وزيرة الصحة: الرعاية الصحية حق تسعى الدول العربية لتحقيقه
ترأست الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، صباح اليوم، اجتماع الهيئة العليا للمجلس العربي للاختصاصات الصحية في دورته الـ53 للمكتب التنفيذي لوزراء الصحة العرب بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، بحضور عدد من وزراء صحة العرب.
وأوضحت الدكتورة هالة زايد، أنه مضى عام كامل منذ هذا المحفل، كان مليئًا بالعمل والإنجاز الذي يستحق الإشادة به في ملف "المجلس العربي للاختصاصات الصحية"، والذي شهد سجلًا حافلًا استمر لعدة سنوات؛ مشيرةً إلى أن المجلس نجح في تجاوز جميع العقبات التي واجهته، واستطاع تسليم الأمين العام المنتخب مهام عمله في المملكة الأردنية.
وأشارت زايد، إلى أنه تم خلال اجتماع القاهرة إقرار اللائحة وتشكيل الهيئة العليا للمجلس ومكتبه التنفيذي، لافتةً إلى أنه تم عقد اجتماع الهيئة العليا مؤخرًا في سلطنة عمان بدعوة كريمة من الدكتور أحمد السعيدي، وزير الصحة بالسلطنة، وكان اجتماعًا مثمرًا للغاية.
وفي ملف المبادرات الصحية؛ قالت الدكتورة هالة زايد، إن الأمانة الفنية أطلقت مبادرة "المحفظة الوردية" لتسليط الضوء على صحة المرأة، لافتةً إلى أنه كان لوزارة الصحة المصرية شرف التعاون مع الجامعة العربية لتوفير الفحص لجميع السيدات العاملات بالجامعة، ضمن مبادرة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لدعم صحة المرأة، مؤكدةً أن المبادرة حرصت على الحفاظ على صحة جميع العرب وليس المصريين فقط.
وأكدت الدكتورة هالة زايد، خلال كلمتها في الاجتماع اليوم، أن المجلس نجح كذلك في تنفيذ قراره بشأن اختيار طبيب عربي كنموذج وقدوة نسعى لتصديرها لشبابنا لحثهم على تبنّي هذه المناهج المتأصلة في ديننا وثقافتنا العربية، من حيث السعي لمساعدة الأهل ومدّ يد العون لجميع البشر، مشيرة إلى أنه يتم اليوم تكريم ثلاثة من أطباء العرب المتميزين، والذين أشفقتُ على اللجنة المكلّفة باختيارهم من بين المرشحين، حيث بذل أعضاء اللجنة مجهودًا مقدّرًا للاختيار من بين كوكبة من المرشحين يستحق كلُ منهم تكريمًا، ويكفيهم شرفًا ترشيحهم للجائزة.
وأوضحت، أنه في شهر أكتوبرالماضي، تمت المشاركة بفعالية في إطلاق "المجلس العربي للسكان والتنمية" بالمملكة الأردنية الهاشمية، كما استضافت المملكة "المؤتمر العربي الثاني عشر لخدمات نقل الدم"، مشيرة إلى أنه في شهر نوفمبر الماضي، أطلقت الأمانة الفنية بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان (الاستراتيجية العربية لصحة الأمهات والأطفال والمراهقات)، كما أصدرت اللجنة الفنية الاستشارية للتشريعات الصحية النسخة الأخيرة من "القانون الاسترشادي لحقوق المرضى النفسيين والمقلعين عن المخدرات".
وأضافت زايد، أنه بعد هذه الخطوات المهمة التي ما كان لها أن تتحقق إلا في ظل الاستقرارين السياسي والإداري؛ تنتقل الهيئة إلى مرحلة جديدة من تطور الفكر، لافتةً إلى أنه ستتم، اليوم، مناقشة خطط الطوارئ والاستجابة السريعة ومواجهة الكوارث، وسيناريوهات إشراك القطاع الخاص في المنظومة الصحية والمجهودات اللازمة لتحقيق التغطية الصحية الشاملة.
وأضافت، أن مصر أخذت على عاتقها تنفيذ مبادرات الصحة العامة، والتي امتدت إلى المحيطين القومي والإقليمي، ومنها مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي للقضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية، والتي تم تدشينها في أكتوبر عام 2018، وتم مسح ما يقرب من 50 مليون مواطن مصري من الفئة العمرية "18عامًا أو أكثر" خلال فترة زمنية لا تتجاوز 7 أشهر، تلا ذلك في يناير 2018، إطلاق مبادرة الرئيس أيضا للقضاء على فيروس سي بين طلاب المدارس، والتي يتم تكرارها سنويًا لتستهدف هذه المرة الشباب الأقل عمرًا بين 12 و18 عامًا، ثم طلبة الجامعات، وتم مسح ما يقرب من 8 ملايين شاب من أبنائنا في تلك المراحل العمرية.
وأوضحت، أن المبادرات الرئاسية ستشمل جميع مجالات الصحة العامة من المبادرة المستدامة لعلاج أمراض سوء التغذية بين أطفال المدارس إلى المبادرة المستدامة لدعم صحة المرأة المصرية، والتي استهدفت السيدات في الفئة العمرية بدايةً من عمر 18 سنة فأكثر، مشيرةً إلى أن رعاية الدولة امتدت لتشمل الأجانب "المقيمين على الأراضي المصرية، ضيوف مصر"، إذ أتاحت لهم الاستفادة من مبادرة القضاء على فيروس سي مثل المصريين.
ولفتت الدكتورة هالة زايد، إلى أن الرعاية الصحية حق للجميع، وهو بمنطق الدول الرائدة فعل وليس مجرد شعار يرفع، مؤكدة على انطلاق المبادرة المستدامة لرئيس الجمهورية لاكتشاف وعلاج ضعف وفقدان السمع لدى الأطفال حديثي الولادة، ومبادرة دعم الحياة الصحية لكافة المواطنين على مدار العام الماضي، وتعقبها مبادرة العناية بصحة الأم والجنين، المقرر إطلاقها في مارس 2020.
وتابعت أن الدولة توجت جهودها بعد تحقيق نجاح منقطع النظير في الداخل شهد به العالم بأسره لتمتد رعايتها للأشقاء الأفارقة في 18 دولة إفريقية من خلال مبادرة رئيس الجمهورية لعلاج مليون إفريقي من فيروس سي، والتي انطلقت في شهر مايو الماضي، مشيرة إلى أنه تم مسح 3 دول هي تشاد وإريتريا وجنوب السودان، حتى يومنا هذا، ولا يزال العطاء مستمرًا.
ومن المقرر أن تتسلم الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، اليوم، عقب انتهاء ترؤسها الاجتماع، "جائزة التميز في تعزيز التغطية الصحية"، تقديرًا لجهودها في النهوض بمنظومة الرعاية الصحية، وإنجازها في تطبيق مشروع التأمين الصحي الشامل، بالإضافة إلى الإنجازات التي حققتها مصر في مجال الصحة العامة من خلال المبادرات الرئاسية والتي نالت إشادات دولية عدة.
يذكر أن المجلس العربي للاختصاصات الصحية يعتبر من المؤسسات العريقة التي تم تأسيسها في عام 1978 بموجب قرار مجلس وزراء الصحة العرب بجامعة الدول العربية، والذي يهدف إلى تحسين الخدمات الصحية في الوطن العربي عن طريق رفع المستويين العلمي والعملي في مختلف الاختصاصات، ولا يهدف لتحقيق الربح.
وتُمنح جائزة اتحاد المستشفيات العربية لعدد محدود من الشخصیات العامة ذات الجھود الواضحة في المجال الصحي، حیث تم منحھا، خلال السنوات الماضية، إلى كل من سمو الشیخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئیس دولة الإمارات حاكم إمارة دبي، وسمو الأمیر الولید بن طلال، والأستاذ عمرو موسى، الأمین العام السابق لجامعة الدول العربیة، وعدد محدود من وزراء الصحة العرب.