الفراق الأخير.. بريطانيا تودع الاتحاد الأوروبى بعد 47 عامًا
تستعد بريطانيا غدا الجمعة، لدخول معاهدة خروجها من الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ، والتي تعرف إعلاميا باسم «بريكست»، في موعده المحدد 31 يناير، وهو الموعد الذي حدده البرلمان البريطاني خلال الفترة الماضية.
ووافق النواب الأوروبيون على الاتفاق بـ621 صوتًا ومعارضة 49 وامتناع 13 عن التصويت، وهذه هي المرحلة الرئيسية الأخيرة في المصادقة على الاتفاق بعد ثلاث سنوات ونصف السنة على الاستفتاء حول بريكست.
وخلال الفترة الماضية، وافق مجلس النواب البريطاني على خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي بعد إجراء انتخابات تشريعية فاز بها حزب المحافظين الذي يرأسه بوريس جونسون.
تفاصيل الخروج
وكان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أشاد بما وصفه "فصلاً جديدًا" في تاريخ بلاده لدى توقيعه على اتفاق انسحاب لندن من الاتحاد الأوروبي، السبت الماضي.
وستغادر بريطانيا مؤسسات التكتل، ما يخفض عدد أعضائه إلى 27 دولة، لكن اتفاق الانسحاب يقضي بفترة انتقالية مدتها 11 شهرا تستمر حتى نهاية العام الجاري.
وخلال هذه الفترة، ستواصل بريطانيا وباقي دول التكتل تطبيق ذات القواعد التجارية الحالية، لمنع أي هزّات اقتصادية، بينما يحاول المسئولون التفاوض على اتفاق تجاري أوسع.
مصادقة البرلمان الأوروبي
صادق البرلمان الأوروبي، مساء الأربعاء، بأغلبية كبيرة على معاهدة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتعتبر تلك المرحلة الرئيسية والأخيرة في فصل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والمصادقة على الاتفاق بعد ثلاث سنوات.
وأوضحت شبكة «فرانس 24» الإخبارية، أن 621 عضوًا بالبرلمان الأوروبي وافقوا على «بريكست»، مقابل رفض 49 آخرين.
47 عامًا على عضوية الاتحاد الأوروبي
استمرت بريطانيا في الاتحاد الأوروبي 47 عاما، منذ عام 1974، حيث كان يطلق عليها السوق الأوروبية المشتركة، وفي حينها كانت العضوية في الاتحاد الأوروبي افتراضية، فيما توهم الشعب البريطاني بأنه بقدر ما تذمر على هذه العضوية فإن الاستمرار فيها للأبد.
وكانت المملكة المتحدة البريطانية انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في 1973، في ظل حكومة إدوارد هيث، التي أقرت الاستفتاء في عام 1975.
كما كان حزب استقلال المملكة المتحدة مؤيدًا رئيسيًا لاستفتاء آخر حول استمرار العضوية فيما أصبح الآن الاتحاد الأوروبي.
وقد أدت شعبية الحزب المتزايدة في أوائل عام 2010 إلى جعل حزب استقلال المملكة المتحدة أنجح حزب بريطاني في انتخابات برلمان الاتحاد الأوروبي عام 2014.
أقيم الاستفتاء الأول عام 1975، وتمت الموافقة على العضوية بموافقة 67% ممن شاركوا بالاستفتاء، ولكن طبيعة الاتحاد الأوروبي تغيرت بشكل جوهري منذ ذلك الوقت، ومن المتوقع أن تكون النسب بشكل متقارب أكثر.
وتعهد رئيس الوزراء المحافظ، ديفيد كاميرون، خلال الحملة الانتخابية لعام 2015 بالمملكة المتحدة، بإجراء استفتاء جديد، وهو الوعد الذي حققه في عام 2016 بعد الضغط من الجناح المستقبلي في حزبه.
استفتاء 2016
أجرى استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 23 يونيو 2016 في كل من المملكة المتحدة وجبل طارق.
لطالما كانت عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي موضع جدل منذ انضمامها إلى السوق الأوروبية المشتركة، كما كانت تعرف آنذاك.
وكان بذلك ثالث استفتاء شعبي يتم في المملكة المتحدة، وللمرة الثانية يتم سؤال البريطانيين عن رأيهم بقضية تتعلق بالاتحاد الأوروبي.