الإمام محمد عبده يكشف دور العثمانيين الأتراك في تأخر الشعوب الإسلامية
سلط تقرير لموقع «تركيا الآن»، اليوم الخميس، الضوء على آراء الإمام الأكبر الشيخ محمد عبده، عن الأتراك والعثمانيين، من خلال سجاله مع وزير خارجية فرنسا مسيو هانوتو، الذي جرى في بداية القرن العشرين.
ووفقا للموقع، اتهم هانوتو في ذلك السجال الإسلام بأنه السبب في تراجع العالم الإسلامي عن أوروبا، بينما ذهب محمد عبده إلى أن السلطنة العثمانية وليس الإسلام، هي من كانت السبب الحقيقي في تخلف المسلمين حضاريًا.
وأكد موقع تركيا الآن أن رأي الإمام محمد عبده، بمثابة وثيقة تاريخية عن دور العثمانيين الأتراك في تأخر الشعوب الإسلامية وجمود الفكر الإسلامي مطالع العصور الحديثة.
ولفت الموقع إلى أن الإمام محمد عبده حمّل سلاطين العثمانيين بإفساد المسلمين فيقول: "أما الحكام، وقد كانوا أقدر الناس على انتشال الأمة مما سقطت فيه، فأصابهم من الجهل بما فرض عليهم في أداء وظائفهم ما أصاب الجمهور الأعظم من العامة ولم يفهموا من معنى الحكم إلا تسخير الأبدان لأهوائهم، وإذلال النفوس لخشونة سلطانهم، وابتزاز الأموال لإنفاقها في إرضاء شهواتهم، لا يرعون في ذلك عدلًا، ولا يستشيرون كتابًا، ولا يتبعون سنة، حتى أفسدوا أخلاق الكافة بما حملوها على النفاق والكذب والغش والاقتداء بهم في الظلم وما يتبع ذلك من الخصال التي ما فشت في أمة إلا حل بها العذاب".
وأضاف الموقع أن الإمام محمد عبده رد على هانوتو في مسألى اضطهاد المسيحيين في الشرق الأوسط، وقال إن "العثمانيين يفضلون المسيحيين في كثير من الأحيان على المسلمين أنفسهم، وذلك ليس من قبيل تمييز العثمانيين للمسيحيين عن طريق الكفاءة، لأنه كان ليصبح أمرا محمودا، وإنما للظهور أمام أوروبا بمظهر المنفتحين على جميع الأديان، وهو ما كان مهما في ذلك العصر الذي مثلت فيه المسألة الدينية شطرًا مهمًا للغاية من السياسة الأوروبية في الشرق الأوسط".
وأكد أن الشيخ محمد عبده أجزم كذلك بأن الدين الإسلامي لا شأن له بسياسات الدولة العثمانية خاصة على الصعيد الخارجي، والذي تحكمه المصالح السياسية لا الدينية، ويقول الإمام: "والذي أحب أن يعرفه مسيو هانوتو أن سياسة الدولة العثمانية مع الدول الأوربية ليست بسياسة دينية، ولم تكن قط دينية من يوم نشأتها إلى اليوم، وإنما كانت في سابق الأيام دولة فتح وغلبة، وفي أخرياتها دولة سياسة ومدافعة، ولا دخل للدين في شيء من معاملاتها مع الأمم الأوربية".