بعد 67 شهرا.. التحالف الدولى: نفط سوريا أهم من محاربة داعش
أنهت عمليات التحالف الدولي لمواجهة تنظيم “داعش” في سوريا شهرها الـ67، وسط زيادة في انخراطها على مسرح التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية، من خلال المشاركة في عمليات المداهمة التي تنفذها قسد ضمن محاولات القضاء على خلايا تنظيم "داعش في مناطق سيطرتها، بالإضافة لاستمرار ضخ المساعدات اللوجستية والمادية واستقدام التعزيزات إلى مناطق نفوذ "قسد".
فمنذ 23 ديسمبر 2019 وحتى 23 أبريل 2020، استقدم "التحالف الدولي" مئات الشاحنات للدعم اللوجستي والمادي لتعزيز تواجده في شمال شرق سوريا، بعد أن كان "التحالف الدولي" تخلى طوعا عن نصف الأراضي التي كان يسيطر عليها في الفترة السابقة على التاسع من أكتوبر 2019، حيث اكتفت قوات التحالف بالسيطرة على أجزاء قليلة تتمثل أساسا في المناطق التي تحتوي على آبار النفط والغاز في "دير الزور والحسكة".
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان دخول قافلات شاحنات لـ"التحالف الدولي" إلى الأراضي السورية قادمة من إقليم كردستان العراق عبر معبر "الوليد” الحدودي، من بينها قافلة تضم أكثر من 100 شاحنة تحمل معدات لوجستية وعسكرية، حيث توجهت إلى قواعد التحالف و"قوات سوريا الديمقراطية" في محافظتي الحسكة ودير الزور، وكان المرصد قد رصد في 24 مارس الماضي دخول قافلة مساعدات محملة بالمساعدات اللوجستية لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، مقدمة من التحالف عبر معبر سيمالكا الحدودي نحو الأراضي السورية.
ومع إتمام "التحالف الدولي" 67 شهرا على بدء مهامه في سوريا، باتت الأمور أكثر استقرارا في شمال شرق سوريا بعد أن استقرت خريطة التحالفات ومناطق السيطرة والنفوذ، حيث انحصرت سيطرة "التحالف" على منطقة شرق الفرات، في كل من الحسكة والرقة ودير الزور ومناطق بريف حلب الشمالي الشرقي، وهي المناطق التي يعكف على ترسيخ نفوذه فيها بقوة من خلال التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية على المستويين العسكري والإنساني.
- مكافحة بقايا داعش
على الرغم من أن الإعلان الفعلي لهزيمة تنظيم "داعش" جرى في مارس من العام الماضي، فإن ما انتهى فعلا هو سيطرة التنظيم على الأرض في شمال شرق سوريا، إلا أن وجود التنظيم والمتعاطفين له وخلاياه لم ينته بعد، حيث لا تزال الخلايا التابعة للتنظيم في مختلف مناطق نفوذ "قسد" تسعى إلى تنفيذ عملياتها من اغتيالات وتفجيرات، في إطار الفوضى الأمنية المنتشرة في تلك المناطق.
وواصل "التحالف الدولي" عملياته في سوريا، من خلال الاستمرار في إدخال المزيد من المساعدات والمعدات اللوجستية والأسلحة، إضافة إلى إنشاء مركز لتدريب وحدات حماية المرأة في حقل العمر النفطي في ريف دير الزور على الضفة الشرقية لنهر الفرات، بهدف تدريب الوحدات على كيفية استخدام الطائرات المسيرة.
وفي الـ14 من أبريل، علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوة عسكرية من قوات سوريا الديمقراطية وبدعم من طائرات تابعة للتحالف الدولي، داهمت مخيما للنازحين في أطراف قرية الصبحة بريف دير الزور الشرقي، واعتقلت عددا من الشبان، دون معرفة الأسباب.
وكان المرصد السوري علم قبل أيام، أن القوات الأميركية تعمد إلى إجراء زيارات سرية إلى قاعدة الجزرة العسكرية الواقعة في أطراف مدينة الرقة، حيث تعد القاعدة من أكبر القواعد العسكرية السابقة للتحالف الدولي والتي تتواجد فيها الآن قوات سوريا الديمقراطية.