باكستان ترفض عودة 800 طالب من «ووهان» الصينية
قررت حكومة باكستان، الامتناع عن إجلاء مجموعة كبيرة من مواطنيها العالقين في مدينة "ووهان" الصينية،التي ينتشر فيها فيروس "كورونا" المستجد.
وحسبما أفاد موقع " واشنطن بوست" وجد 800 طالب باكستاني أنفسهم عالقين في "ووهان"، إذ حثتهم حكومتهم على البقاء في المدينة، رغم المخاوف المتزايدة على صحتهم.
وأكد مسئولون باكستانيون، أن هذا الموقف يأتي بسبب عدم امتلاك إسلام آباد القدرة على منع تفشي الفيروس في البلاد، والعجز عن معالجة المصابين به محليا، قائلين إن إجلاء هؤلاء الطلبة سيكون خطوة "غير مسئولة".
وأعرب ظفر ميرزا، وزير الصحة الباكستاني، حسب الصحيفة، عن قناعته بأن هذا الموقف لا يصب فقط في مصلحة الدولة، بل وفي مصلحة الطلبة أنفسهم أيضا، مشيرا إلى جهود الصين الرامية إلى احتواء الأزمة، داعيا إلى تفادي "خطوات غير مسئولة" قد تؤدي إلى انتشار الفيروس على نطاق أوسع.
وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن عددا من هؤلاء الطلبة العالقين يشاطرون موقف بلادهم، ونقلت عن أحدهم قوله " إنهم كانوا يتطلعون في البداية إلى العودة لوطنهم خوفا من إصابتهم بـ"كورونا"، لكنهم خلصوا الآن إلى أنه من الأفضل لهم البقاء في الصين ما يخدم أيضا تعزيز العلاقات بين الدولتين"، مضيفا " ليست هناك مستشفيات جيدة لمعالجة فيروس كورونا في بلدنا، فيما يعمل الصينيون بدأب على مكافحته".
غير أن طلبة آخرين يعارضون بشدة هذا الموقف، ويتساءلون بشأن ما إذا كانوا يُستخدمون كبيادق في لعبة جيوسياسية، تحاول فيها حكومة باكستان دعم سمعة حليفتها الأكبر الصين التي تواجه ضغوطا دولية متزايدة على خلفية انتشار الفيروس في أراضيها، وفقا لتعبيرهم.
وذكرت "نيويورك تايمز" أن هذه التساؤلات ازدادت قوة، في ظل قرار حكومة إسلام آباد استئناف الرحلات المباشرة من وإلى الصين الأسبوع الماضي، مع السماح للمواطنين الذين يملكون الوسائل اللازمة بالعودة، في حال ثبوت عدم إصابتهم بالفيروس.
ونشرت مجموعات من الطلبة الباكستانيين نداءات عبر "تويتر"، دعت من خلالها الحكومة الباكستانية إلى اتخاذ خطوات لاستعادتهم من معقل الفيروس الفتاك، الذي تجاوزت حصيلة ضحاياه 1100 شخص.