شهود عيان عراقيون: الأمن استغل انسحاب حماة الاعتصام ليسيطر عليه
اقتحمت القوات الأمنية في مدينة البصرة، السبت، ساحة الاعتصامات، وفضّت الاحتجاجات بالقوة، وفقما أفادت به فضائية "سكاي نيوز" العربية.
وأفادت مصادر طبية بالعاصمة العراقية بغداد، بإصابة 7 محتجين في مواجهات مع الأمن وسط بغداد.
حيث شهد العراق انتشارًا أمنيًا كثيفًا، السبت، وسط حالة من الاستعداد لقوات الأمن لاقتحام ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، حيث أعلنت قيادة عمليات بغداد، عن إعادة فتح طريق محمد القاسم وجسر الأحرار وساحتي قرطبة والطيران أمام حركة السيارات بشكل كامل، عقب مليونية الجمعة التي دعا لها زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر.
بدورها أصدرت اللجنة التنسيقية لمظاهرات أكتوبر في العراق، بيانًا ضد الصدر، اتهمته فيه بـ"الخزي والعار" و"خيانة الثوار"، وذلك بعد فض القوات الأمنية اعتصام البصرة بمجرد انسحاب أنصار الصدر منه.
وجاء في البيان الموجه من المتظاهرين للصدر: "لم نخرج بفتوى دينية، ولم نخرج بتغريدة صدرية، فلا يراهن مقتدى وأنصاره على نفاذِ صبرنا ونهاية ثورتنا.. ركب موجتنا، وحاول استغلالنا فتجاوزناه".
وأضاف البيان: "باقون في الساحاتِ حتى تحقيق أهداف الثورة، ولن نخذُل دماء الشهداءِ، ولن يكونوا ورقةَ على طاولة المتاجرة السياسة كما فعل الصدر".
واختتم البيان بالقول: "ما فعله هو خزي وخيانة للثوار، وسيكون ثمنه رئاسة الحكومة القادمة كما وعدته إيران".
وجاء فض اعتصام البصرة مباشرة بعد انسحاب مناصري الصدر منه، وهو ما أثار الشكوك حول تواطؤ زعيم التيار الصدري أو علمه المسبق بالعملية، بهدف إيصال رسالة مفادها أن وجوده هو من يحمي المتظاهرين.
من ناحية أخرى، أكد شهود عيان أن أكثر من ستين عربة عسكرية تقل عناصر من قوات الأمن، اقتحمت فجر السبت، ساحة الاعتصام في البصرة، وأحرقت خيام المعتصمين، كما نفذت حملة اعتقالات طالت عددًا كبيرًا من المعتصمين، حسب فضائية "سكاي نيوز" عربية.
وفي كربلاء، هاجمت "جماعة مجهولة" ساحة الاعتصام بقنابل المولوتوف، وتسببت فى حرق عدد من خيام المعتصمين.
أما في بغداد فقد سيطرت قوات الأمن، وبشكل كامل، على جسر محمد القاسم، وتحاول التقدم باتجاه ساحة التحرير حسب ناشطين.
وأشار بيان صادر عن قيادة عمليات بغداد إلى أنه يجري العمل على تنظيف ساحة الطيران وشارع النضال وساحة قرطبة، لإعادة افتتاحها أمام حركة المرور.
وقال عصام الشمري، أحد شباب الانتفاضة، في تصريحات لـ "الدستور"، إن قوات الأمن العراقي استغلت انسحاب أصحاب القبعات الزرقاء التابعين لـ"سرايا السلام" الجناح العسكري لـ"التيار الصدري"، وحاولت إعادة سيطرتها على عدد من ساحات الاعتصام.
ولفت الشمري إلى أن أصحاب القبعات الزرقاء، المسئولين عن حماية الاعتصام، انسحبوا عقب تغريدة لـ"الصدر"، يوم الجمعة، وجه فيها عتابًا على متظاهري ساحة التحرير الذين شككوا به، معتبرًا أنه كان سندًا لهم، وقال إنه "بعد الآن لن يتدخل في أمورهم لا بالسلب ولا بالإيجاب".