البابا: الأنبا صرابامون كان يرفع الصلوات من أجل مصر والكنيسة
قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الأنبا صرابامون ونحن نجتمع كأبناء له أساقفة، ومطارنة، وكهنة، ورهبان نجتمع لأننا أبناؤه تربينا على يديه وتعلمنا منه، وكان شخصًا نعتبره زاد لنا على الأرض في رحلة الحياة التي عاشها وكرس نفسه ليعيش راهب في البرية.
وأوضح أنه كان إنسانًا مشجعًا جدًا وخدم الكنيسة والوطن، وكان يرفع الصلوات من أجل مصر والكنيسة، فقد كانت صلواته من أجل أن يحل السلام في مصر، ويقول إن مصر من أجمل بلاد العالم ويفتخر بها، وكان يعمل من أجل سلام الكنيسة، وكان يصنع السلام في كل المشكلات التي تحدث، وقدم الكثيرين من أبنائه ليخدموا ويكونوا أساقفة.
وأضاف البابا تواضروس الثاني، خلال كلمته في صلاة جنازة الأنبا صرابامون أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوي، إنه كان يمثل صورة الرهبنة الأصيلة كما نقرأ عنها في كتابات آباء القرن الرابع، وكأنه أتى إلينا من هذه الأزمنة البعيدة ونرى مجد الحياة الديرية، نراه إنسانًا معلمًا بقدوته وصورته وشخصه.
وأضاف: "إنه دخل الدير وعمره 22 سنة في نفس العام الذي ارتقى فيه قداسة البابا كيرلس السادس الكرسي المرقسي، وعاش راهبًا محبوبًا من جميع إخوته وعاش خادمًا ومحبًا وتتلمذ خلال هذه الفترة على يد البابا شنوده الثالث، وعندما صار البطريرك عام 1971 اختاره ليدير حال هذا الدير "دير الأنبا بيشوي"، وكان عدد الآباء معدود وبدأ يقدم صورة روحية للرهبنة كما نقرأ عنها ونعيشها، وعلى يديه تتلمذ العشرات والمئات في مصر وخارجها، وقدم صورة هادئة بكل تفاصيل الحياة الرهبانية، كما يجب أن تكون، وعاش فقرًا اختياريًا وحياة البتولية وحفظ النذور الرهبانية بالحقيقة هو مدرسة".
وتابع البابا " فمنذ استلامه الدير وخدمته فيه كوّن مدرسة روحية نفتخر بها ونشكر الله أننا تتلمذنا علي يديه، وكثيرون التحقوا بهذا الدير لأنهم رأوا الأب المحب الأصيل، وكانت قدوته هي التي دفعت كثيرين للحياة الرهبانية، مضيفًا كم من مشكلات تعرض لها الدير، كم شخصيات تعبت وكانت تجد سلامها في مقابلتها معه، امتاز بهذه الصفة وكان دائمًا مشجعًا لأبنائه، وكانت له كلمات يكررها كثيرًا، وتجد فيها راحة كان ميناء لتشجيع النفوس والراهب الذي يجاهد وكرس كل سنين عمره من أجل مجد الله.