«شهداء تحت الطلب».. تاريخ الكتيبة 103 من «الاستنزاف» إلى «أكتوبر 73»
ظهر اسم الكتيبة 103 بشكل واسع في تدريبات قوات الصاعقة بشمال سيناء خلال الحلقة الخامسة من مسلسل الاختيار، الذي يجسد قصة الشهيد العقيد أحمد منسي، بطولة الفنان أمير كرارة، بعد استشهاده ورفاقه في معركة كمين البرث عام 2017.
الكتيبة 103 صاعقة – لمن لا يعرف - اسم ارتبط ببطولات وتضحيات خلال الحرب على الإرهاب في شمال سيناء، اعتادت تقديم أبطال كل يوم فداء للوطن، وعاد اسمها للظهور مرة أخرى في ملحمة بطولية استشهاد وإصابة 26 من عناصر الكتيبة بالقوات المسلحة، أثناء إحباط هجوما إرهابيا للعناصر التكفيرية على بعض نقاط التمركز جنوب رفح، وأسفر عن مقتل أكثر من 40 فردا تكفيريا وتدمير 6 عربات.
الكتيبة 103 كان لها النصيب الأكبر من المواجهات مع العناصر التكفيرية، إذ تخرج من تلك الكتيبة الحملات التي تتولى منها قوات الصاعقة لتنفيذ العمليات النوعية ضد البؤر الإرهابية في أماكن متفرقة من شمال سيناء.
بطولات وتضحيات «الكتيبة 103» ليست جديدة بل تعود إلى فترة ما بعد حرب النكسة مباشرة، لاسيما أنها كانت جزءًا من المجموعة 39 قتال، وهي قوات خاصة أنشأت عقب نكسة يونيو 67 تحت قيادة الشهيد إبراهيم الرفاعي، وتألفت من مقاتلي قوات الصاعقة البرية والبحرية وشاركت في حربي الاستنزاف وأكتوبر.
وبعد نشأة «المجموعة 39 قتال» انضم إليها كتيبة 93 صاعقة البرية وسرية من الكتيبة 103 صاعقة برية، واختار «الرفاعي» رجاله من المشهود لهم بالكفاءة والشجاعة والمعروفين بقدراتهم القتالية العالية، ثم تطورت إلى فصيلة وبتعدد العمليات تطورت إلى سرية وبلغ عددها نحو 90 فردًا ما بين ضابط وصف وجندي، إلى أن أصبح عدد العمليات التي نفذتها هذه السرية 39، فتطورت إلى تشكيل أطلق عليه «المجموعة 39 قتال» نسبة إلى عدد العمليات، وتحولت بعد ذلك لوحدة مقاتلة مستقلة تابعة لقيادة المخابرات والرئاسة مباشرة وكانت ترعب العدو الاسرائيلي بعملياتها.
وللكتيبة 103 دور كبير في حرب أكتوبر، لم ينتهي باستشهاد قائدها إبراهيم الرفاعي، حيث استشهد منها 29 جنديًا خلال معارك حرب أكتوبر، وعادت للأنظار بعد تولي العقيد رامي حسنين قيادة الكتيبة، وكان مدير العمليات فيها الرائد أحمد منسي حينها، واشتهرت في سيناء باسم «شهداء مصر تحت الطلب» نظرا لبطولات وتضحيات رجالها خلال الحرب على الإرهاب فى شمال سيناء، فاعتادت تقديم أبطال كل يوم فداء للوطن، حتى استشهد العقيد «حسنين» خلال إحدى العمليات ليصبح «منسي» هو قائد الكتيبة ويخوض معركة البرث ضد الإرهابيين ويستشهد هو وكل من معه في معركة تم تسطيرها بكتب التاريخ.