أولياء أمور: قرارات «التعليم» سبب الزحام على شريحة أولى ثانوي
منذ ما يزيد عن أسبوعين، بدأت الحكومة في اتخاذ إجراءات وقائية صارمة ضد تفشي فيروس كورونا، والذي تم إعلان الحالة الاولى المصابة به في 14 فبراير الماضي، بناء عليه كان ضمن حزمة القرارات المتخذة حظر التجوال ومنع أي نوع من التجمعات، خشية من انتقال العدوى بسرعة بين المواطنين.
وفي هذا الإطار، خرج قرار من الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بتأجيل المدارس لمدة أسبوعين حتى آخر مارس الجاري، ثم خرج بقرارات أخرى، كان منها إلغاء الامتحانات بالنسبة للصفوف الدراسية كافة، فيما عدا الثلاث سنوات الأخيرة الخاصة بالثانوية العامة والدبلومات الفنية.
وفيما يتعلق بأداء امتحانات الصفين الأول والثاني الثانوي العام، كانت وزارة التربية والتعليم قد أعلنت عن عقد اختبار تجريبي بدون درجات يوم 5 إبريل القادم لطلبة الصف الأول الثانوي، يؤديه الطلاب من المنزل، كتدريب لتجهيز الطلاب لاختبار نهاية العام، كما يؤدي طلبة الصفين الأول والثاني الثانوي امتحان نهاية العام الدراسي في مايو على التابلت، من المنزل، فيما درسه الطالب في الفصل الدراسي الثاني حتى 15 مارس الجاري وسيتم تصحيحه إلكترونيًا، وإرسال نتيجة الامتحان للطلاب.
وهنا ظهرت الأزمة، فأجهزة التابلت التي يعقد عليها الطلبة اختباراتهم لها حل من اثنين لتشغيلها، إما الاعتماد على الإنترنت المنزلي، أو شراء شريحة بيانات، دون أن تحدد الوزارة شركات اتصالات معينة لشرائها.
وبناء عليه، تدافع أولياء الأمور أمام العديد من "السنترالات" لشراء الشريحة، ضاربين بقرار منع التجمعات عرض الحائط، إلا أنهم شعروا بأنهم مجبرين على ذلك كي يتمكن أبنائهم من استكمال سنتهم الدراسية، لذا ناشد المهندس عصام عمر، رئيس مجلس أمناء مديرية التربية والتعليم، الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، بأن يتم توزيع الشرائح في المدارس، وأن يقوم مندوب من المدرسة باستلام الشرائح وتسليمها للطلاب، منعًا للتكدس، وتماشيًا مع الإجراءات الإحترازية التي تقوم بها الدولة لمنع انتشار فيروس كورونا.
واتفق معه أولياء الأمور الذين عانوا كثيرًا للحصول على تلك الشريحة، فقال محمد بركات، ولي أمر إحدى طالبات الصف الأول الثانوي، بأن وزير التربية والتعليم سببًا في عودة التجمعات التي نسعى إلى نسفها خلال الأيام القادمة لحين الإعلان عن انتهاء حالة الطوارئ وتخطينا إلى مرحلة الأمان من "كورونا".
وعلق "بركات"، خلال حديثه مع "الدستور"، بقوله: "عمالين يقولوا للناس خليك في بيتكم والناس اضطرت تنزل تجيب شريحة النت بتاعت أولى ثانوي عشان الكورونا تنتشر ويبوظ كل اللي بيحصل ده.. وبيتهموا الشعب إنه جاهل ومش بيسمع الكلام ومش راضي يقعد في البيت".
والتقطت منه أطراف الحديث، منال عزام، ولية أمر أحد طلاب الصف الأول الثانوي، فقالت "إن الازدحام كان على أشده في كافة السنترالات للحصول على شريحة التابلت، وذلك رغبة منّا في الانتهاء من هذا العام الدراسي على خير"، وناشدت خلال حديثها مع "الدستور"، الدولة بوضع ضوابط للحصول على الشريحة والقضاء على تلك التجمعات بأقصى سرعة.
واتفق معهما فريد كامل، أحد أولياء الأمور، في أن تلك التجمعات ليست من المصلحة العامة التي تناشد بها الحكومة، بضرورة الالتزام بالتعليمات، لتخطي ما نمر به من أزمة، معلقًا: "فيها إيه لو من كل مدرسة مندوب".
واعترض "كامل"، خلال حديثه مع "الدستور"، على قرار الوزير فيما يخص تلك الشريحة، وقال بنبرة غاضبة: "لما يبقى في زحمة على سنترالات الجمهورية عشان شريحة التابلت بالطريقة دي يبقى فيه، حاجة غلط بتحصل وبتهد كل المجهود اللي الدولة بتعمله".
وبعد تلك الشكاوى، أعلنت الشركة المصرية للاتصالات تنسيقها مع وزارة التربية والتعليم لتسليم شرائح التابلت لطلاب الصف الأول الثانوى في الإدارات التعليمية على مستوى الجمهورية، بداية من اليوم، الإثنين، تفاديًا لتكدس الطلاب وأولياء الأمور في فروع ومراكز مبيعات الشركة حرصًا على سلامتهم في ظل مخاوف انتشار فيروس كورونا.