بطولة في الغُربة.. مصري يوزع أدوية وكمامات مجانًا في الصين
بطولة جديدة يُسجلها المصريون في الصين من جديد، فعند اشتداد أزمة انتشار فيروس كورونا، تكاتف جميع المصريين في المقاطعات الصينية كافة مع بعضهم البعض، لتوفير الكمامات التي تقيهم من انتشار الفيروس، خاصة أن الكمامات حدث بها نقص في الأسواق الصينية، فسرعان ما تكاتف المصريون لمساعدة بعضهم دون أي مقابل.
بدأ الأمر عندما قرر مصطفى النادي، البالغ من العمر 37 عامًا، مساعدة المصريين في الصين عن طريق توفير العلاج المصري لهم؛ نظرًا لأن الأدوية الصينية تعتمد على الأعشاب والمواد الطبيعية ما يجعل مفعولها يأخذ وقتًا طويلا، كما أن سعرها مرتفع مقارنة بالأسعار في مصر، فسرعان ما أنشأ جروب عبر "الواتسآب" أطلق عليه اسم "الصيدلية"، للتواصل مع المصريين ومعرفة ما يحتاجونه من أدوية.
"عملنا الصيدلية من سنة ونص في الأول، كنا بندي الدواء للمصريين بس بعد كدا المصريين قالوا لإخواتنا العرب فبقينا بنوزع الدواء للمصريين والعرب"، يحكي مصطفى أنهم بدأوا من مقاطعة كوانزو في الصين، ثم وصلت مساعداتهم إلى 18 مقاطعة في الصين.
ويضيف مصطفى، لـ"الدستور"، أن هناك زائرين يسافرون إلى مصر كل عدة أشهر ويعودون، فيطلب منهم أثناء عودتهم إحضار أدوية متنوعة، مؤكدًا أن ما يفعله مجموعة من المصريين هناك لن يتقاضوا من ورائه أي ثمن، بل هو مجرد عمل خيّر ليساعد المصريون أنفسهم في الغربة.
ويستطرد مصطفى: "لما جه فيروس كورونا كان لازم نوفر احتياجات الكمامات والمواد المعقمة، فالشباب المصري قرر ينزل لما حس بأزمة وبقى بيساعد الصينيين كمان، بيروحوا لمحطات المترو ويوزعوا على الناس اللي داخله المترو ومعهاش لأن الطلب على الكمامات كتير".
أزمة كبيرة واجهها المصريون حين طلبوا شحنات من الكمامات من أحد المصانع في العاشر من رمضان، حيث ازداد سعر علبة الكمامات من 9 جنيهات إلى 65 جنيها، وهذا ما يُطلق عليه "اصطياد في الماء العكر"، مؤكدًا أن الأزمة في ووهان كبيرة جدًا لأن المدينة أصبحت مثل الثكنة العسكرية، ممنوع دخول أحد بها، لكنهم طوال الوقت يرسلون لسكان ووهان-مصريين وصينيين- الكمامات.
ويؤكد مصطفى أنهم أرسلوا كمامات إلى القنصلية المصرية لتبقى عندهم في حالة طلب أحد المصريين كمامات، نظرًا لعدم توافرها، تُرسل له القنصلية عبر البريد، مضيفًا: "إحنا ولاد وطن واحد ولازم نساعد بعض".