«وراء كل عظيمة رجل».. نساء ناجحات بسبب أزواجهن
«وراء كل رجل عظيم امرأة»، مقولة هي الأشهر في وصف الزوجة التي تمثل دعمًا وسندًا لزوجها حتى يصل لهدفه، فالرجل أيضًا يقف بجوار زوجته لتنال قدرًا كبيرًا من السعادة وتحقق طموحاتها، وهذا ما أوضحته شخصيات تحدثوا عن دور الرجل كرفيق في رحلة نجاح امراة استغرقت سنوات كان فيها الزوج نعم الرفيق.
الأصيل والقصير
قصة بطلتها جيهان القصير محاربة مرض «الكانسر»، تعرفت على زوجها محمود الأصيل الذي يحمل نصيبًا من اسمه، والتقيا بمجال العمل بالتوريدات، ثم تزوجا منذ 10 سنوات، لكن الزوج أيضًا لم يقل بطولة عنها، فقد كان داعمًا لها منذ بداية اكتشافهما المرض، حتى تحولا هما الاثنان إلى أصحاب رسالة دعم وتشجيع لآخرين من خلال مبادرة "بينكي" التي أسستها الزوجة فيما بعد وأصبح الزوج المسئول المالي لها.
في عام 2015 اكتشفت جيهان مرضها بسرطان الثدي، قالت لـ«الدستور»: «كان الأمر صعبًا، والرحلة لم تكن هينة، ولكن بوجود الشخص الذي يقسم معكِ التعب كله يهون، البداية كانت شكوك بوجود تغيرات تحدث بالثدي، وحرصت ألا أوصل هذه الشكوك لزوجي، الذي طلب على الفور إجراء الأشعة اللازمة».
وتابعت: «خلال استلام الأشعة صدقت تخوفاتي ونظرنا لبعضنا البعض، وكانت الأعين كفيلة أن تحكي كل ما بداخل القلب من حزن، واستعداد لغد يحمل التعب ولكنه مُغلف بالصبر».
وأضافت: «يشاء القدر أن يكون يوم ظهور الأشعة هو يوم عيد ميلادى وكأن الله يبعت رسائله لي مفادها (أريدك قوية)، أما زوجي فوقف بجواري، وصمم أن يكون هناك احتفال كبير يجمع به كل الأصدقاء المقربين قبل ظهور الأشعة، وهذا ما تم بالفعل وكان أثره النفسي عظيم بالنسبة لي».
وتستكمل: «لم يكن الوقت في
صالحنا لننظر لبعضنا البعض نظرة طويلة، فاكتفينا برسائل التشجيع، وقررنا
أن نمضي الخطوة التي تليها وهي بداية العلاج الكيماوي، وقبلها أجريت عملية
إزالة الثدي، وفي كل هذه المراحل زوجي واقف بجواري يدعمني إلى ما لا نهاية، حتى إنه كان يتابع حالتي مع الطبيب أكثر بكثير مما أتابع أنا نفسي».
حملة بينكي
قررت جيهان أن تنقل تجربتها وتقف بجوار مريضات السرطان، خاصة في حالة تخلي أقرب الأقربين عنها، وذلك من خلال تدشين حملة أطلقت عليها «بينكي» لتقديم الدعم لكل مريضات السرطان.
قررت جيهان أن تنقل تجربتها وتقف بجوار مريضات السرطان، خاصة في حالة تخلي أقرب الأقربين عنها، وذلك من خلال تدشين حملة أطلقت عليها «بينكي» لتقديم الدعم لكل مريضات السرطان.
دواء القلب والروح
«ربنا يخليه ليا، ويبارك في عمره» كلمات قالتها عزة أبوالنور، 46 عامًا، نائب مدير مستشفى إمبابة العام، موجهة رسالة لزوجها حمدي مرزوق، محامي، 56 عامًا، وشريك رحلتها مع بناتها هايدي وحبيبة.
تحكي عزة: «تمت خطبتي قبل الامتياز بالكلية، وتزوجنا عقب الامتياز ولم ينته مشوار التعليم لدي إلى ذلك بل لا بد من استكمال مرحلة الماجستير، وحينها رزقنى الله بابنتي الكبيرة هايدي، ولولا زوجي ما كنت أستطيع التوفيق بين دراستي وبيتي، فكان خير سند ورفيقًا لرحلتي في الحياة الذي لم ينته عطاؤه إلى الآن».
واستكملت: «مررنا بمراحل صعبه للغاية، ولم ينظر لي نظرة غيرة من تقلدي المناصب واحدًا تلو الآخر في تخصصي كإخصائي باطنة، إلى نائب مدير الطوارئ، ثم مدير العيادات، حتى وصلت للمنصب الحالي الذي يعد بمجهودنا سويًا مناصفة بيننا».
«المسؤلية كبيرة ولكن وجوده بجواري كان الفيصل»، هكذا وصفت رعايته لابنتهما هايدي، متابعة أنه كان يراعها خلال انشغالها بالمذاكرة، كما كان يحضر الطعام بدلًا منها، ولم تنس سهره وخدمته لابنته بكل الحب والود خلال مذاكرتها وانشغالها».
وتابعت: «ستظل وقفته بجواري المستمرة إلى الآن في مخيلتي، وسأقوم بحكيها لابنتي هايدي وحبيبة بشكل دائم، فالحب والتقدير والاهتمام هي أساس العلاقة الزوجية، وهذا ما يستند عليه قصة كفاحنا سويًا».
مدربة قتالية وأم وزوجة
«مدربة قتالية، وأم، وزوجة» ولم يشعرها زوجها ولو ليوم أنها مُقصرة في حقه أو في بيتها، هي كابتن أميرة مراد لاعبة الجودو وزوجها مصطفى صالح.
قالت أميرة: «بدأت وأنا في عمر 5 سنوات بفضل تشجيع والدي على تدريبات لعبة الجودو، وبالفعل استمريت في ممارسة اللعبة وحصدت العديد من الجوائز منها المركز الثالث إفريقيًا، وأول جامعه حلوان، و أول الجمهورية عن وزن ٤٨ كجم، ولكن بقدوم عام 2005 توقفت عن اللعبة».
تابعت: «لم أكن أدرك أني سأعاود ممارسة اللعبة من جديد، فقد توقفت عنها بسبب الدراسة والحياة المهنية وابني الأول، ثمرة حبي من زواجي بمصطفى بعد قصة حب طويلة».
وقف زوجي بجواري في كل خطوة يشجعني على العودة وممارسة الرياضة، خاصة وأنه بطل سابق في الكونج فو، وعلى الرغم من ولادة طفلي الثاني استطعنا أن نكمل حلمنا في تدريب رياضة الأيكيدو سويًا للأطفال، مثلما أكدت أميرة.
وتابعت: «استطعنا أن نكون سويًا معنا ومع الأولاد أطول فترة ممكنة من خلال تدريبهم، فنستقبل الأطفال من عمر 7 سنوات للتدريب على الآيكيدو، وحصلنا سويًا على الحزام الأسود في اللعبة وهذه كانت من أسعد لحظات حياتي».
محمود ومنار
قصة حب جمعت بين محمود عادل ومنار الزُهيري، مخرجة أفلام تسجيلية، تزوجت وهي تدرس بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فأراد الزوجان تكليل قصة الحب بالزواج وبناء أسرة قائمة على الود والمحبة والتفاهم.
تحكي منار: «تزوجت ورُزقت بالتوأم اللذين يبلغ عمرهما الآن 5 سنوات، أن تقرر النجاح أمر ليس سهلًا خاصة في ظل تكوينك لأسرة وتربية الأولاد، ولكن بوجود شريك مُقدر لكل هذه المهام بالفعل تستطيع أن تعبر الطريق بنجاح».
عن زوجها تقول: «نحدد كل خطوة في حياتنا سويًا، نحن شريكان في كافة تفاصيل الحياة، نحرص بشكل دائم على التخطيط معًا، على الرغم من أن كافة الوسط يرى صناعة الأفلام حلمًا وطموحًا صعبًا وبالأخص للسيدات، كان يرى أني سأحقق ما أريد، دائمًا خير مشجع وسند لي».
وأضافت منار: «انتهيت من دراسة الإعلام، ثم دراستي بالمدرسة العربية للسينما والتليفزيون وحصلت على تصريح عمل من نقابة السينمائيين، ووسط لحظات عديدة أشعر أن الطريق طويل كان زوجي يقف بجواري، وعلى الرغم من أن عمله كمهندس بعيد عن مجالي إلا أنه يحرص على مرافقتي طوال الوقت».
«متوترة، قلقانة، مشاعر متخبطة» ما سبق وصف لمشاعر منار خلال لحظات تصوير أول فيلم لها، وسرعان ما تتحول هذه المشاعر لثبات وثقة في النفس بمجرد أن تراه بجوارها يساندها وعيناه تحمل كلمة واحدة «هتنجحي».
وتتذكر «منار» شروط تقديم الفيلم الخاص بها لأحد المهرجانات قبل إغلاق باب التقديم بيوم واحد، وعلى الفور ساعدها زوجها للانتهاء من كل الشروط للالحاق بالمهرجان، تحاول طوال الوقت خلق التوازن بين نجاحها وبين عائلتها وزوجها.