سحر الأمير تكتب: قراءة في لوحات سعاد عبد الرسول ومعرضها «حديقة افتراضية»
افتتحت الفنانة التشكيلية سعاد عبد الرسول معرضها التشكيلي "حديقة افتراضية" منذ عام تقريبا في قاعة "مشربية"، ولعالم سعاد عبد الرسول سِحر خفي، فهي فنانة دارسة أكاديميًا متفوقة من البداية، وتفرغت للرسم كتفكير جيد به مغامرة، واختارت الحرية التي تضيف للإبداع وصاحبه، وأرى أن الأبيض والأسود أداة أكثر طواعية لتنفيذ أفكارها عن الألوان.
أفكار الفنانة تتسم بالجرأة منذ مشروع تخرجها "المستحمات" الذي اعتمد على "الموديل العاري" تطورت معها اللوحات التي تربك المتلقي، فتجعله ينظر لداخله، ليعيد اكتشاف نفسه بناء على محتوى عمل الفنانة.
ثقافة سعاد الواسعة بشكل عام ورسالتيها للماجستير والدكتوراة جعلتها قادرة على القراءة البصرية النفسية لمنتجها الفني، ولكل ما يدور حولها تشكيليا حتى تاريخ الفن ومدارسه القديمة، ويمثل "كافكا" وكتاباته خاصة رواية "المسخ" شيئًا جوهريًا في "بورتريه" سعاد عبد الرسول.
الـ"بورتريه" عند سعاد ربما يراه غير التشكيلي كتفكيك بيكاسو للوجه وللعين، لكنه عند سعاد عبد الرسول له مغزى آخر، وهو ما تراه فعلًا من تشوه طرأ علينا نتيجة مجتمع غير إنساني نتج عنه وجوه لا تستحق جمالها.
للفنانة وجهة نظر فلسفية رغم انحيازها للمرأة وللأمومة التي تتلقى تحدياتها كل يوم، لكن عندما تلون تقيد بطلها بأطار أو بوهم بصري لم نعتاده بعيون تحمل أسئلة وجودية، مفادها هل أستحق الاستمرار.
الخط الكولاج في لوحاتها القديمة سواء كان خرائط أو أجزاء تشريحية، كانت وما زالت تاريخ وجغرافية بشر في مخيلتها.
وهناك ذكاء فطري نراه في عيون الفنانة التي تنتسب لأصول جبلية "الوادي الجديد" لم تتركه، ولن يفارق إبداعها، وسيكون الزمن والوقت مع هذه الحالة المملوءة بالحياة، ستدهشنا بخطوة ثابتة في الأعمال القادمة.