أحمد صلاح الدين يهدي ترجمة رواية «الأب سيرجي» لتالستوي
يشارك الكاتب والمترجم أحمد صلاح الدين٬ بمعرض القاهرة الدولي للكتاب٬ من خلال أحدث ترجماته التي أنجزها من الروسية مباشرة٬ من ميراث ليف تالستوي٬ رواية "الأب سيرجي"٬ وصدرت في نسختها العربية عن دار المتنبي للنشر.
ويكتب صلاح الدين رسالة إلى تالستوي جاء فيها: "عزيزي ليف نيكالايفيتش تالستوي، لم أرك ولكني رأيت، هذا منك وإليك. ربما لا تعلم أيها العزيز مدى صعوبة الاقتراب من ميراثك ونقله إلى اللغة العربية لجمهور تعرف عليك من خلال ترجمات قام بها مترجمون عظام مثل سليم قبعين الكاتب والمترجم الفلسطيني الذي تعلم في المدرسة الروسية وقدم العديد من الترجمات البديعة لأساطين الأدب الروسي بروح عاشقة فتحت بابًا سحريًا خطف قلوب القراء العرب، وهو ما يجعلني أشعر بقلق شديد أثناء الترجمة يحدوني أمل في الوصول لبعض ما أصاب سليم قبعين من إبداع في نقله للنصوص الروسية، خاصة أعمالك، وهو ما جعلني أستغرق وقتًا طويلًا في الترجمة كالعادة رغبة مني في تقديم ما يستحق القراءة، متحديًا زمنًا لم أعشه ولغة تختلف عن لغة اليوم. ورغم هذه المعاناة، إلا أني وجدتها تجربة ثرية ومفيدة ظللت أتحاشاها لسنوات عديدة، فأنا أكثر ميلًا لترجمة نصوص زمني من لغة يكتبها أجيال من الكتاب عايشت أفكارهم وتجاربهم وتفاعلت معهم تفاعلًا حيًا، أعشق ما يكتبون لأنه يمثلني ويفتح حوارًا يتناول تساؤلات تؤرقني".
وتابع: "ربما تذكر عزيزي ليف أني أخبرتك في آخر لقاء جمع بيننا أني أختلف معك في أشياء كثيرة، وبدا لي تناقضك مزعجًا في بعض الأحيان، لكني أحبك وأقدرك. أهدي روحك هذه الترجمة التي بدأتها فور لقائي بك في صيف العام قبل الماضي - في ذروة لحظات الحيرة والشك والألم والارتباك - ولم أنته منها سوى منذ وقت قريب، اخترت هذا العمل تحديدًا رغبة في العبور من الحيرة إلى شيء ما، من الشك إلى مرحلة أخرى حتى ولو كانت شبه جملة تشير من بعيد إلى بقعة نور في مكان ربما أصل إليه يومًا، أو أعرف دربًا يقود إليه. أدركت أن الطريق يمهده السير وأن الحيرة زاد المسافر. شعرت بالراحة بعد الانتهاء من الترجمة، فقد شاركت البطل لحظات العذاب والألم والارتباك والشك، وتنفست مع الكلمة الأخيرة ليس لأني وصلت لإجابة، فلا وجود لإجابات في هذا العالم يا عزيزي، ولكن لأني صرت أكثر اقتناعًا بأن حياة بلا شك وقلق وألم وارتباك، حياة تخلو من الدراما ربما تكون هي الموت ذاته. ولا أخفيك سرًا أني سعدت سعادة بالغة لرؤية مخطوطة هذا العمل بخط يدك، ومراحل كتابة العمل وتحريره حتى وصل إلى شكله النهائي، وهذه متعة لا تعادلها متعة".