100 حكاية وحكاية من التاريخ.. هنا ظهر «المهدي المنتظر » منذ 300 عام
تنشر جريدة الدستور تفاصيل تنبأ كتاب"100 حكاية وحكاية من التاريخ" بظهور نبي منذ 300 عام حيث أثار حالة من الجدل، شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية، على خلفية ظهور أحد الأشخاص وإدعائه أنه المهدي المنتظر، وبمناسبة ذلك أعاد الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الأسبق، نشر حكاية مشابهة وقعت بمصر منذ ما يقرب من 300 سنة، والحكاية من كتاب"100 حكاية وحكاية من التاريخ"
كتاب"100 حكاية وحكاية من التاريخ"
وتتمثل الحكاية في نبي جديد يظهر في مصر، موضحًا أنه في بلاد التكرور أحد أقاليم مملكة مالي الإسلامية الخمسة التي كانت تقع في غرب إفريقيا، وقد بلغت المملكة أوج ازدهارها قرابة قرنين من الزمان - من منتصف القرن السابع إلى القرن التاسع الهجري - وأعظم ملوكهم وأشهرهم السلطان منسا موسى الذي زار القاهرة في طريقه إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج عام 724 هـ أيام السلطان الظاهر بيبرس.والاسم الذي عرفت به مملكة مالي لدى المصريين هو " بلاد التكرور" وينطقها المصريون الآن بالدال " الدكرور "، ومن بلاد التكرور أو الدكرور جاء إلى مصر كثير من أبنائها للمجاورة ( الدراسة ) بالجامع الأزهر، ومن كثرتهم كان لهم بالجامع رواق خاص بهم عرف بـ " رواق التكرور "، وبعضهم لم يرجع إلى بلده واستوطن مصر فعاش ومات فيها.
وتابع: "و بطل قصتنا اليوم رجل من أصل تكروري كان يعيش في مصر، يحكي الجبرتي في تأريخه لحوادث سنة 1147 هـ أنه في أوائل شهر رمضان المعظم من تلك السنة ظهر بالجامع الأزهر رجل تكروري وادعى النبوة فأحضروه بين يدي الشيخ أحمد العماوي ( من كبار علماء الأزهر كان دينا عفيفا زاهدا ) فسأله عن حاله وماذا حدث له فأخبره أنه كان في شربين حين نزل عليه جبريل وأخذه فعرج به إلى السماء ليلة السابع والعشرين من رجب وأنه صلى بالملائكة ركعتين فلما فرغ من صلاته أعطاه جبريل ورقة وكتب له فيها: " أنت نبي مرسل فأنزل وبلغ رسالتك وأظهر المعجزات "، فلما سمع الشيخ العماوي كلامه قال له: هل أنت مجنون ؟ فقال: لا، أنا لست بمجنون وإنما أنا نبي مرسل، فضربوه وأخرجوه من الجامع، ثم سمع بالأمر الأمير عثمان كتخدا القازدغلي ( المعروف بالكخيا ) فأحضره وسأله مرة أخرى عن أمره فلم يغير حرفا من كلامه وأصر على أنه ليس بمجنون وإنما نبي مرسل من لدن رب العزة جل وعلا، فأرسله إلى البيمارستان " المستشفى " بوصفه مريضا بالجنون، وهناك اجتمع عليه عامة الناس وأوباشهم رجالا ونساء وأخرجوه من البيمارستان وذهبوا به فأخفوه، وعندما سمع عثمان باشا الحلبي والي مصر آنذاك بالقصة أرسل يفتش عنه فلما عثر عليه الجنود أخرجوه من مخبئه وصعدوا به إلى القلعة فأوقفوه أمام الوالي الذي راح يقرره ليتأكد مما سمعه عنه فقال الرجل نفس الكلام فلم يجد الوالي بدا من الأمر بحبسه فحبسوه في العرقانة ( سجن شهير أنشأه الطواشي سرور شاد الحوش داخل الحوش السلطاني بالقلعة سنة 895 هـ أيام السلطان قايتباي ) وبعد ثلاثة أيام من حبسه جمع عثمان باشا العلماء في الديوان وكان ذلك في منتصف شهر رمضان، وسأله الوالي في حضرة العلماء مرة أخيرة عن حاله فامتنع ولم يتراجع، فأمر بقتله حتى لا يتسبب في حدوث فتنة بين جهلة العوام، فقتلوه بحوش الديوان وهو يقول: فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل، ثم أنزلوا جثته وطرحوها بالرميلة ( ميدان شهير بالقرب من القلعة ) ثلاثة أيام ثم واروا الجثة في مكان غير معلوم".
وفي تلك الحادثة قال أحدهم شعرا من فن المواليا منه:
واحد ظهر وادعى انه نبي مــن حق
و انه عرج للسما وانه اجتمع بالحق
إبليس أضله وصده عن طريق الحق
قم يا وزيـــر البلــد واحكم على قتله.. أهل العلــوم أرخوا: هذا كفر بالحق.