العدالة والتنمية" قائلا: "إن التنظيمات الداخلية للحزب قد منعتني من التحدث بصراحة"، مضيفًا: "لقد ناضلت حتى النهاية فى الداخل، وبما لم أقل كل شىء ولكنى آمنت بكل ما قولته".
وأكد باباجان أنه "يجب على الحكومة أن تكشف عن تدخل مالي كبير دون المخاطرة بتضخيم الأسعار في حين لا يزال النمو منخفضًا- وهو مزيج سام يصعب الهروب منه مع برنامج التحفيز الحكومي الحالي"، مشيرا إلي أن حجم "الدافع المالي" يجب أن يكون أعلى بمقدار النصف على الأقل، بنسبة 3٪ من الناتج المحلي الإجمالي، ولا ينبغي أن يعتمد على تأجيل الدفع وحوافز الائتمان لدعم الشركات، وأنه يجب الأ يعتمد على تشجيع الاقتراض وتأجيل دفع المستحقات.
يذكر ان علي باباجان شخصية معروفة ونالت احتراما كبيرا عندما كان في منصبه كوزير للاقتصاد ويرجع إليه السبب في تعافي الاقتصاد التركي في أعقاب الأزمة المصرفية عام 2001 التي دفعت تركيا إلى الركود العميق، حيث ينسب منهجه المالي الحكيم في نجاح البلاد في الهروب من الأزمة المالية العالمية لعام 2008 دون أن يلحق بها أذى كبير.
ويضم حزب باباجان قائمة من حلفاء أردوغان السابقين، بما في ذلك ثلاثة وزراء سابقين آخرين في حزب العدالة والتنمية، وستة أعضاء سابقين في حزب العدالة والتنمية، ونائب واحد في البرلمان واستقال من حزب العدالة والتنمية في شهر مارس الماضي.