أيمن نصري: هل تخلى المجتمع الدولي عن اللاجئين في مواجهة كورونا؟
قال الحقوقي أيمن نصري، رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان بجنيف، إن عدد اللاجئين في 2019 وصل إلى 70 مليون شخص طبقا للإحصائية الصادرة عن المفوضية العليا لشئون اللاجئين، جراء الحروب والاضطهاد، وهو العدد الأكبر الذي تسجله المفوصية على مدار 70 عاما بمعدل يومي 37 ألف مشرد ولاجئ.
وأوضح نصري، في بيان له، أن اللاجئين في معظم دول العالم يعيشون في ظروف معيشية صعبة للغاية، لأن معظمهم يعيشون في مخيمات على الحدود بين الدول وفي الصحراء يفتقدون فيها لأبسط معايير السلامة الأمنية والصحية والبيئية والأطفال وكبار السن أكبر الفئات المتأثرة سلبا من هذا الوضع والذي يمتد في بعض الحالات لعدة سنوات كما هو وضع اللاجئين السوريين على سبيل المثال.
وأكد، أن مع مواجهة المجتمع الدولي لخطر تفشي وباء فيروس كورونا والضرر الفادح الذي تعرضت له دول الاتحاد الأوروبي الداعم لقضايا اللاجئين، أصبح الاهتمام فقط بالوضع الداخلي، وهو ما أثر بشكل واضح على الاهتمام والدعم المقدم وتقلصه بنسبة وصلت ل80% بشكل عام لمواجهة التحديات اليومية كنقص الغذاء والدواء، وهو التحدي والخطر الأكبر في ظل هذه الظروف الراهنة وبشكل خاص في مواجهة خطر تفشي الجائحة.
وأشار، إلى أن المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة هي أكبر منظمة دولية مسئولة عن مساعدة اللاجئين على مستوى يتعاون معها 10 هيئات وبرامج إنمائية تابعة للأمم المتحدة، وعدد كبير من المنظمات غير الحكومية تعمل في أكثر من 166 دولة في الوقت الحالي، معظمها لا يستطيع تقديم الدعم المطلوب نتيجة الوضع الحالي ووضع قيود على سفر وتنقل العاملين في هذا القطاع، وهو ما يؤثر بشكل كبير على كفاءة العمل وتقديم الدعم المطلوب مع الأخذ في الاعتبار أنه عمل ميداني في المقام الأول يتطلب تواجد الطواقم الطبية والإدارية على الأرض ونقل المساعدات الغذائية والطبية وهو ما يعتبر صعب في الوقت الحالي مع أرتفاع وتيرة انتشار الفيروس.
وأكد نصري، أن منظمات المجتمع المدني الدولية لها دور كبير في تقديم المساعدة لمخيمات اللاجئين وتحصل على تمويل كبير في هذا المجال ولكنها بطبيعة الحال تتحرك تحت مظلة الأمم لتوفير الحماية الطبية والأمنية المطلوبة وهو غير متوفر في الوقت الحالي، ما يضع المسئولية شبه كاملة على المنظمات المحلية لتواجدها على الأرض لذلك يجب تقديم دعم كبير للعاملين في هذه المنظمات سواء كان مادي أو معني لضمان استمرار تقديم الحد الأدني من المساعدة في الوقت الحالي حتي تعود المنظمات الدولية للعمل بكفاءة مرة أخرى.
كما أكد أنه في الوقت الحالي أعداد الإصابات في مخيمات اللاجئين ليست مرتفعة نتيجة أن نوعية هذه المجتمعات شبه مغلقة ولها خصوصية خاصة في التعامل معها لكن الوضع سوف يزداد سوءا في الفترة القادمة نتيجة لسرعة انتشار الفيروس وعدم القدرة على احتوائه في الوضع الحالي، وهو أمر شديد الخطورة ينبئ بكارثة إذا ما تفشي الفيروس في هذه المخيمات التي ليست مستعدة على الإطلاق لمواجهة مثل هذا الخطر، وهو ما يحتم على المجتمع الدولي وضع خطة عمل طارئة وسريعة لمواجهة هذا الخطر القاتل وعدم التأخر في اتخاذ هذا القرار كما حدث في بعض الدول من خلال إدماج هذه المخيمات في خطة العلاج والإنقاذ للدول القريبة منها وحسب التوزيع الجغرافي مع ضرورة تقديم الدعم الكامل من المجتمع الدولي والدول التي لا تتعامل بشكل مباشر مع مخيمات اللاجئين يستثني من ذلك اللاجئين المقيمين داخل بعض الدول لسهولة تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة والتعامل معهم كمواطنين على سبيل المثال الوضع في مصر والتي تستضيف حوالي نصف مليون لاجئ معظمهم من السوريين 120 ألف منهم فقط مسجلين بمكتب المفوضية السامية لشئون اللاجئين.